انتصار المعارضة في بصرى الشام للضغط نحو جنيف 2

بصرى الشام
بعد تحرير المعارضة السورية بصرى الشام واستعادته المبادرة للإمساك بزمام الأمور، يبدو أن مخطط حزب الله والحرس الثوري الايراني وبقايا النظام على السيطرة على الجبهة الجنوبية امتداداً إلى الجولان قد فشل، وانقلب السحر على الساحر، فانتقلوا من موقع هجوم إلى موقع دفاع ومن ثم خسارة، تمهيدا للعودة إلى جنيف 2.

بعد السيطرة الكاملة للمعارضة السورية على بصرى الشام، والتي تعدّ مهمّة بموازين المعركة، ظهرت وستستمر بالظهور تداعياتها العسكرية والسياسية. الخبير في الشأن السوري مصطفى فحص قال لـ”جنوبية” إنّ “التطورات الميدانية الأخيرة نقطة تحوّل في الصراع في هذه المنطقة في الجبهة الجنوبية لصالح المعارضة وهو تقدّم ميداني دقيق وله أبعاده السياسية والعسكرية. أما البعُد العسكري جاء بعد فترة من الحديث أن الجيش النظام مدعوم من ميليشيات ما يسمّى الجيش الدفاع الوطني بالإضافة إلى ميليشيات شيعية وحزب الله والحرس الثوري الايراني، والتي يُقال أنها قادها قاسم سليماني من أجل الدخول إلى القنيطرة حوران والوصول إلى الحدود الأردنية، ولكنها لم تستطع الوصول والسيطرة النارية إلى على مثلّث الموت الذي يحاول حماية ريف دمشق وقطع الطريق عن درعا”.

آثار بصرى الشام
إحدى معالم آثار بصرى الرومانية

 

وتابع فحص: “فالمعركة تثبت أن مخطط حزب الله والحرس الثوري وبقايا النظام قد فشل، وأن المعارضة انتقلت من استيعاب الهجوم والدفاع، وإبقاء النظام في المنطقة التي سيطر عليها في مثلث الموت والالتفاف عليه باتجاه بصرى الشام وهي أحد المواقع الارتكاز التي كان يعتمد عليها حزب الله وجيش الأسد كقاعدة على مثلث درعا القنيطرة دمشق”.

مصطفى فحص
مصطفى فحص

وأضاف فحص: “أما سياسياً، أعتقد أن وراء هذه العملية قرار إقليمي خصوصاً من الدول الإقليمية الداعمة للمعارضة السورية والتي تدير معركة الجبهة الجنوبية، وبعدم السماح لإيران إو لحزب الله أن يكونا على الحدود الأردنية، وفي جنوب سوريا، ومن أجل ذلك اتخذ القرار بدفع المعارضة باتجاه هذه المعركة ومساعدتها، وأثبتت المعارضة أنها قادرة على قلب الموازين إذ تحقق لها الغطاء السياسي والعسكري في ذلك.

كما تثبت المعركة أن قوات النظام وميليشيات الداعمة وحزب الله قد انهكوا، وتم استنزافهم خلال هذه الفترة، بينما قوّة المعارضة أصبحت أكثر صلابة تماسكاً وتنظيماً، وأن في حال توفر لها الغطاء تستطيع أن تخوض معارك قوية وتحرير مناطق”.

وخلص فحص إلى أن “المؤشر أنه ليس هناك قرار ليس في سقوط دمشق ولا في المحاسبة، لأن القرار السياسي من وراء هذه المعركة، هو الدفع باتجاه تنفيذ مقررات جنيف واحد، وجنيف 2، التي تنص على رحيل الأسد“. وبحسب فحص: “لا يمكن الوصول إلى حلول دبلوماسية إلا في خلال ضغط عسكري جدّي وكثيف وحسّاس، ويمكننا القول أن هذه أولى بوادره بسبب تغيّر التوازنات الإقليمية والعلاقات العربية الأميركية، والحسابات العربية الخاصة التي أصبحت بعيدة عن الحسابات الأميركية التي تتعامل من منطلق المفاوضات الإيرانية الأميركية النووية. ويزيد فحص: هذه اللحظة، لحظة عربية إقليمية، لصالح الثورة السورية، والجبهة الجنوبية خصوصاً، حيث استطاعت هذه القوات أن تستعيد بصرى الشام، ويبدو أنه هناك احتمال أن تتقدّم أكثر خلال الفترة المقبلة، وهذا توازن آخر في المنطقة ترسمه الجبهة الجنوبية، فلم تعد معركة سورية لوحدها إنما إقليمية، هي توازن بين اليمن وبغداد وليبيا”.

المعارضة السورية
خلال معركة بصرى الشام

 

وبُصْرَى هي مدينة تاريخية تتبع محافظة درعا في الجمهورية العربية السورية حيث تبعد 40 كم عن مركز مدينة درعا وحوالي 140 كم عن دمشق وترتفع عن سطح البحر بحوالي /850/ مترا.

السابق
طارق أبو زينب: ضربة السعودية لـ«الحوثيين» انتصار للحق
التالي
«مسرح إسطنبولي» ينظم اليوم العالمي للمسرح في صور