بعد مواقفه الضبابية والمشاغبة على الحريري: لماذا جعجع في السعودية؟

خرق للجمود في الحركة السياسية في لبنان حقّقه رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لأنّه زار المملكة العربية السعودية قبل نهاية عيد الفطر. زيارة تطرح العديد من التساؤلات حول التوقيت والشكل والمضمون. فهل أعلن جعجع العصيان "العوني" فاستدعته المملكة؟ أم أنّه بات في مكان بعيد عن "تيار المستقبل"؟

على الرغم من أنّ زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع هي الزيارة الثالثة للمملكة العربية السعودية، إلاّ أنّ استقبال جعجع هذه المرّة كان كاستقبال رؤساء الدول. ما يضفي على الزيارة أهميّة حول نظرة المملكة العربية السعودية إلى هذا الزعيم المسيحي اللبناني كونه قطبًا سياسيًا وازنًا ومؤثرا في القرار السياسي اللبناني. ويبدو أن التعامل مع الحكيم سيتمّ على أساس أنّه مكوّن رئيسي لمواجهة مشروع التمدّد الإيراني في لبنان والمنطقة العربية.

هذا من حيث المضمون أمّا من حيث التوقيت، فالملفت أنّ زيارة الحكيم إلى المملكة أتت بعد سلسلة أحداث شهدتها الساحة اللبنانية، ولم يكن لجعجع مواقف واضحة منها على غرار عادته وعلى انتهاج مواقف “تيار المستقبل”. خصوصاً بعد دخول جعجع في حوار مع النائب ميشال عون، ووصولهما إلى “تفاهم أوليّ”. ولاحقا عدم اتّخاذه موقفا واضحا ضدّ حملة عون على “تيار المستقبل” والحكومة اللبنانية تحت عنوان «استعادة حقوق المسيحيين». إضافة إلى دعوة جعجع اهالي البقاع إلى «تشكيل لواء لحراسة الحدود». وهو ما اعتبره البعض مجاراة لمنطق ميشال عون و”حزب الله” الداعي إلى تسليح فوضوي بعيدا عن “الدولة” التي لطالما نادى بها جعجع.

أمّا في شكل الزيارة فقد عقد جعجع سلسلة من اللقاءات المهمة، بدأت باستقباله من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، واختتمت بلقاء مع رئيس الجكومة الأسبق سعد الحريري في جدّة. كذلك عقد جعجع سلسلة من اللقاءات مع أبرز المسؤولين السعوديين ومن أرفع المستويات، إضافة إلى تقديمه التعزية بوفاة وزير الخارجية السابق الأميرسعود الفيصل.

نوفل ضوعضو الأمانة العامة في 14 آذار نوفل ضو أكّد لـ«جنوبية» أنّ «الزيارة حاجة من قبل الطرفين، من أجل الوصول إلى قراءة موحدة ومشتركة للمرحلة الحالية والمقبلة بعد الإتفاق بين إيران والغرب حول الملف النووي ». وتابع ضوّ: «إضافة إلى أنّ علاقة القوات اللبنانية بالسعودية علاقة متينة، وكان هذا واضحا من خلال استقبال الملك السعودي لجعجع».

وبالنسبة إلى توقيت الزيارة وتزامنها بعد توقيع الإتفاق النووي بين إيران والدول الغربية الكبرى قبل أيام، فرأى ضوّ أنّ «الزيارة تخللت مقاربة للواقع اللبناني من زاوية استراتيجية».

أنطوانيت جعجعأمّا المستشارة الإعلامية لرئيس حزب القوات أنطوانيت جعجع فأكدّت في حديث لـ«جنوبية» أنّ «الزيارة إلى السعودية هي طبيعية، لأن العلاقة بين القوات والسعودية هي علاقة احترام وتبادل وجهات نظر وآراء، وفي كل فترة، بحسب الظروف الأمنية والسياسية في المنطقة. وخلال الوضع الحالي، خصوصًا بعد الإتفاق النووي هناك ضرورة لحصول الزيارة من أجل الوصول الى نظرة موحدّة في القضايا الإقليمية واللبنانية».

ولفتت جعجع إلى أنّ «علاقة المملكة مع الحكيم متينة على أساس أنّه من الثوابت الوطنية الأساسية، فاستقبال جعجع من قبل الملك السعودي ليس صدفة».

وعن حقيقة الزيارة لإعادة ترتيب المواقف واستعادة ولاء جعجع، خصوصا بعد الحوار بين القوات والتيار الوطني الحرّ، وعدم صدور موقف مناهض من جعجع ضدّ حملات عون، أكدّت جعجع أنّ «السعودية تعلم أنّ مواقف الدكتور سمير جعجع ثابتة، والحوار مع عون لا يعني أنّنا موافقون على مواقفه». وختمت «أحيانا اللاموقف هو موقف بحد ذاته، ومعناه عدم موافقة الحكيم على مواقف عون».

السابق
تحقيق شامل: هل تفتح النفايات مجلس الوزراء المقفل بأمر عوني؟
التالي
طائرات حربية اسرائيلية خرقت اجواء مرجعيون