فضائح الفيفا: رجال ببزّات أنيقة.. صراعات دوليّة وفساد

رافقت استضافة كلّ من قطر وروسيا لكأس العالم الفيفا تباعًا في عاميّ 2018 و2022 لغط كبير واتّهامات وجدل. وتمّ أمس اعتقال عدد من مسؤولي "الاتحاد الدولي لكرة القدم" وحظر 11 من أعضائه وتكاد تكون الفضيحة الأبرز منذ تأسيس الاتحاد في مثل هذه الأيام قبل 111 عاماً.

اشتدّت الفضائح المتعلّقة بـ”الاتحاد الدولي لكرة القدم” ((فيفا) لتدحض معها شرعية دولية يفاخر بها الغرب ويتبجّح بشعاراتها عن الشفافية، ولكن بعد حظر الاتحاد مؤقتا مشاركة 11 شخصا من أعضائه في أية أنشطة تتعلق بكرة القدم سواء على المستوى المحلي أو الدولي، من بينهم أسماء من الموقوفين بتهم تتعلق بالفساد، هل يكون الفيفا مجرّد رجال ببزّات أنيقة يغرقون في االفساد؟
يبدو السجال الدائر حول الفيفا سياسيًّا بامتياز وهو يعكس أزمات دوليّة وصراعات حول السلطة، إذ داهمت الشرطة السويسرية  مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم أمس الأربعاء، وصادرت وثائق ومستندات، وذلك بعد اعتقال مسؤولين كبار في الاتحاد، بناء على مذكرات اعتقال أصدرتها السلطات الأميركية.
وجاءت عمليات اعتقال المسؤولين استنادا إلى تهم بالفساد وتلقي رشاوى بملايين الدولارات أصدرتها السلطات الفدرالية في الولايات المتحدة. وقالت السلطات السويسرية، إن الصفقات المزعومة جرت في الولايات المتحدة، وإنه تم تحويل الأموال في هذا الصدد عبر مصارف أميركية، لكن الجرم وقع في الأراضي السويسرية. وهذا ما أثار استياء موسكو وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن اعتقال عدد من المسؤولين الكبار بالاتحاد الدولي لكرة القدم، في سويسرا على أساس قرار من وزارة العدل الأمريكية، أثار العديد من التساؤلات لدى موسكو.

وجاء في بيان للخارجية الروسية، الأربعاء 27 مايو/أيار، بأنه: “وجهت اتهامات لمجموعة من الأشخاص يمثلون دول مختلفة، في نحو خمسين حالة من أنواع مختلفة من الفساد المالي”.

وأشار البيان إلى أنه “دون الخوض في تفاصيل الاتهامات الموجهة، نلفت الانتباه إلى حقيقة أن هناك حالة أخرى من تطبيق غير المشروع لقوانين الولايات المتحدة خارج الحدود”.

وجاء في البيان أيضا: “نحن نأمل، بأن هذا لن يستخدم بأي حال من الأحوال من أجل تشويه المنظمة الدولية لكرة القدم، بشكل عام وقراراتها المتخذة، بما في ذلك الأفراد”.

واختتم البيان بالإشارة إلى القول”مرة أخرى، نحن نحث واشنطن بشدة أن تكف عن محاولة تطبيق الأحكام خارج حدودها وفقا لمعاييرها القانونية، واتباع الإجراءات القانونية الدولية المعمولة بها”.
وفتح الادعاء السويسري تحقيقا جنائيا بتهمة “تبييض الأموال وخيانة الأمانة” بشأن ملف استضافة مونديالي 2018 في روسيا و2022 في قطر. وتأتي هذه التطورات قبل يومين من الانتخابات الرئاسية لفيفا التي تشهد منافسة بين الرئيس الحالي جوزيف بلاتر ونائبه الأمير عليبن الحسين.
وعلق رئيس الفيفا السويسري جوزيف بلاتر على قضية الفساد الكبرى التي يعيشها الاتحاد، قائلا إن الفيفا يعيش “وقتا صعبا” وتعهد بطرد من يثبت تورطهم. وأضاف في بيان أن أي “سلوك مماثل” لا مكان له في عالم كرة القدم وأن الاتحاد سيعمل على ضمان وضع الضالعين بهذا الأمر خارج اللعبة.
فضائح الفيفا تضع دولتان على المحك، روسيا وقطر التي تهاجمهم الصحافة البريطانية مرارا بسبب شروط عمالة الأجانب فيها، فيما يبدو ردّا بريطانيا أحيانا على غدم استضافة الولايات المتّحدة لكأس كرة القدم 2022. الرياضة أفسدتها السياسة وما يحري وراء الكواليس لعبة أمم، فهل سيسلم أيّ قطاع يومًا ما من هذا النظام العالمي المشتعل غيظًا وتنافسًا؟

السابق
هدية براد لأنجلينا في عيد ميلادها الـ 40 تفوق الخيال
التالي
ما بين 25 أيار 2000 و 25 أيار 2015