عقوبات دولية على لبنان… بسبب أزمة النفايات؟

خمسة أشهر مضت وما زالت أزمة النفايات باقية وتتمدد دون أي حلّ يذكر. الملف الساخن أصابه الآن الفتور، إذ تبخرت حماسة المسؤولين للبحث عن الحلول وتحوّلت اجتماعاتهم ولقاءاتهم الطارئة نحو ملفات أخرى، وصبت إهتماماتهم وعزمهم في سبيل طبخ تسويات سياسية، والنتيجة مماطلة ما من شأنها إلّا مضاعفة الملفات العالقة في الأدراج.

تقف الدولة بوزاراتها المعنية متفرّجة وسط أكوام النفايات جعلت المواطن يضيق ذرعاً بالروائح الكريهة المنبعثة، في ظلّ تعثر الحلول مع رفض سكان البلدات والقرى التي يوجد فيها مطامر ومكبات استقبال النفايات مجدّدا تحت أي ظرف.
إلى ذلك، تعثر تصدير النفايات التي تُركت لتتخمر وتتعفّن، منذ أربعة أشهر، بسبب الظروف البيئية التي تفرضها الدول المُرشحة لاستقبال النفايات.

أصبح خيار حرق النفايات المُتراكمة حلاً بالنسبة للعديد من المواطنين والمسؤولين حتى ولو أدّى ذلك الى كوارث حرق النفاياتعلى غرار ما حصل الأربعاء الفائت أسفل جسر غزير في المعاملتين شمال العاصمة اللبنانية بيروت، إذ أقدم أشخاص مجهولين على إضرام النار
في أطنان النفايات المكدّسة والمخمّرة هناك منذ اشهر كاد أن يخلّف حريقها كارثة كبيرة لولا تدخل فرق الإطفاء والدفاع المدني لإخماد النيران خوفاً من تأثير الحرارة على أساسات الجسر.وكذلك فقد تأكّد احتواؤها على أنواع من النفايات ومواد قابلة للاشتعال».
وعلى إثر ذلك نفذ مجموعة “ويل” اعتصاما امام وزارة الداخلية في الصنايع في بيروت، للمطالبة بمحاكمة وسجن رؤساء البلديات الذين يسمحون باحراق النفايات في مناطقهم.

وتحدثت باسم المجموعة رولا ثلج التي طالبت وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بالضغط على “رؤساء البلديات لوقف حرق النفايات، لانها سلاح كيماوي يؤذي الاطفال”، معلنة “ان المجموعة ستتقدم بشكوى امام القضاء في حق رؤساء البلديات”.

وسرعان، ما وجّه المشنوق كتاباً إلى محافظات لبنان كلّها، يطلب منها التعميم على البلديات واتحادات البلديات والقائمقامين بـ”منع حرق النفايات مطلقاً، والحرص على تنفيذ هذا المنع حفاظاً على صحّة المواطن ومصلحته”.

في هذا الإطار، أكّدت رئيسة الجمعية، رولا تلج، لـ “جنوبية” أنها تقدّمت بشكوى ضدّ مجهول في حادثة جسر المعاملتين بسب ضرره الأمني والبيئي الكبير”. مشددة على ” المضي بملاحقة كل رؤساء البلديات المتورطين في حرق النفايات”. وأضافت ” هذه خطوة جدية وليست فلكلورا إعلاميا لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم وخاصة عند الوزراء والمسؤولين لتقاعسهم عن واجب درء هذه المخاطر الحياتية عن المواطنين”.

وأشارت تلج أن ” هناك العديد من المواطنين قدموا بلاغات وشكاوى بسب الحرائق ولكن لم يكن هناك خطوات جدية لردع”. كما لفتت إلى أن ” بعض رؤساء البلديات يحرقون النفايات في مناطقهم مقابل 500- 700 دولار وفي مناطق زراعية كذلك”.

حرق النفايات

ورأت ثلج أن “مثل هذه التحركات ضرورية في الوقت الحالي، خصوصاً أن «هناك دراسة فنلندية اطّلعت عليها الجمعية، وتؤكدها وزارة الصحة اللبنانية، تفيد بأن حرق النفايات، وما يرافقه من غبار، أخطر من سموم النفايات وجراثيمها»، مشيرة إلى أنّ «جميع النساء الحوامل اللواتي يتنشقن رائحة الحريق، يتعرّضن بنسبة 90% للإجهاض، كما أنّ الانبعاثات التي تنتج عن عملية الإحراق تتسبب بجلطات دماغية وقلبية سريعة وسرطان محتم”.

اقرأ أيضاً: «السبت الأسود» الجديد.. نفايات وصفقات وخطاب طائفي وعنصري!

ولفتت تلج أن تقارير هذه الدراسة سوف ترفع إلى منظمة الصحة الدولية وهي بدورها سوف تفرض عقوبات على الدولة اللبنانية بسبب هذه المجزرة البيئية والانسانية”.

السابق
محمد علي مقلّد: مشكلة لبنان ليست في الطائفية بل في مكان آخر…
التالي
هذا ما ستفعله كيم كارداشيان حين تضع حملها