فلاديمير بوتين … قيصر عربي جديد!

وكأننا في هذا الشرق العربي ينقصنا قياصرة، أو ملوك وأباطرة، حتى يضاف اليهم قيصر آخر آتيا من الشرق، يحاول كما أقرانه العرب أن يشبع شغفه ويثبت عظمته بالدم والدمار، وأن يكرس سلطانه بالمزيد من جثث الأبرياء العرب، ويرفع أعمدة كرسي عرشه على اطلال البيوت والاحياء والمنازل المدمرة والدخان.

انتشرت مع التدخل الروسي طرفة قالت بأن بوتين هذا يعود اسمه إلى أصول عربية، وبأن والده كان يبيع “تين” فلقب “بوتين”، يضاف إلى هذه الطرفة الكنية التي أطلقها عليه جماعة الممانع حين أسموه “أبو علي بوتين” للدلالة على شجاعته وقوته وإقدامه.

شاهد أيضاً: بالفيديو: حسناء روسية ترحب بتدخل بوتين في سوريا «أريد مثل بوتين»

وأثبتت الأيام للأسف، وبعد مرور حوالي شهرين من التدخل الروسي المباشر، واصطحابه لترسانته العسكرية المدمرة لأحدث ما توصل له العقل الروسي، مع فخر الصناعة العسكرية التي نكاد نحن العرب وغيرنا لا نعرف له صناعة أخرى أو منتوجات غير قاتلة، إبتداءا من “الكلاشنكوف” الذائع الصيت عندنا، ووصولا الآن الى السوخوي بأرقامها وأنواعها المتعددة، فقد أثبتت الأيام بأن اليافطة التي تحتها كان هذا التدخل، من محاربة داعش ومحاربة الإرهاب، هو تمامًا كأسلوب القياصرة عندنا ،بحيث يرفعون لحروبهم كل أنواع الشعارات المقدسة منها وغير المقدسة، وإنما هي بالحقيقة لا تهدف إلاً لترسيخ حاكميتهم، ولتحمي عروش أنظمتهم، المختصرة دائما بشخص الحاكم نفسه، وهذا ما هو عليه تمامًا “الأبو علي بوتين”، إن كان بسلوكه الشخصي وصوره الشخصية المتعددة البوزات والعروض، أو من خلال استعراضاته العسكرية الفتاكة في أجساد الابرياء.

اقرأ أيضاً: من هو المتضرر الاول من لقاء بوتين – خامنئي؟

روسيا في سوريا
فبلا شك ولا ريب، بأن لوثة القياصرة العرب، قد أصابت فلاديمير بكل متشعباتها، ابتداءا من اعتبار أن هيبة الدولة هي حصرًا تمر عبر أسطرة الزعيم وقوته ولو أدى ذلك إلى إهراق أنهار من الدماء، وصولا إلى فكرة المخلّص أو المحيي للتاريخ، والوارث “لحضارة” امبراطورية سوف يعاد إنعاشها وإعادتها الى الحياة على يديه المباركتين.

يبقى ما هو أسوأ من كل ما تقدم، هو هذا المشترك الكبير أيضا بين أبو علي بوتين والقياصرة العرب الاخرين بالنظرة الى إسرائيل، فكما هو الحال عند الحكام العرب أجمعين من أكبر ممانع فيهم إلى أصغر عميل منهم، الذين يتقنون جيدا بلعب دور الأسود والأبطال أمام شعوبهم أو أمام كل شعوب الأرض، ويكونون أما أرانب أمام الاسرائيلي وأما حلفاء.

اقرأ أيضاً: بوتين وخامنئي: الحل السياسي في سوريا لا يجب أن يُفرض من الخارج
كنا ولوقت قريب، نأمل بأن الربيع العربي الذي تفتحت أزهاره أخيرا على منطقتنا، بأن يريحنا من القياصرة الجاثمين على صدورنا منذ عقود، وإذ بنا أمام ليس فقط حركات خرجت من كهوف التاريخ وإنما أمام قيصر عربي جديد إسمه فلاديمير بوتن .

اقرأ أيضاً: العالم المعقّد بعيون بسيطة: أبو حسين أوباما وأبو علي بوتين

السابق
اللواء سليماني: استشهاد ركن آبادي في منى خاتمة مشرّفة تبعث على الفخر
التالي
كيف تكون الفيزياء مسؤولة عن تحطم هواتفنا؟!