إنتقلت البلاد فجأةً إلى مرحلة جديدة من المواجهة السياسية. تيار “المستقبل”، على لسان وزير الداخلية نهاد المشنوق، يلوّح بالاستقالة من الحكومة والخروج من الحوار مساءَ الجمعة الفائت، فيأتيه الردّ بعد أقلّ مِن 48 ساعة، أي قبل ظهر الأحد، وعلى لسان الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله شخصياً الذي قال: «من يحبّ البقاء في الحكومة والحوار “أهلاً وسهلاً به”، ومن يُرِد الخروج منهما “ألله معو”.
وإذا كان السجال السياسي بين الطرفين ليس جديداً، إلّا أنّ الجديد في الأمر انتقاله من القضايا والملفات العامة إلى التهديد بفرطِ المساكنة الاجبارية التي نشأت مع تكليف رئيس الحكومة تمّام سلام، إذ ما كاد يلوّح الأوّل بالاستقالة حتى جاءَه ردّ الثاني برفض الابتزاز وإعلانه عن دعوة حزبه إلى إعادة النظر بمبدأ الجلوس مع “المستقبل” حول طاولة واحدة. ولكنّ الأسئلة التي تَدافَعت في الساعات الأخيرة ترَكّزت حول أن هل التصعيد المتبادل هو انعكاس للتصعيد في المنطقة وماذا تبدّلَ لكي يسقط التفاهم حول تحييد لبنان وإبقاء مظلّات الأمان المتصلة بالحكومة والحوار؟ وهل ردُّ الحزب على “المستقبل” يدفعه إلى المضيّ قدُماً في خيار الاستقالة؟ ولماذا أخَذت الأمور كلّ هذا الحجم كما المنحى؟ هل تقصَّدَ نصرالله ردَّ الكرة سريعاً إلى ملعب “المستقبل” لإحراجه وبغية إعادة توضيح الأمور ووضعِها في نصابها؟
كلام نصرالله
وأبدى نصرالله حِرصه على الحوار والتلاقي بين اللبنانيين، داعياً إلى الحفاظ على الحكومة، لكنه قال: “لا نؤيّد إسقاطها، ومصلحةُ اللبنانيين في بقائها، لأنّ البديل هو الفراغ والانهيار”:
– توجّه الى تيار “المستقبل” بالقول: “لسنا متمسكين بالحوار إذا استمرّ البعض في المنّ” علينا به”. وأضاف: “من يحبّ البقاء في الحكومة “أهلاً وسهلاً به” ومن يُرد الخروج منها “الله معو” ونحن لا نُجبر أحداً على البقاء في الحوار أو في الحكومة، لا نريد أن يمنَّ علينا أحد أنّه يحاورنا ويشاركنا في حكومة، ونحن حرّرنا بلادَنا ولم نمنَّ على أحد أنّنا حرّرنا أرضه”. كما رأى نصرالله أنّ “المستقبل يتحدّث عن الحوار وكأنّه متفضّل على اللبنانيين بهذه المهمّة”. وقال: “إذا كنتم تشعرون بالإحراج من البقاء في الحكومة فالله معكم”. كذلك أوضَح أنّه سيَدعو “قيادة “حزب الله” إلى إعادة النظر في الحوار، فإذا كان المستقبل يريد أن يمنّنا بالحوار فنحن نخرج منه ولا ننتظر منهم ذلك. لا نَقبل استفزازاً من أحد”.
التشنّج المتفاقم بين طهران والرياض
قالت مصادر سياسية مطّلعة إنّ التصعيد الحالي يدخل في إطار التشنّج المتفاقم بين طهران والرياض أكثر ممّا هو جزء من الوضع الداخلي اللبناني، ولكن ستكون له ارتدادات محدودة في المدى القصير على الحوار بين الطرفين من جهة، وعلى انطلاق عمل الحكومة بعد جلسة مجلس الوزراء المخصّصة للنفايات، من جهة أخرى”.
وأشارت مصادر “النهار” الى ان التصعيد بين الطرفين جاء على خلفية الصراع المتنامي بين السعودية وايران، لكن التصعيد في لبنان لا يستهدف الحوار النيابي بل الحوار الثنائي في عين التينة.
كما رأت “اللواء” أن الكلام الذي صدر عن المشنوق، لم يتضمّن موقفاً رسمياً من تيّار “المستقبل” بالخروج من الحوار أو الإستقالة من الحكومة، وكذلك الردّ الذي جاء على لسان نصر الله، لم يُعلن موقفاً بوقف الحوار أو الخروج من الحكومة.
إقرأ أيضاً: بعد تصعيد عون أمس ما هو مصير الحكومة والحوار والتعيينات؟