عن إهانة النساء بحصرهن في سكربينة وكعب عال

كعب عالي
بين مؤيد ومعارض سار عدد من الرجال اللبنانيين أمس ميلاً كاملاً بأحذية نسائية حمراء وبالكعب العالي بقصد التضامن مع المرأة. فهل حققت هذه المسيرة هدفها؟ وهل مثلت المرأة خير تمثيل؟

تحت عنوان “ضع نفسك في حذائها.. جرّب المشي بكعبها العالي” اراد عدد من الرجال تذكر العنف الذي تعاني منه بعض النساء، وعلى مسافة ميل واحد، مشوا بالكعب العالي، مناصرة لحقوق المرأة وتنديدا بالعنف ضدها.
في هذا الحدث، وبإهانة كبيرة لعقلها وثقافتها، تمثلت المرأة بالـ”سكربينة الحمراء” ذو الكعب العالي”، فهل جميع النساء ينتعلن الكعب العالي؟ هل جميع النساء يمتلكن هذه “السكربينة الحمراء”؟
وحتى ولو كان حدث عالمي، النساء تمثلن بعقلهن وثقافتهن لا بملابسهن وحذائهن. وبمظهرن الخارجي! أما الكعب العالي فيمثل الصورة النمطية للنساء عند الرجال كجسد ومظهر فقط التي طالما نادت الجمعيات والمنظمات منذ عقود إلى تحريرالمرأة من هذا الإطار الجسدي وإحترام فكرها وعقلها بمساواتها مع الرجل.

كعب عالي
ضاع الهدف المنشود أمس وتحولت هذه المسيرة من الحديث عن حقوق المراة الى التحدث عن تجربة الكعب العالي عند الرجال وعند النساء وما يسبب لهن من متاعب عند إرتدائه وكأن المراة ليس لديها هموم ومشاكل غيرها.. واعتبرت الحملة أن الموضة تجبر النساء على ارتداء الكعب الحالي، لكن هل فعلاً المرأة مسلوبة الإرادة إلى هذه الدرجة؟
ويذكر أن هذا الحدث الذي نُظّم في 157 مدينة حول العالم في العام الماضي تُختصر فكرته بقيام الرجال بانتعال أحذية نسائيّة والمشي بها لمسافة ميل واحد تعبيراً عن رفضهم للعنف بشتى أشكاله وخاصّةً العنف ضد المرأة والتوعية حول المخاطر والحلول المرتبطة بهذه القضية الاساسية في المجتمع.
وفي لبنان، نظمّت شركة Uf Concepts صاحبة مبادرة ” Uf Chou Laziz” “Walk a Mile in Her Shoes ” في لبنان للمرة الاولى في تاريخ منطقة الشرق الاوسط، دعماً لمنظمة “كفى” في منطقة الضبيه.

كما شارك في هذا الحدث بنسخته اللبنانية الاولى عدد من النساء والرجال، من بينهم جمعيات كشفية وناشطين في المجتمع المدني. وقد انتعل الكعب النسائي الاحمر اللون ما يقارب السبعون رجل منهم شخصيات فنية لبنانية كالممثل بديع أبو شقرا والمخرج جاك مارون والفنان برونو طبال. ومنهم فقط إكتفى بشراء الحذاء دون ارتدائه.

السابق
ميشال سماحة: نصف إعتراف بالجرم.. لقد أوقعوني في الفخ
التالي
أو فاعور أعلن البدء بطباعة 15 مليون وصفة موحدة والتطبيق في أول حزيران‎