في فيينا: الإيراني يستجدي الاتفاق النووي مع الغرب

الاتفاق النووي
لا يزال الغموض سيّد الموقف حيال الإتفاق النووي المرتقب بين الدّول الخمس زائد واحد، ولكن بحسب تصريحات الطرف الأميركي من جهة والإيراني من جهة أخرى، الإتفاق سيتم بالرغم من وجود بعض العرقلات. فإلى أين ستتجه الأمور؟

بعدما كان مقرّرا أن يوقّع الإتفاق حول البرنامج النووي الإيراني بين ايران والدول الخمس أميركا وحلفاؤها في 30 حزيران الماضي، يبدو أنّ توقيع الإتفاق تأجل لموعد غير محدد بحسب التصريحات الأميركية والإيرانية، وبسبب عدم الإتفاق على كامل البنود بين الأطراف المتفاوضة.

وقد صرح رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، في مقابلته مع صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس الأربعاء، «تجاوزنا مرحلة المباحثات الثنائية المباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر أحد أهم محرمات الجمهورية الإسلامية»، واعتبر أن فتح سفارة واشنطن في طهران ليس أمراً مستحيلاً. كما اعتبر الاتفاق النووي بأنه خطوة كبيرة إلى الأمام، وإذا كان الطرف المقابل لديه الإرادة الكافية، سيحصل التوافق لا محال.

اقرأ أيضاً: الجانب السري لاتفاق إيران النووي

وفي المقابل كان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد أعلن في وقت سابق أنه بالإمكان التوصل لاتفاق نووي مع إيران هذا الأسبوع، إذا قبلت طهران «خيارات صعبة»، لكن إن لم تفعل ذلك فإن الولايات المتحدة مستعدة للانسحاب من المفاوضات.

الأكيد أن الخاسر الأكبر هي ايران من توقيع الإتفاق النووي، وهي لا تزال تقدّم التنازلات للولايات المتحدة من أجل عقد الإتفاق

وقال كيري: «خلال الأيام القليلة الماضية أحرزنا تقدما حقيقيا، ولكنني أريد أن أكون واضحا تماما مع الجميع إننا لم نصل بعد إلى المرحلة التي نريدها بشأن العديد من القضايا الصعبة».

الصحافي والناشط السياسي مصطفى فحص لفت في اتصال مع «جنوبية» أنّ «التقديرات تشير بأنّ الطرفين الأميركي والإيراني في مأزق. المأزق الأميركي متفرع إلى جزئين، الأول متمثل بأن الرئيس الأميركي باراك اوباما وادارة البيت الأبيض يعملان على إبرام اتفاق مع ايران يوافق عليه الكونغرس الذي يشعر بالقلق، أمّا المأزق الثاني، هو دخول الكونغرس الأميركي بالأجازة التي تبدأ مساء اليوم 9 تموز إلى نهاية الأسبوع الثاني من شهر أيلول المقبل».

وتابع فحص: «هذا المأزق الذي يواجه الولايات المتحدة بعدم اتخاذ قرار والتصويت على الإتفاق إذا عقد في الكونغرس، سيخلق وقتًا ضائعا اقليميًا ودوليًا، وبالتالي يطرح السؤال التالي: ماذا سيحصل خلال الشهرين المقبلين؟ فأوباما يحتاج الى سياسة لتمرير الوقت، والعمل على انهاء هذا الملف قبل نهاية العام الجاري».

أما بالنسبة للمأزق الإيراني فرأى فحص أن «اتفاق النووي مع الدول الخمس فهو سيظهر خللا داخل المعسكر الواحد في ايران، وبالتالي من المتوقع أن تتفجر الخلافات وتنتهي لصالح الفريق المعتدل ».

وختم فحص: «الأكيد أن الخاسر الأكبر هي ايران من توقيع الإتفاق النووي، وهي لا تزال تقدّم مزيدا من التنازلات للولايات المتحدة من أجل عقد الإتفاق».

الولايات المتحدة مرتاحة على وضعها وهي تتسلى بإيران، فالمفاوضات التي تجرى هي لصالح الولايات المتحدة الأميركي

أمّا الباحث الدكتور محمد علي مقلّد فقد رأى أنّ «الإتفاق النووي لم يكن لصالح ايران، ولن تحقق من خلال هذا الإتفاق ما كانت تريده من مشروعها النووي، وهو أن تتحوّل الى دولة عظمى».

وتابع مقلّد «ولكن لا يمكن الإنكار أنّ ايران استطاعت هي وتركيا واسرائيل أن يتحولوا الى دول كبرى، وبالتالي التحكم باللعبة السياسية ولكن جزئياً، لأن كل دولة من تلك الدول تواجه تحديات تمنعها من تحقيق أهدافها كاملة. كذلك الثورات العربية بدّلت كل التوقعات ووقفت بوجه المخططات الإيرانية أي السيطرة على مضيق باب المندب والخليج الفارسي».

وختم مقلد : «الولايات المتحدة مرتاحة على وضعها وهي تتسلى بإيران، فالمفاوضات التي تجري هي لصالح الولايات المتحدة الأميركية. وهذا دليل على أن اوباما يبرهن أنه أهم رئيس وصل الى البيت الأبيض فهو حقق للولايات المتحدة بالسلم ما لم يستطع أن يحققه أي رئيس أميركي سابق من خلال الحروب التي خاضوها».

الاتفاق النووي الايراني

وفي النهاية، فان أهم يمكن أن تحققه ايران من الإتفاق النووي بحسب التسريبات هو تحرير بعض الأموال الإيرانية، ورفع الحظر الاقتصادي عنها وكذلك الحظر عن السلاح الغربي، وذلك من أجل تثبيت نظامها الديني الذي تتضاءل شعبيته في الداخل والخارج عاما بعد عام، ومن ثم محاولة تقاسم النفوذ في المنطقة مع القوى الدولية والاقليمية النافذة فيها.

السابق
قاسم سليماني يريد الفلوجة… لتهديد السعودية بصواريخ زلزال
التالي
الجنرال وحليفه حزب الله خرجا من الكيان اللبناني