لقاء عون – جعجع قبل نهاية الأسبوع واعلان النيات يفتح باب المرحلة الثانية

ميشال عون وسمير جعجع

بات لقاء رئيسي تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون وحزب القوات اللبنانية سمير جعجع في حكم المؤكد والحتمي بعدما بلغت ورقة “اعلان النيات” خواتيمها المرجوة وابدى الطرفان موافقتهما على نقاطها كافة، على ان تتوج وتعلن في اللقاء الذي طال انتظاره منذ انطلاق الحوار المسيحي منتصف كانون الثاني الماضي.

ومع ان اللقاء الثالث بين الزعيمين المسيحيين (عقد اول لقاء بينهما في 21 ايلول عام 1988) قد يتم في اي لحظة من دون الاعلان عنه مسبقا لاسباب تتصل بالمسألة الامنية المعهودة، فان دوائر القرار الضيقة في معراب والرابية تنفي تحديد موعده وتؤكد ان التشاور ما زال جاريا في هذا الاتجاه استنادا الى التوقيت السياسي والامني المناسب، وعلمت “المركزية” أنه سينعقد قبل نهاية الاسبوع.

واستنادا الى معلومات مستقاة من الجانبين فان اللقاء سينهي المرحلة الاولى من الحوار المسيحي ويفتح ثاني صفحاته على حقبة جديدة تضع حدا نهائيا للماضي ونزاعاته وتؤسس للانطلاق نحو مستقبل مبني على الحوار والتواصل من اجل تحصين الوضع المسيحي الذي يشكل مادة اساسية في ورقة “اعلان النيات” المتضمنة ستة عشر بندا اضافة الى المقدمة التي تتناول اهمية التنوع السياسي والديموقراطي والتنافس الايجابي حيث لا اتفاق وتثمير الاتفاق حيث يمكن، اضافة الى الخاتمة.

اما ابرز بنود “اعلان النيات” فيتناول وفق معلومات “المركزية”، اعتماد التخاطب السياسي البناء والايجابي حتى في الاختلاف في وجهات النظر ومقاربة المواضيع الخلافية ووقف السجالات الاعلامية، طي صفحة الماضي نهائيا وعدم العودة اليها تحت اي ظرف،انتخاب رئيس جمهورية بعد الاتفاق على مواصفاته وتقويم المرحلة السابقة منذ الطائف، العمل على وضع قانون انتخابي عادل يعكس المناصفة الحقة في السلطة قولا وفعلا،مع قراءة معمقة ميثاقية ودستورية، اللامركزية الادارية الموسعة، الارض والهوية واستعادة الجنسية للمتحدرين من اصل لبناني وهو احد المواضيع التي تشكل نقطة مشتركة بين القوات والتيار في سياق شروطهما المطلوبة لتأمين الغطاء المسيحي لجلسة “تشريع الضرورة” الى جانب مشروع الموازنة وقانون الانتخاب، المالية العامة ونظرة الطرفين الى هذه السياسة ومحكمة الجرائم المالية، علاقة لبنان بمحيطه وعلاقاته الدولية، النظرة الى الجيش الوطني ودوره واهميته، هاجس التوطين وتداعيات النزوح السوري الى لبنان، تشجيع ثقافة الاحتكام الى القانون ونبذ العنف كوسيلة لقلب موازين القوى وغيرها من البنود التي تهم الشارع المسيحي.

وكانت المرحلة الاولى من الحوار شهدت اكثر من خطوة عكست مدى جدية الطرفين في طي صفحة الماضي ابرزها اسقاط كل الدعاوى القانونية المقدمة في حق بعضهما البعض امام القضاء كبادرة حسن نية وهو ما خلف موجة ارتياح عارمة في الوسط المسيحي التواق الى السكينة وارساء قواعد الاحترام المتبادل بين التيارين المسيحيين الابرز.

وعلى رغم ان المسيحيين عموما واللبنانيين خصوصا لا يعلقون آمالا واسعة على ان يثمر الحوار بين القوات والتيار نتائج عملية على مستوى الرئاسة لكون القرار ليس مسيحيا فقط كما يحاول بعض القوى تصويره، غير ان من شأنه ان يدفع الامور قدما خصوصا اذا ما مهدت المناخات الاقليمية والدولية لمسار الحل في لبنان.

السابق
سليمان حذر من أي عملية انتقامية ضد العسكريين
التالي
«المنار» بحلّة جديدة: حزب الله يستردّ جمهوره من «الجديد» وغيرها