لماذا الهوية الوطنية اولا؟

لا أحد فينا تختصره هوية واحدة من هذه: الهوية العائلية والهوية المذهبية الهوية والدينية والمناطقية والهوية الوطنية، وصولا إلی الهوية القومية والهوية الانسانية… الخ.

بين كل هذه الهويات تبقی الهوية الوطنية هي الاساس في حماية هذه الهويات وتنوعها وتفاعلها. لأنها اساس نظام عيشنا ومصالحنا المشترك… والاكثر مشروعية وتماسكا وقابلية للحياة.

الهوية الوطنية هي المدخل الحصري لتعزيز دولة المواطنة والدولة الحديثة. أما تقديم الهويات الخاصة او التقليدية علی حساب الهوية الوطنية فهو المدخل الموضوعي لدولة العشيرة والطائفة والقبيلة.

المواطنة هي الأقرب لجوهر الاديان لأنها الأقرب الی احترام الانسان كانسان ايأ كان معتقده . من هنا لا يمكن لنا كلبنانيين كمجتمع وشعب ان نتوقع نجاة الانسان فينا بغير تقديم مصالحنا الوطنية المشتركة او هويتنا الوطنية علی كل ما عداها من

هويات نفتخر ونعتز بها لكونها تثبت اجتماعنا الوطني وتحتمي به ولا تتجاوزه. هذا ما مرت به الشعوب المتقدمة وما خلصت اليه اوروبا الحديثة بعد مئات السنين من الحروب الدينية. وسوی ذلك فان المذهب والطائفة والقبيلة ليست وسائل ملائمة لبناء دولة ولا تثبيت المواطنة ولا سبيلا لانجاز دولة تحترم الانسان ولا قيم التنوع ولا حق الاختلاف.

السابق
خفايا حياة خامنئي (5): نجله مجتبى …الأغنى والأقوى
التالي
سامي الجميل: الوقت حان للاعتراف بفشل الصيغة الدستورية الحالية