إلى المتضامنين مع طفل «الدانكن»: وماذا عن عمالة الأطفال؟

دانكن الحمرا
تحت شعار "قاطعوا Dunkin Donuts" أطلق ناشطون حملة تضامن مع طفل سوري متسول تعرض للضرب على يد أحد موظفي المقهى في شارع الحمرا. حملةٌ نسيت الجوهر الذي هو "مكافحة عمالة الاطفال". نسي الناشطون أنه قبل التنديد بالضرب والعنصرية ومحاسبة المقهى.. أن هؤلاء الأطفال مكانهم مأوى ومنزل يحميهم وليس الشارع..

في حادثة فردية أقدم الموظف في مقهى “دانكن دوناتس” المدعو (محمد.س.) في شارع الحمرا الرئيسي على ضرب الطفل السوري “ديار” البالغ من العمر 10 سنوات، عندما كان يبيع العلكة لرواد هذا المقهى.

كان من الأجدرالقاء اللّوم على إهمال الجهات المختصة من مسؤولين وجمعيات تركت الأطفال عرضة للمجهول

سرعان ما انتشر الخبر على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، لتثار حفيظة ناشطي المجتمع المدني تنديداً بالحادثة وأدرجوها في خانة العنصري ليتسع إطارها فيما بعد وتصبح قضية برسم مقهى الدانكن، مطالبين باعتذار رسمي من الإدارة ومعاقبة الموظف، وهددوا بـ”مقاطعة كل فروع المقهى حتى يتخذ الاجراء القانوني المناسب”.

عمالة الأطفال
كما نفذت لجنة الأطفال المشردين أمس تحركا داخل فرع الـ”دانكن”في الحمرا لمحاسبة المعتدي وتصرفاته اللاإنسانية بحق هذا الطفل..

مطالبين بإعتذار رسمي من الإدارة ومعاقبة الموظف، وإلا “مقاطعة كل فروع المقهى حتى يتخذ الاجراء القانوني المناسب”

لا شك أن ما أقدم عليه الموظف انتهاك لحقوق الطفل بالدرجة الأولى قبل ان تكون جريمة عنصرية. لكن لمن لا يعرف فإن مقهى الدانكن القائم الحمرا يشهد بالاضافة إلى رواده طفل متسول على كل طاولة. فديار ليس بائع العلكة الوحيد بل هناك بائعو الورود، المتسولة أو المتسول، ناهيك عن ماسحي الاحذية الذبن لا يتوقفون عن التجوال بين الزبائن والمارة.
هذه الظاهرة ليست ظاهرة الامس، وليست فقط في شارع الحمرا، فهؤلاء ينتشرون اينما كان، في كل المناطق، او الأصحّ على أرصفة كل الشوارع ولا من حسيب ولا من رقيب يتخذ أي مبادرة لإنقاذ مستقبل هؤلاء الأطفال. فقبل لوم الناس الذين ضاقوا ذرعًا من ممارسات المتسولين، كان من الأجدر القاء اللّوم على إهمال الجهات المختصة من مسؤولين وجمعيات جعلت هؤلاء الاطفال تحت رحمة المارة.

ينتشرون اينما كان. في كل المناطق، او الأصحّ على أرصفة كل الشوارع

وكان الصحافي ربيع فران أول من نشر الخبر على صفحته على موقع فيسبوك الخميس. وفي التفاصيل ان “ديار” وعندما كان يتجوّل بين الزبائن لبيع العلكة قام الموظف بنهره والتلاسن معه ومن ثم قام بتعنيفه بالضرب إلى أن خلصه رواد المقهى من بين يديه.

اعتصام

واظهرت صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الطفلَ وهو ينزف من أنفه وفمه نتيجة الضرب. مجموعة من رواد المقهى حاولت إسعاف الطفل ونقله الى مستشفى الجامعة الأميركية إلا أن والدته رفضت ذلك خوفًاً من تطورالأمور وتداعياته التي ستؤدي حتمًا لحرمان طفلها من المرور والبيع في الشارع.

السابق
الجمهورية: إتصالات لاحتواء التصعيد وحماية الحوار
التالي
إيران الحائرة بين المرشد 1 والمرشد 2