ضحيتان ومئات حالات الإختناق جراء العاصفة الرمليّة في لبنان

فجأة وبدون سلبق انذار، ضربت عاصفة رملية الساحل الشرقي للبحر المتوسط واجتاحت كافة المناطق اللبنانية متسببة بحجب الرؤية وبحاﻻت ضيق تنفس لدى المواطنين. فما هو مصدر هذه العاصفة ومتى تنتهي؟

يشهد لبنان عاصفة رملية استثنائية بدأت يوم أمس في المناطق الشمالية وقرى البقاعين الأوسط والشمالي، وطالت بعض المناطق الجنوبية والساحلية، وأتت مصحوبة برمال وغبار وموجة حرّ شديد.

وهذه العاصفة التي اجتاحت خلال الساعات الأخيرة كافة المناطق اللبنانية تسببت بحجب الرؤية وبحاﻻت ضيق تنفس لدى المواطنين.

هذا وتم تسجيل حالتي وفاة وهما: جمانة.ع.ل. في مستشفى بعلبك الحكومي، وهدلا .أ. ع. في مستشفى تمنين التحتا في البقاع، كما سجّل الابلاغ عن 750 إصابة بحالات اختناق وضيق تنفس من مصادر المستشفيات اللبنانية التي تواجه ازدحاما في أقسام الطوارىء فيها ما يعيق عملها.

ومتابعة، أعلن الامين العام للصليب الاحمر اللبناني جورج كتانة، عن نقل فرق الصليب الأحمر 50 حالة من عكار و70 حالة من البقاع. و3 حالات اختناق في مستشفى الضنية اضافة إلى 12 حالة اختناق في حاصبيا.

وعلى إثر هذه الازمة، أعلنت وزارة الصحة العامة حالة الاستنفار من خلال شبكة الرعاية الصحية الاولية والترصّد الوبائي والمستشفيات الحكومية والخاصة المتعاقدة مع الوزارة وكذلك من خلال الصليب الأحمر اللبناني لمتابعة الاطفال الرضّع.

عاصفة رملية

وطلبت وزارة الصحة من المواطنين خاصة ممن يعانون من أمراض الربو والحساسية والامراض الرئوية المزمنة وامراض القلب، كذلك كبار السن والاطفال والحوامل، ملازمة منازلهم وتجنب التعرض للغبار.هذا وطلبت الوزارة أيضا من كافة المواطنين وخاصة ممن يقودون سياراتهم توخي الحذر في حال صعوبة الرؤية للحفاظ على سلامتهم.

وبحسب رئيس مصلحة الارصاد الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي مارك وهيبي لموقع “جنوبية” أن “العاصفة أتت من العراق إلى سوريا ثم لبنان مصطحبةً معها رياح شديدة محمّلة بالغبار. وبدأت في لبنان شمالا من الهرمل وتدريجيًا اتجهت جنوبًا حتى السواحل وبيروت خلال الليل”، وأشار وهيبي أن ” كثافة الغبار أكبر في البقاع حيث سجلت الكثير من حالات الاختناق ومشاكل بالتنفس بالإضافة الى انعدام الرؤية جراء الغبار أما

في المناطق الساحلية فالوضع أقل حدّة عن البقاع”.

وأضاف إلى أن ” العاصفة سترافقنا اليوم وستخف إبتداءا من الغد لتنحسر تتدريجيًا في الأيام المقبلة على أن يكون اليوم ذروة العاصفة”. مشيراً إلى أنه ” لا تاريخا نهائيّا ومحددّا لإنتهاء هذه الموجة الرملية ولكن عمليًا كثافة الغبار ستنخفض تدريجيًا”.

عاصفة رملية

أما فيما يتعلّق بهذا الطقس الاستثنائي الذي يضرب لبنان قال وهيبي أن” هذه المرّة الأولى التي تضرب لبنان فيها عاصفة رملية من هذه المنطقة تحديداً، أي من العراق وهي عادة تأتي من الخليج العربي أو من شمال افريقيا (ليبيا، مصر)، كما وأن توقيتها هذه المرّة في الخريف أيضًا، هو غير معتاد ايضا لأن موعدها في الربيع عادة “. لافتُاً إلى أن نسبة الغبار هذا العام كبيرة جداً”.

كما وعلّل سبب قدومها من العراق إلى أن ” آخر الدراسات في الدول العربية أن العراق أصبحت مصدرا للعواصف الرملية نسبة للمساحات التي أصبحت قاحلة جراء الحروب وتجفيف الاهوار فيها، ومن الممكن أن تسبّب أيضًا المزيد من العواصف الرملية في المستقبل.”

وفيما يتعلق بتأثير هذه العاصفة على الصحة قال الطبيب حسان الخليل لموقع “جنوبية” أنها تؤثر بشكل كبير على التنفس كما تؤدي إلى تورم بالحنجرة والأوتار الصوتية مما يتسبب بالتالي في حالات الاختناق، أو حرقة في المريئ وانسداد بالأنف وضغط بالأذن قد يورث ضعفا بالسمع”.

وقد حذر الخليل ” مرضى الحساسية والربو بعدم الخروج من منازلهم”.

السابق
القوات الروسية دخلت الميدان السوري… وأميركا تحذّر
التالي
لبناني في ليلة عرسه.. سرق «النقوط» وهرب