حزب الله صمت والمردة والطاشناق رفضا: عون وحيدا بالشارع؟

ميشال عون
في ظلّ الدعوات العونية نحو التصعيد والتهديد، تحظى دعوات التهدئة والحوار بالإجماع من قبل القوى السياسية. على الأقل في العلن، يفتقد عون إلتفاف الحلفاء حوله. حتّى المسيحيين منهم. ففي ظلّ غياب البيئة السياسية الحاضنة لعون هل يمضي عون وحيداً في مسيرته الانقلابية المزعومة؟

يحتل التيار الوطني الحرّ في الأيام الأخيرة المشهد السياسي، فقد أطلق النائب ميشال عون “آخر خرطوشة له”: التصعيد ثم التصعيد. فعلا سقف التهديدات والتلويح بالشارع. أما تحركات التيار الوطني على حدّ قوله فلا حدود لها.

العونيون اتخذوا القرار وأضرموا النيران سياسيا واعدين بتحركات مفاجئة غير متوقعة “حفاظًا على حقوق المسيحيين وعقابًا على عدم أخذ مطالب زعيمهم على محمل الجد”.

وسط هذه المراوحة أصبح عون وحيداً من القريب قبل الغريب. فحلفاؤه محرجون والمسيحيون منهم نأوا بأنفسم عن “لعبة الشارع”. فتيّار المردة أعلن صراحة عدم تحبيذه اللجوء الى خيار الشارع كما صرّح  الوزير روني عريجي لاذاعة صوت لبنان، قائلاً: “في الوقت الراهن في هذه اللحظة السياسية لا نحبّذ اللجوء الى خيار الشارع ولا نرى أنه الوسيلة الملائمة على الرغم من ديموقراطيتها”. أما حزب الطاشناق أيضًا فقالإنه غير معني بهذا التحرّك.

حليف عون “الاستراتيجي” “حزب الله” لم يعلن موقفه الصريح بعد حيال مسألة المشاركة في التحرك الشعبي. التزم صمتا مريبا. رغم أنه لم يبقَ سوى يومين على تتفيذه بالتوازي مع موعد انعقاد جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس المقبل كما تشير الأوساط المتابعة. أما موقف الحليف اللّدود “حركة أمل” بشخص الرئيس نبيه برّي فمعروف منذ البداية. حيث أنّ التصعيد العوني جاء رداّ بالدرجة الأولى على برّي، خصوصا بعد التحرّك الّذي قاده مع النائب وليد جنبلاط لتفعيل الحكومة وإعادة إحياء مجلس النواب من خلال فتح دورة استثنائية، بالتعاون والتفاهم مع الفرقاء الآخرين مثل “تيار المستقبل” و”الكتائب” والمستقلين المسيحيين.

هذا على الصعيد السياسي، أما على الصعيد الاعلامي فلم تحظَ أيضًا الحركة العونية بالتفاف من قبل صحف الممانعة التي لم تختلف في موقفها هذا عن موقف صحف 14 آذار.

إذا لا بيئة سياسية ولا مسيحية حاضنة لعون فهل يمضي وحيدا بهذا التحرك؟

من وجهة نظر الصحافي والمحلّل السياسي إدمون صعب  المقرب من التيار الوطني  أن “الكلام عن التصعيد هو دعوى في الواقع للحوار والتفاهم وليس دعوة للتصادم”. مضيفًا: “عدم التجاوب مع مطالب العماد عون دفعته نحو التصعيد”.

وأوضح أن “هذه المطالب الوطنية التي يدعو إليها عون لا تحظى بالتجاوب حتّى من قبل الحلفاء”. وعلى الصعيد السياسي رأى صعب “أن تيار المردة له حسابات أخرى، وحزب الطاشناق أكثر وفاء للتيار الوطني من المردة باعتبار أن الأخير لديه بعض العصبية الشمالية ولم يعلن موقفه بشكل صريح حيال التحركات الموعودة”. مضيفًا أن “القوات اللبنانية بموقفها كانت أوضح من غيرها حيث أعلنت أنها مع مطالب عون لكنها ضد معركة الشارع”. وعن حزب الله قال إنه “لا يريد أن يستدرج إلى معركة في الداخل في ظل خوضه معارك في سوريا لأنه يخاف من الوقوع في فخ التصادم الداخلي”.

أضاف صعب: “كمراقب خارجي، عون لا يريد التصادم، والتلويح بالشارع دعوة للمقايضة وكل الأعمال والدعوات هي الى الحوار قبل الشارع فهي مجرّد تهديدات وكلام في الهواء”. ورأى أن “الشارع لا يزال غير مطروح كذلك التيار لم يعلن عن الخطوات بل بقيت مبهمة. قيل فقط ستكون كبيرة واستثنائية وحكي عن عصيان مدني وتعطيل الدوائر الرسمية”.  واعتبر “كل هذا الكلام بقى في اطار الحرب النفسية للوصول الى حلول سياسية”.لافتًا إلى أن “هناك جهات تسعى لدفع الجنرال نحو الشارع للتصادم”.

السابق
اليونيفيل تشيد بالهدوء عند الخط الأزرق
التالي
ميركل: لا وجود لقاعدة مفاوضات مع اثينا حول خطة مساعدة جديدة