حزب الله سلّط اعلامه على السنيورة لضرب شهادته أمام المحكمة

فؤاد السنيورة
يبدو أن هناك حملة عنيفة ومبرمجة عبر شخصيات ومسؤولين وإعلام 8 آذار ترمي إلى تصوير دولة الرئيس السنيورة أمام الرأي العام اللبناني كمجرد عميل إسرائيلي وبالتالي كاذب ولا قيمة لشهادته أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ولكن الرئيس السنيورة كان قوياً كالعادة ولم يكترث لهذه الحملة وقدّم شهادته...

استفزّ كلام دولة السنيورة في 14 آذار 2015 جماعة 8 آذار وإعلامها، ففتحت أبواقها كافّة على السنيورة، حيث تشعّبت الاتهامات والتصريحات من كلّ الجهات، فأبدى الرئيس نبيه بري استياءه من كلمة الرئيس فؤاد السنيورة خلال مؤتمر قوى 14 آذار، معتبراً أنها لا تنسجم مع مناخات الحوار. وقد نقلت وسائل الإعلام عن زوار الرئيس نبيه بري أنه أعطى إشارة بليغة إلى انحدار واقع الدولة ككل بقوله “إن لبنان يواجه داعش الإرهابي على الحدود، وداعش السياسي في الداخل، حيث يوجد انتحاريون يفجرون أنفسهم بالنظام اللبناني ومؤسساته، وإلا كيف يمكن أن نفسر ما آلت إليه أحوال رئاسة الجمهورية، ومجلس النواب، ومجلس الوزراء؟”.

وقال وزير الداخلية نهاد المشنوق لإحدى الصحف أنه سيزور الرئيس نبيه برّي، قبل جلسة الحوار، “لتجاوز ما حصل من ردود على مواقف أطلقت في 14 آذار، والتصريح من على منبر عين التينة لتدارك هذا التطور”.

وأكّدت مصادر معنية في فريق 8 آذار أنّ “الكلام الذي صدر في ذكرى 14 آذار تمّ الردّ عليه بما يناسب السقف العالي، وكان ضرورياً مغادرة الصمت الذي التزمه حزب الله سابقاً لفرملة هذه المواقف، والأمر لن يؤثّر على الحوار”.

وقال الوزير السابق وئام وهاب في حديث تلفزيوني بأن السنيورة هو مشروع إسرائيلي يريد الفتنة في لبنان ويجب محاكمته.

والواضح في الأمر أن ردود التي تلاحقت بعد خطاب دولة الرئيس فؤاد السنيورة لا تعدو كونها حملة مبرمجة ضده تخوضها قوى الثامن من آذار ووسائلها الاعلامية ضد الرئيس السنيورة، ما يطرح علامة استفهام تجعلنا نستذكر الحملات التي كانت تشن ضد الرئيس السنيورة، لكن العنف الكلامي المستخدم دفع بالكثيرين الى التذكير بالهجوم الذي تعرضت له شخصيات عديدة من قوى الرابع عشر من آذار قبل اغتيالها.

وهذه الحملة الاستباقية يرجّح أن تكون مسلطة على الرئيس السنيورة بسبب شهادته أمام المحكمة الدولية بقضية اغتيال الشهيد رفيق الحريري، سعياً منهم إلى تخويف السنيورة وإرباكه في المحكمة، أو لإلهاء الناس بدولة الرئيس على أنه عميل إسرائيلي، وبالتالي فشهادته كاذبة وملفقة، وعلى الجميع عدم تصديقها.

وأعلن السنيورة اليوم أمام المحكمة الدولية أنه تربطه علاقة وطيدة بالشهيد رفيق الحريري، وأضاف: “ان الحريري كان يؤمن بعلاقات سوية مع سوريا، لانه كان يميز بين النظام وسوريا البلد”.

وأشار السنيورة الى أن الرئيس اميل لحود أبلغ الرئيس الحريري “عدم السير في أي من الاصلاحات التي أعدت على مدى 5 سنوات من 1993 حتى 1998”.

السابق
تطويق إشكال وقع بين مرافق لريفي وجندي من الجيش قبالة وزارة العدل
التالي
التمييز ضد المحجبات والملتحين ليس علمانية