«المنار» بحلّة جديدة: حزب الله يستردّ جمهوره من «الجديد» وغيرها

المنار
تحت شعار «وضوح الرؤية» أطلقت قناة «المنار» حلتها الجديدة في الشكل والمضمون، وذلك في وقت بثير التساؤلات. فما سبب هذه النقلة النوعية؟ وهل الهدف هو أن تصبح المنار "وحدها لا شريك لها"؟ كما يروّج بعض مناصري «حزب الله»، أو هي محاولة لاسترداد الجمهور من قناة «الجديد»؟

وصلت موجة التغيير إلى قناة “المنار“، فتحت شعار «وضوح الرؤية»، إنطلقت مساء أمس، بحلّتها الجديدة، وذلك تزامناً مع موعد النشرة المسائية في تمام السابعة والنصف، فأطلّت على المشاهدين من استوديو حديث للأخبار والبرامج السياسيّة من مقرّها الرئيسي في حارة حريك. المقرّ الذي دمّرته الطائرات الإسرائيلية في عدوان تمّوز 2006.
إذا هي نقلة نوعية شملت الشكل والوجوه، لكن هل ستشمل المضمون؟
فقد كشف الإعلامي في القناة عماد مرمل، في حديث لبرنامج FACE TO FACE مع الإعلامي طوني هيكل عبر إذاعة “صوت لبنان”، عن سعي القناة إلى توظيف “وجوه إعلامية مسيحية”، في خطوة إنفتاحية. وقال إنّ إدارة المحطة كلّفته شخصياً بإجراء كاستيغ لوجوه من الطائفة المسيحية، في خرق للعرف السائد في المنار، لينضموا إلى أسرة القناة ضمن حلتها الجديدة”.

تلفزيون المنار
وكلها مساعي تندرج فيإطار تطوير مستوى القناة علّها تستطيع أن تستقطب “جمهور المقاومة” الذي يتجه في معظمه إلى البحث عن مصادر أخرى للخبر، يوحي حزب الله بموافقته على متابعتها، وهي بالطبع مصادر تابعة ومموّلة من حزب الله نفسه لكنها أكثر تحرّرا وسقوفها الاجتماعية والسياسية أعلى، ويفرض عليها بروباغندا أقلّ من جرعات “المنار” الكثيفة.

وكلها مساعي تندرج بإطار تطوير مستوى القناة علّها تستطيع ان تستقطب جمهور المقاومة الذي بأغلبيته لا يشاهدها

هذا “التطوير” في قناة “المنار” لا بدّمن ربطه كذلك بتطوير مشابه سبقه إليهه موقع “العهد الإخباري”. فيصير واضحاً أمامنا أنّ حزب الله فقد الثقة بإعلامه البديل، فمن تجربة قناة “الجديد” وما جاء في مقدمة نشرة الأخبار من “دسّ” لعسل النقد بين السطور، بجرعات صغيرة، لم يتقبلها حزب الله وهاجمها على الفور… إلى تجارب مثل تجربة جريدة “السفير” التي حاولت “التنقير” على “حزب الله”، وآر المحاولات “تغريدة” الزميل حسّان الزين التي جعلته يقدّم استقالته من الجريدة ويخرج منها.

فأهواء الإعلام لا تصب بمصلحة حزب الله وخصوصًا أنه يعتمد على هذا الإعلام للبروبغندا والدعاية له

هكذا يبدو أنّ حزب الله ما عاد يامن جانب الإعلام الرديف، وبات يتحسّب من أن يلدغ من جحور حلفائه الإعلاميين، خوفه من خيانات الأصدقاء. أضف إلى كلّ ذلك العامل المالي. فالحروب التي تورط بها حزب الله أوقعته في أزمات مالية انعكست بدوره على قدرته التمويلية والدعم المادي لإعلامه الرديف. فمن يتابع يعرف أنّه أوقف العديد من المواقع الإلكتروني، وهناك شائعات عن احتمال إقفال مواقع أساسية، مثل “سلاب نيوز”.

إحتمالية خيانة الصديق، لا تلغي بدورها العامل الإقتصادي فهذه الحروب التي تورط بها حزب الله أوقعته بأزمة مالية مما انعكس بدوره على قدرته التمويلية

لذا كان لزاما على حزب الله التعويض بإعلامه الموجود وتطويره لمحاولة إعادة جذب واستقطاب جمهوره المتشتت والضائع. خصوصاً بعد نجاح تجربة تلفزيون “المستقبل” الأخيرة التي أعادته إلى المراتب الأولى بعد تغييرات في قواعد المقدمة وبعد تسجيل برنامج نديم قطيش DNA أرقاما خيالية في نسبة المشاهدة. فدخل “المستقبل” في ميدان منافسة الشاشات التلفزيونية غير الحزبية، تحديدا بعد اعتماد أسلوب مقدمات النشرات الإخبارية النارية التي أصبحت تحصد نسبة مشاهدات عالية. فما كان من المنار إلا مواكبة رياح التغيير هذه بـ«حلّة جديدة».

تلفزيون المنار

السابق
لقاء عون – جعجع قبل نهاية الأسبوع واعلان النيات يفتح باب المرحلة الثانية
التالي
روحاني ينتقد بلداناً غربية تبيع السلاح في الشرق الاوسط