الرئيس بري: وجدتها… انها الكفور!

نبيه بري
مثلما وقف ارخميدوس في حمّامه حاملاً صابونته قائلاً "وجدتها" Eureka" ، معلناً اكتشاف قانونه الفيزيائي الأساسي الذي يحمل اسمه، رأينا الأسبوع الماضي رئيس مجلس النواب نبيه بري يقف حاملاً كيس نفاياته معلناً "وجدتها".

بعد مئة يوم على تراكم النفايات في الشوارع والساحات أعلن الرئيس نبيه بري أنّه قد وجد الحل لمشكلة النفايات قائلاً:”كل ديك على مزبلته صيّاح” وهذا هو قانون بري بعد خمسة وعشرين قرناً على قانون أرخميدوس، ويتابع بري أنّ كل طرف مسؤول عن معالجة النفايات ضمن منطقة نفوذه ومسؤول عن تحديد مطامر ومراكز فرز وغيرها. أي لامركزية طائفية ومذهبية في معالجة النفايات وليس لامركزية جغرافية كما هو الحال في البلدان الاخرى.

النفايات لبنان

إذاً بالنسبة لبرّي اللامركزية هي تولي كل “مذهب” لشؤونه وتجاوز مؤسسات الدولة المركزية، وأيضاً تجاوز دور مؤسسات اللامركزية أي البلديات ومجالس الأقضية ومجالس المحافظات، وليس هذا التفكير سوى الوجه الآخر لفيدرالية الطوائف والمذاهب. وهذا يدل على غرق الشيعية السياسية في فيدرالية الطوائف والمذاهب وفي حق الفيتو أي التعطيل الطائفي، وفي بدعة جديدة هي “ميثاقية” الطوائف والمذاهب التي لا تعني سوى المحاصصة والفساد بإسم الطوائف والمذاهب، وكل ذلك طبعاً مخالف للدستور وللقوانين ولميثاق الوطني واتفاق الطائف.

إقرأ أيضاً: «الجديد» بأعنف هجوم على برّي: رئيس السمسرات والصفقات بلا حسيب

هذا هو تفكير الشيعية السياسية: لبنان ليس وطناً لجميع أبنائه وليس دولة، إنّه مناطق نفوذ يديرها أمراء الحرب والنفايات وفقاً لقواعد محاصصة وفساد تجعل كل إقطاعي أو حزب يتصرف دون أي حساب بموارد وناس “منطقة نفوذه”.

النفايات

إذاً كل مذهب يعالج نفاياته ويحدد “مزبلته” أو مزابلة – البلديات المضمونة بالجيبة – ولكن أين حدّد بري وحزب الله مزبلة مذهبهم؟

إقرأ أيضاً: ارسلان يترك الباب مفتوحًا.. فهل ستنتهي أزمة النفايات؟

لقد اختاروا في الجنوب بلدة هادئة ووادعة إسمها الكفور وهي أصلاً بلدة مسيحية فيها أيضاً أقلية من الطائفةالسنية، كيف تمّ هذا الاختيار وهل أخطأ المذهب في تحديد مزبلته؟ مسكينة بلدة الكفور فهي واقعة في منطقة نفوذ لا تسري فيها قوانين الدولة بل تسلّط الميليشيات والسلاح ومعها الفوضى والفساد.

السابق
شهيدان من الجيش اللبناني خلال مداهمة لملهى ليلي في منطقة المعاملتين
التالي
سنا الحاج: إهتمامي بالطفل المعوّق محاولة لتجسيد إنسانيتي أولاً