هكذا حاول حزب الله «الالتفاف» على تظاهرة النبطية و«طمطتها»

تظاهرة النبطية
في وقتٍ يحظّر على سكان المناطق التي يسيطر عليها حزب الله وحركة أمل التحرك والمطالبة بأدنى حقوقهم، تجمّع أهالي النبطية جنوب لبنان رفضًا لسياسة الفساد والفئوية المتبعة في المدينة، بعدما غرقت المدينة دبنفاياتها إثر صدور قرار قضائي بإغلاق مكبّ الكفور. وكانت "جنوبية" قد تطرقت حينها لأزمة النفايات والفساد بإدارة هذا الملفّ في النبطية. وإليكم ما جرى...

تجمّع أهالي وناشطون من مدينة النبطية قبل ظهر اليوم أمام السراي الحكومي في المدينة استنكارا لاستمرار ازمة النفايات وتكدسها في الشوارع واحتجاجا على انقطاع المياه والكهرباء، في تحرّك دعا إليه لقاء الأندية والجمعيات المدينة وبساريون في المدينة. وأقدم المعتصمون على قطع الطريق العام أمام السرايا وسط إجراءات امنية اتخذتها عناصر من قوى الامن الداخلي .

إقرأ أيضاً: 25 يومًا نفايات والمراوحة مستمرة

وتقدم المعتصمين رؤساء الاندية والجمعيات والبلديات والمخاتير وممثلو الجمعيات وأحزاب الشيوعي، والبعث، والديمقراطي الشعبي وبيت الطلبة وفريق الاسعاف الاولي في النبطية، ونقابة السوق وعدد من الفاعليات الثقافية والاجتماعية والتربوية والنسائية، رافعين الاعلام اللبنانية وهتفوا: “يا شعبي فيق فيق، شيل الزبالة من الطريق” و”يا نبطية قومي قومي، صرتي من حقوقك مهدورة”.

تظاهرة النبطية

 كما رفع المعتصمون لافتات وشعارات كتب عليها “في الاتحاد قوة، أين اتحادكم”، “لايهمنا من يتولى ادارة المعمل بل يهمنا فتح المعمل” و “لا تتهربوا من مسؤولياتكم الكل مسؤول” و”الآبار عندنا والنبطية عطشى”، و”اعتصامنا رسالة الى المسؤولين”، و”ما هكذا يكافأ مجتمع المقاومة”، “انتصرنا على اسرائيل فهل تهزمنا النفايات؟”، “الاعتصام اليوم هو البداية وليس النهاية”، “نواب النبطية لا أرى لا أسمع لا أتكلم”، “اذا تكلم المال مات الضمير” وغيرها….

وفي حديث لموقع “جنوبية” مع أحد الداعين للاعتصام وهو رئيس جمعية “وعي” الخيرية السيّد علي بدر الدين كشف أنّ “التحرّك الذي نظّمته مجموعة من الأندية والجمعيات اضافة الى الحزب الشيوعي اللبناني، موجّه ضدّ بلدية مدينة النبطية وضدّ القوى الحزبية الحاكمة وهما حركة أمل وحزب الله، على خلفية النزاع القائم بينهما حول مناقصة تلزيم شركة مختصّة لتشغيل معمل الكفور لفرز النفايات، حيث يتنافس كلّ من التنظيمين على تلزيم شركة عائدة له مما أدّى إلى إطالة مدّة الأزمة وتدهور الأوضاع البيئيّة في النبطيّة وتراكم النفايات فيها”.

وقد لفت بدر الدين إلى أن المنظمين “أنذروا البلدية في السابق بوجوب الاسراع في حلّ الأزمة وتشغيل المطمر وإلّا سيلجأون الى الشارع في حال بقي الوضع على حاله. وبالرغم من أن التحرّك كان موجّها بالدرجة الأولى من قبل الاهالي ضد البلدية التابعة لـ”حزب الله” إلّا أن إدارة البلديّة شاركت في هذا الإعتصام”! وأشار إلى أن “ما قامت به البلدية كان المقصود منه إفشال التحرّك كما أن الكلمة الّتي ألقاها رئيس البلديّة  كانت مبطنة وبالتالي كان من الواضح  تهربه من تحميل أيّ جهة المسؤولية بشكل مباشر”.

وأضاف بدرالدين أن “نوايا حزب الله والبلدية بانت وظهر أنّها تسعى لـ”طمطمة” الأمور تجنبا للفضيحة، وعدد المتظاهرين كان قليلا ولم يتوصلوا لنتيجة. وكل ما عُدَّ للتحرّك تغير ولم يجر ما تم الاتفاق عليه حتى كلمة الأندية المتفق عليها تغيرت، كذلك تمّ شكر البلدية والمحافظ “.

تظاهرة النبطية

وقد أعلن بدر الدين أنه بناءً على ذلك فإنّ “المجموعات الشبابيّة المستقلة قررت التحرّك بوجه البلدية واعداً أن كل جهة ستتحمّل المسؤولية وليس كما جرى اليوم عندما تهرّب الجميع من المسؤولية”.

وقد تخللّ التحرّك كلمتان، كلمة  لقاء الاندية والجمعيات المدنية والاجتماعية في النبطية القاها محمد فخر الدين، فقال: “يعز علينا المستوى الذي وصلت اليه مدينتنا الصامدة والجوار، النبطية هذه الايام في أسوأ احوالها، في هذه الايام العصيبة تعيش النبطية والمنطقة أزمة مثلثة الابعاد، نفايات متراكمة في الشوارع والاحياء وتغذية بالكهرباء تكاد لا تصل الى الحد الادنى المطلوب، ومعاناة كبيرة في مياه الشفة في احياء من المدينة والقرى والمجاورة”.

ثم القى عضو بلدية النبطية الدكتور عباس وهبي كلمة البلدية فقال: “ها هي رائحة الفساد ترقص في الشوارع وتشتعل المزابل، وما بين مطرقة المناقصات المتناغمة في المعامل وسندان مكب ضاج بسوء الادارة والنتن، ننغمر نحن المواطنين بهواء ملوث وامراض معدية”.

إقرأ أيضاً: ناشطون في «طلعت ريحتكم»: الحملة طلعت ريحتها

يذكر أنّ “جنوبية” كانت قد تطرقت لأزمة النفايات والفساد بإدارة هذا الملفّ في النبطية،وأظهرت الخلاف القائم بين القوى الحزبية والسياسية الحاكمة في المدينة، أي بين حزب الله وحركة أمل على خلفية من يتولّى إدارة معمل الكفور الّذي بني كتقدمة من الإتحاد الأوروبي للقرية.

فالمعمل موجود ومجهز لمعالجة النفايات إلاّ أن أبوابه مغلقة والنفايات ملأت الطرق على أمل عدم فضّ الخلاف بين الحزب والحركة كالعادة، أي بأسلوب يؤمّن المحاصصة بين الطرفين على حساب المواطن الجنوبي الذي ما زال يستغلّ وتهدر حقوقه قبل زمن الإنتصارات وبعده.

السابق
كتلة المستقبل: التهديد بالإعتراض على قرارات حكومية يجب ألا يصل إلى حدود إفتعال الفوضى
التالي
حزب الله والشيعة وكلفة دعم أسد يحتضر