ما بين 25 أيار 2000 و 25 أيار 2015

من 25 أيار 2014 إلى 25 أيار 2015 يطفئ السيد حسن نصرالله شمعة لمرور السنة الأولى على إتمام الفراغ الدستوري لكرسي رئاسة الجمهورية لعامها الأول. يطفئها من خلال احتفال اقامه حزبه بذكرى السنوية لعيد التحرير بـ 25 أيار 2000 عبر خطاب ناري.

بعد ان اطل من خلال شاشة كبيرة وضعت في ساحة عاشوراء في مدينة النبطية جنوب لبنان، بعد ان حضرت الأنصار والأتباع حاملين الرايات والأعلام الصفراء الخاصة بالحزب، جالسين متسمرين خانعين بنظراتهم امام الشاشة الكبيرة لمشاهدة خطاب السيد المليء بقرع طبول الحرب، ولغة الخطابات الشمولية وذلك تحت أنظار ومراقبة فرق الانضباط التابعة لـ”حزب الله” المنتشرة بين الجموع الحاضرة، مهمتها فقط منع أي شخص من الحضور من التكلم أثناء خطاب السيد حسن نصرالله.
خطاب سماحة الامين العام لـ”حزب الله” في ذكرى تحرير 25 أيار 2000 ليست إلا لإفهام الجماهير والمناصرين له ولحزبه، بأن “حزب الله” هو الأقوى على الارض عسكرياً وسياسياً وامنياً اكثر من السابق، وبأن حزبه هو الوحيد القادر على درء الأخطار عن لبنان.
ليس هذا فحسب، وبرأي الشخصي فالسيد حسن نصرالله الذي انغمس هو وحزبه في معارك القلمون التي لم تنتهي إلى حد الآن. أراد عبر خطاب ذكرى المقاومة والتحرير أن يقوم بتغيير رأي الطائفة الشيعية ومن التأفف الحاصل الذي بدأ يتصاعد من الطائفة بشكل عام، وإسكات تململ أهالي المقاتلين المنضويين تحت لواء “حزب الله” بشكل خاص، وتحديداً الأهالي الذين اتشح لباسهم بالسواد بعد استلامهم لجثث أبنائهم العائدة من القلمون السورية بعدما تخطوا عتبة المئة، فقط من اجل افهامهم ان معركة القلمون هي معركة كل لبنان.
بالمختصر المفيد ومن دون تزلف ونفاق، ان ما بين 25 أيار 2000 و 25 أيار 2015 تحول “حزب الله” من المقاومة إلى ميليشيا مسلحة مأجورة لملالي طهران، بعدما زج الحزب نفسه في خانة الاتهام باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، كما جلب الحزب الخراب والقتل والتهجير في حرب تموز عام 2006 ليس إلا إكراماً تحت شعار فليذهب لبنان وتبقى الجمهورية الايرانية. ثم تحول الحزب لاحقا الى وحش معتدي بعد اجتياحه لبيروت والجبل في السابع من أيار، تماماً كما فعلت إسرائيل لاجتياحها بيروت عام 82، ناهيك عن فرسان القمصان السود ونكث العهود والاتفاقات السياسية، ليتحول اخيراً “حزب الله” الى جيش محتل داخل الأراضي السورية مشاركاً في القتل والإجرام لجانب نظام الأسد الطاغي المجرم هناك، تحت ستار محاربة التكفيريين من امثال “داعش” و”جبهة النصرة”.
ختاماً، استطاعة سماحة الامين السيد حسن نصرالله ما بين 25 أيار 2014 و 25 أيار 2015 ان يتحول هو بحد ذاته من سيد للمقاومة إلى سيد في صناعة الموت لشباب الطائفة الشيعية العائدة جثثاً داخل صناديق خشبية مثبتة بمسامير سورية.

السابق
فضائح الفيفا: رجال ببزّات أنيقة.. صراعات دوليّة وفساد
التالي
11 أيلول شيعي