علوش لجنوبية: لا صعود إسلامي بل تيارات تتخذ الاسلام كأداة

تصاعدت حدة الإعتصامات في شمال لبنان إحتجاجاً عما تعرض له السجناء الاسلاميين في سجن رومية. اعتبر البعض ان الشارع السني يجنح باتجاه التطرف، لكن قيادات تيار المستقبل في الشمال نفت ذلك.

علّق القيادي في تيار «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش على الإعتصامات التي شهدها الشمال اللبناني في الايام الماضية تضامناً مع الموقوفين الاسلاميين في سجن رومية والذين تعرضوا للضرب، معلقاً على الإعتصامات التي شهدها الشمال في الأيام الماضية بأن «منطق ردود الفعل المتطرفة أصبحت واضحة بكل الاحداث الجارية في لبنان وخارجه تعطي الانطباع عن زيادة التطرف». نافياً بأن «يكون هناك ما يسمى بالـ«صعود الاسلامي» في الطائفة السنية»

قائلاً لـ “جنوبية” ” بأن «الطائفة السنية ملتزمة بخطها التقليدي فلا وجود لصعود اسلامي بل هناك تيارات تتخذ الاسلام كأداة سياسية».
وفيما يتعلّق بالردود المتطرفة اثر فيديو رومية قال علوش “هناك جزئين الحق العام الانساني للبشر الذي أظهر أننا عالم متخلف من العالم الثالث بغض النظر عن انتماء المساجين الذين ضربوا واذلوا”. مضيفًا “الانطباع الاوّل الذي أدّى إلى النعرة الطائفية في الفيديو هناك رجلان ملتحيان معروفان أنهما من الاسلاميين “السنة” تم انتقائهما وتعذيبهما غير أن تعابير الجلادين يظهر بوضوح استهداف السنّة”.

وقد قارن علّوش بين مشهد المساجين الاسلاميين ومشهد ميشال سماحة “المسيحي” أنه “وبالرغم من انه ارهابي لا يذكر انه تعرض للضرب والتعنيف، اضافة إلى فايز كرم خرج أيضًا من السجن بكامل أناقته كما أن قاتل سامر حنّى خرج بكفالة 10 ملايين”.

وتابع “كل هذه الامور أدّت إلى خلق انطباع بوجود فئات مضطهدة مقابل فئات محمية مهما ارتكبت، لكن مع كلّ هذا لا تولد في لبنان تيارات اسلامية سياسية بل مجموعات حاقدة بسب الشعور بالضعف والأذى النفسي والشعور بالذل”. مضيفًا “أن جريمة سجن رومية يجب التعاطي معها على انها جريمة بحق السلم الاهلي وفتنة وجريمة عظمة والعلاج يجب ان يكون بهذا المستوى”.

كما رأى علّوش “أن امكانية ان تتحول البنية السنية في لبنان إلى داعش مستحيلة لكن عمليًا الاحساس بالضعف قد يؤدي إلى ردود فعل قد تكون عنيفة”. مشيراً إلى أنه قد ” تجنح بعض القلّة الى نوع من التصرفات العنيفة قد تكون كارثية”.

وفي الختام أكّد أن “هذه القضية قضية انسانية ويجب ان يتخذ موقف حاسم وواضح على مستوى وطني ومعالجة فعالة وسريعة جزء منها دعم المناطق إضافة إلى اتخاذ اجراءات تتعدى المساءل المسلكية الى اجراءات واسعة النطاق”.

واعتبر المحامي نبيل الحلبي أنه “أصبح هناك نوع من التعصب اكثر من صعود اسلامي ديني، وهذا التعصب نقمة وشعور بالاحباط وتهميش من الطبيعي أن يؤدي الى انحياز طائفي”. لافتًا إلى أن “كل التيارات في الشارع السني تراجعت بسب التعرض لحقوق السنة في لبنان من قبل المؤسسات الحكومية غير الامن الإنتقائي بينما يوجد مناطق أخرى لايوجد فيها اجراءات ومحاسبة”.

ورأى الحلبي أن “احباط السنة وفقدانه الثقة هو بالدولة وكل الاطراف والاحزاب السنية وحتى الاسلامية”. مشيرا إلى أن “استراتيجية الدولة المتبعة لاستقصاء الارها وعدم الانصاف هي التي تصنع ارهاب فظلم في السوية عدل في الرعية”.

وفيما يخص الجنوح نحو الطائفية بقول الحلبي “هذه الظاهرة موجود منذ زمن وفي التاريخ القريب رأينا هذا المشهد عند المسيحيين في التسعينات خلال الاحتلال السوري للبنان حينما قاطعوا الانتخابات وحينها كثر الحيث أيضًا عن تهميش المسيحيين. وبعد الاستقلال أيضًا كان المشهد مماثل عند الطائفة الشيعية كانوا يسموا بالمحرومين”.

وختم “بالتالي طبيعة لبنان وتركيبته طائفية والمحاصصة تفرض هذا الامر لذا من الضروري الانتباه على تهميش طائفة دون أخرى”.

السابق
كبارة لجنوبية: لا صعود لتيارات متشددة بل تيار المستقبل فقط
التالي
الحريري يحذّر من استمر الشغور الرئاسي