اللبنانيون وليمة لأعشاب البحر (1): 1000 لبناني شقّوا البحر منذ غرق آل صفوان

الهجرة في البحر
تنشط مؤخراً في لبنان ظاهرة الهجرة غير الشرعية بمراكب الموت نحو أوروبا الآخذة في الإتساع والتي راح ضحيتها 11 فردا من آل صفوان مؤخراً، هذا عدا عن أرقام الناس المهولة الذين يقعون ضحية مافيات الإتجار بالبشر ورحلات الموت. أعدت "جنوبية" تحقيقًا عن هذه الظاهرة ننشر اليوم جزأه الأوّل على أن ينشر الجزء الثاني غدًا. وقد علمت "جنوبية" أن أكثر من 1000 لبناني "غامروا" في البحر منذ حادثة غرق عائلة صفوان.

أرقام مخيفة تتردد حول أعداد المهاجرين اللبنانيين بقوارب الموت نحو أوروبا، اذ تجاوز عدد المهاجرين المتداول في الأوساط الشعبية في طرابلس ومحيطها وحدها نحو 3500 شخص بينهم أطفال ونساء ورجال. عدا عن الذين توغلوا إلى أوروبا من بيروت وضواحيها كالأوزاعي وطريق الجديدة. هناك حيث ركض ذوو الدخل المحدود ومن ضاقت بهم سبل الحياة في بلدهم الأم نحو وهم السفر إلى “بلاد الخلاص والمال”.

هجرة اللبنانيين

فقد فتحت مأساة عائلة صفوان اللبنانية، التي عاد سبعة منها جثامين هامدة إلى بيروت أمس، فيما لا يزال اثنان في عداد المفقودين، وعاد اثنان في الطائرة، فتحت السبيل أمام الحديث عن الهجرة غير الشرعية ووقوع الكثير من اللبنانيين ضحية مافيات الإتجار بالبشر وركوب البحر لتبدأ رحلة المجهول من لبنان في اتجاه تركيا ومنها صوب أوروبا للاستفادة من التقديمات الأوروبية للاجئين.

صفوان
وفيما يسلّط الضوء على عاصمة الشمال طرابلس انها أصبحت وجهة رئيسية لمن ينوي التوجه إلى أوروبا، فقد علمت “جنوبية” أنّ رحلات المجهول قد تبدأ بطريقة شرعية عن طريق السفر بداعي السياحة عبر مرفأ طرابلس نحو تركيا وينطلق من المرفأ دوريًا بمعدل 5 باخرات أسبوعيًا. وقد تبدأ بطريقة غير شرعية، عبر التهريب بواسطة الزوارق التي تنطلق من منطقة السقي بكلفة 2000 – 4000 دولار في طرابلس، بحسب مصدر خاصّ لـ«جنوبية» الذي تحدث عن أعداد هائلة تغادر طرابلس بحراً نحو تركيا واصفًا أن طرابلس أصبحت شبه خالية إذ أنجز مختار المدينة حوالي 120 معاملة بداعي السفر في أسبوع واحدٍ. وهذه الأرقام إلى تصاعد وسط تساهل أمني وغياب التدقيق عن سبب ارتفاع هذه الأرقام، إلى ذلك عدم قدرة السلطات اللبنانية اتخاذ اجراءات بحق المهاجرين وذلك بحال إعتمادهم الطريقة الشرعية للمغادرة.
ويؤكّد المصدر الخاصّ نفسه عن “حالات غرق طرابلسيين ومنها 25 حالة غرق حصلت يوم الجمعة الفائت منهم من آل صيداوي لم يعلن عنها في الاعلام”.

الهجرة

فوق ذلك يعتمد الهاربون من وطأة الوضع الإقتصادي طريقة أخرى وذلك عبر مطار بيروت الدولي الذي تنطلق منه العديد من الرحلات اليومية الى مناطق تركية مختلفة، وإن اختلفت نقطة الإنطلاق إلّا أنهم يسافرون جميعًا بواسطة مافيا محلية، يعطي بعض أفرادها أوراقاً ثبوتية سورية مزوّرة. وهنا تختلف تسعيرة كلّ منها بحسب التقديمات، فمنها من تتكفل بتهريب المواطن من لبنان إلى تركيا فقط، ومنها ما يعرض تهربيه لاحقا نحو المانيا. فتتراوح التكلفة بين الـ 900 وصولاً إلى 4000 دولاراً بحسب نقطة الانطلاق ونقطة الوصول.

إقرأ أيضاً: الأساتذة: السلسلة وإلا سنموت في قوارب الهجرة
وتفيد المعلومات أن نحو 1000 شخص غادروا خلال الأسبوعين الماضيين الى تركيا، إما عن طريق مطار بيروت أو مرفأ المدينة، وإن ما يقارب 500 شخص استحصلوا على جوازات سفر لبنانية للمغادرة خلال الأيام المقبلة. وأما هذه الأرقام المهولة، وهذا الاستنزاف الحاصل لا التفاتة تذكر من قبل السلطة اللبنانية على هذه الظاهرة الآخذة في الإتساع والتي أصبحت تهدد آلاف العائلات اللبنانية…

السابق
في عيد زواجهما مفاجأة غير متوقعة من كلوني لأمل
التالي
نائب عربي يطرد وزير إسرائيلي من الكنيست الإسرائيلي