سيرينا شعّار ملكة جمال بدينات العرب: تعلَّم أيها المجتمع

كان لا بدّ من التشديد على أنّ الغاية ليست الترويج للبدانة والتحريض على اكتساب الوزن. المسألة برمّتها “أجسادٌ أنهكها الحصار”، كما ورد في مقدّمة الإعلامي مالك مكتبي، بينما يرحّب بـ 12 شابة من الدول العربية، حضرن الى ستوديو “أحمر بالخط العريض” (“أل بي سي آي”) للمشاركة في مسابقة ملكة جمال بدينات العرب التي أطلقها البرنامج قبل ثلاث سنوات. الغاية: إنه جسدي أيها المجتمع، تقبّلني كما أنا، فالإنسان أحلام وشعورٌ وعقل، وليس مظهراً فحسب.

ملكة جمال بدينات العرب

تطرح المسابقة سؤالاً حول “معيار” الجمال ومفهوم “المرأة الجميلة”. أمكن المرء أن يتجاوز كون الجمال مجرّد جسدٍ نحيف وقدٍّ مياس لأنّ المجتمع يلفظ كلّ “مختلف”. المسابقة لكسر “إرهاب الجسد”. ذلك الذي تحدّثت عنه الشاعرة والصحافية جمانة حداد، صاحبة مجلة “جسد” التي خوّلت المرأة كسر المحظور بوعيها وجرأتها. إثنتا عشرة شابة أتين بأجساد ممتلئة وأرواح خفيفة ليقلن أنّ الجمال ليس لعبة “باربي” طوال الوقت. وليس هو “مانوكان” بلاستيكية خالية من النبض. الجمال أيضاً ثقة بالذات وقدرة على عبور المعوقات. ممتلئة بلباس البحر؟ لمَ لا؟ ممتلئة ولكن حرّة، تُروِّض الوجع، تُليِّن قسوة الصورة النمطية، وتُجمِّل بشاعة حُكم القيمة حين يُبنى على جَهل وفوقية جارحة.

ملكة جمال بدينات العرب

لاح نضوجٌ في اختيار المتباريات مقارنة بالموسمين الفائتين. 12 شابة بَدوْن واثقات الخطوة، جميلات الحضور والطلّة، ومتمكّنات من تحدّي الإجابة على أسئلة لجنة التحكيم، وإن طفا على قلةٍ تلعثمٌ عابر لهيبة الهواء ووطأة الكاميرا. لجنة مؤلفة من جمانة حداد، كارمن لبس، جان كلود بجاني، فاطمة باركر، ولمى لوند، وضعت علاماتها على إطلالة المشتركات بلباس البحر ولباس السهرة، وإجابتهنّ على الأسئلة. 4 استُبعدن من المرحلة الأولى، لتنتقل 8 الى المرحلة الثانية، إلا أنّ اللقب جاء للبنانية سيرينا شعّار، (23 عاماً، الوزن 110 كلغ)، التي غادرت بضحكة عريضة وجوائز كثيرة.

ملكة جمال بدينات العرب
الوصيفة الأولى: إليسيا شامات (25 عاماً، الوزن 100 كلغ، من لبنان)، والوصيفة الثانية: نادين غاوي (31 عاماً، الوزن 93 كلغ، من لبنان)، والمشتركات الباقيات نلن شرف التحدّي وجمال التجربة. من تونس ومصر ولبنان، كلمة واحدة: تمهّل أيها المجتمع. البدينة ليست “حرفاً ناقصاً” وليست هي حِملاً عليك، فاسترح. شابات أتين مُحمّلات بتراكمات عميقة وذكريات مؤلمة (عدم تفهّم الزوج، الشعور بالنبذ، سخرية الأصدقاء في المدرسة، إلخ)، لم يبالغن في إثبات وجودهن، بل تركنه على سجيته يُثبت نفسه بنفسه. أتين بأوزانهنّ الزائدة ورسائلهنّ الكثيرة. مسابقةٌ تُثبت كلّ عام بأنّ الأنثى الجميلة ليست نسخة زائفة عن كيم كاراشيان. لم يفت مكتبي تكرار الإشارة الى أنّ القصد ليس الترويج للمأكولات السريعة والكسل.

 

لافتٌ أنّ الشابات متعلّمات وفاعلات ضمن مجتمعهن، انطبق عليهن عكس القول الشائع “كوني جميلة واصمتي”. بدا الاهتمام واضحاً باختيارهن، فلم يكن جمالاً على حساب ثقافة ولا ألسنة طليقة على حساب الجمال المُتنافَس عليه. أعمق من هذا كلّه اصرار “أحمر بالخط العريض” على مواجهة المجتمع مع ذاته، والسعي الى تفكيك عقده أو على الأقل جعله يعترف بها.

(النهار)

السابق
هيفا وهبي في المستشفى
التالي
ماذا حصل بين جواد نصرالله، طوني خليفة وزين العمر؟!