الدراجة النارية ليست آفة.. والدرّاج اللبناني له حقوق وعليه واجبات

موتوسيكلات
قيادة الدراجات النارية، هي احتراف وفن وذوق، وتدخل ضمن النشاط الرياضي الترفيهي، كما تعتبر من أدوات التنقل المهمة، وتخضع لشروط وقوانين الخاصة بسير المركبات. كما ان الدراجة النارية لا يقتصر عملها او استخدامها ضمن النشاط الرياضي فحسب، فهي تستخدم ايضاً في مجالات عدة غير المدنية، لدى الجيوش ورجال الشرطة، كما تعتمد ايضا لدى اكثرية الدول، من البروتوكولات الخاصة للحرس الملكي او الرئاسي، لناحية السير امام موكب الملك او الرئيس.

الدراجة النارية ليست آفة مستشرية ولا حالة شاذة، كما وصفتها سابقاً احدى الصحف اللبنانية المعروفة والمشهورة، أي صحيح يجب ان تخضع الدراجة النارية في لبنان الى قانون صارم وحازم، لانها في بعض الأحيان تعتبر من المركبات الآلية الخطرة والمميتة، والسبب يعود أولاً، اذا لم يحسن راكب الدراجة النارية الادراك والتصرف بعقلانية، وعدم التهور خالال القيادة، وإلا سيقع المحظور، ثانياً وهو الأهم، تعرض قائد الدراجة او الدراج خلال القيادة، لمضايقات عدة على الطرقات من قبل اصحاب السيارات المتهورين غير الناضجين للقيادة، كما يجب الاخذ بعين الاعتبار، ان الدراجة النارية تسير على عجلتين وليس على اربع عجلات، ولا ننسى ايضا في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، ان الدراجة النارية تعتبر المحرك الآلي الوحيد، قليلة التكلفة للنقل الفردي، وتوفر الوقت، وتخفف من ازدحام السير على الطرقات، وتتيح للأشخاص الذين يعشقون ركوبها أو قيادتها، أن يعيشوا متعة بقيادتها وبحرية أكثر، يلامسون الهواء مباشرة، غير محصورين داخل كابين او مقصورة تسير على أربع عجلات. كما تم تأليف العديد من الكتب الخاص، عن الدراجة النارية، نذكر منها: “يوميات دراجة نارية” لـ تشي جيفارا، “حول العالم على دراجة نارية” لـ عدنان حسني تللو، “الدراجة النارية” لـ داود كاري.

موبيلات
في لبنان هناك اندية لفرق او مجموعات عدة خاصة بالدراجات النارية، تحت عناوين وتسميات مختلفة، ولكن لدى القليل منها، رخص قانونية ضمن النشاط الرياضي الخاص بالدرجات النارية، فقد تسنى لي لألتقي او أتعرف على إحدى تلك المجموعات والفرق القانونية، مثل “Silver Wing Riders Lebanon” Group، المرخصة من الجمهورية اللبنانية، قسم حماية الملكية والفكرية في وزارة الاقتصاد، أفرادها ذوو أخلاق حميدة، وليسوا أفراد أزقة أو شوارع، لصوص أو قطاع طرق، او حتى نشالين لحقائب النساء، انهم من جميع الطوائف والمذاهب وأطياف المجتمع اللبناني، كما يوجد بينهم اشقاء عرب، يلقبون انفسهم جميعاً بالـ”فرسان الأجنحة الفضية”، منهم من هو مهندس، وطبيب، وجامعي، وأستاذ، وأصحاب المهن الحرة، وموظفين، اعتادوا على قيادة الدراجات النارية، وذلك ضمن فريق واحد. وفي احد المرات رافقتهم برحلة “Ride”، كانوا متألقين مرتبين ضمن قافلة وبنظام، يسيرون على يمين الطريق وبخط مستقيم، بسرعة لا تتجاوز الـ 80 كلم بالساعة، والاكثرية منهم يصطحبون خلفهم على الدراجة اقارب لهم، مثل الزوجة او الخطيبة او الشقيقة او الصديق، والجميع دون استثناء، يرتدون الخوذة على رأسهم وهي إلزامية، مع السترة باللون الفسفوري المائل للأصفر من اجل السلامة، كما يتبعون تعليمات قائد المجموعة والمساعد له خلال القيادة، عن طريق لغة الاشارات من خلال حركات اليد، للدلالة على مطب في الطريق، او حفرة، او الانعطاف لجهة اليمين او اليسار، او من اجل التزود بالوقود.

موتوسيكل

واللافت للنظر باعضاء Group “Silver Wing Riders Lebanon”، تواضعهم اتجاه الناس على الطريق، فهم يتبادلون إلقاء التحية مع اصحاب السيارات، الذين يقومون بالتقاط الصور، لأعضاء هذه المجموعة اثناء القيادة.
هؤلاء الدراجين، واقصد هنا بالدراجين المحترمين القانونيين، ذوو الاخلاق الحميدة، الذين يعكسون صورة الدراج الحسن، سواء كانوا بشكل فردي، او ضمن مجموعات ينضون وبشكل قانوني تحت اسم اندية وفرق، مثل Group “Silver Wing Riders Lebanon”، لا يهون ولا يتقنون، إلا الشأن الترفيهي الخاص بالدراجات النارية، لا يعيرون اهتماماً للشأن السياسي وحتى الديني اي اهتمام، لبنانيون من كل المذاهب والطوائف،”محمد، ماريو،عمر،علي، داني..”، اجتمعوا بعدما وحدتهم هواية الدراجات النارية، ضمن فريق او Group واحد، ليشكلوا نموذجاً بالروح الوطنية، بعدما فرقته سابقا السياسة والسياسيين والأحزاب. همهم الوحيد هو تنظيم الرحلات على دراجاتهم النارية، من اجل التعرف على البلدان والقرى والضيع اللبنانية، في جنوب لبنان وشماله وبقاعه، وتجميل او تحسين صورة الدراج اللبناني، بعد تشويهها من قبل اللصوص وقطاع الطرق.

السابق
اليمين واليسار يتقدّمان المتطرفين في الانتخابات المحليّة الفرنسية
التالي
المشنوق من واشنطن: لإعادة وزارة الداخلية الى الخريطة الدولية