الفقر يهدّد الأمن في عرسال ويتسبب بالقتل والقتل المضاد

عرسال
إن الحالة التي وصلت لها بلدة عرسال يرثى لها، مما تعانيه من ضيق العيش، وإرباك أمني، ونزوح سوري، وقد ضاق أهل البلدة من هذه الحالة المزمنة، ما أدى إلى خلافات ومشاكل وأحياناً قتل، بين أبناء البلدة والأجانب كافّة.

قتل الشاب علي عز الدين، الملقب بـ “علي بدرية”، أمام منزله في بلدة عرسال على يد شابين من التابعية السورية، كانا في داخل سيارة كيا بيضاء. وانتقاماً، أقدمت مجموعة من أقارب عز الدين على قتل السوري محمد الرنكوسي (25 عاماً) المعروف بانتمائه الى “داعش” حسب ما تواردت الأخبار. كما أدى الحادث إلى إصابة سوري آخر، من الشبان الذين يتنقلون بين مخيمات النزوح السوري والجرد.

منسق “تيار المستقبل” في عرسال بكر الحجيري قال لجنوبية إن “بلدة عرسال البقاعية تعيش ظروف صعبة أكثر من أي وقت مضى، كما أنها على الدوام معرّضة لخضّات أمنية بسبب موقعها الجغرافي واقترابها من فوهة الجحيم السوري”. وأضاف الحجيري: “هذا ما جعل الناس هنا في حالة إرباك تامّ لما يعانونه يومياً من الناحية الأمنية والاقتصادية. وهذه الحالة القاسية التي يعيشها أهالي عرسال، زاد طينها بلّة النزوح السوري إليها، اذ ضرب هذا النزوح أهالي عرسال بالضربة القاضية، فقد أثّر تماماً على سوق العمل ولقمة العيش، وهذا التراكم خلق عداوة بين أهالي عرسال والنازحين السوريين، ما ولّد بعض المشاكل والإخلال بالأمن”.

وبحسب الحجيري فان”الإخلال بالأمن البلدة، وفي بعض الأحيان القتل، سببه الرئيسي يعود إلى الحالة المعيشية التي أصابت أبناء البلدة”.

وشرح الحجيري: “كان الوضع الأمني في البلدة مستتبا بوجود 120 شرطيا معيّنين من قبل البلدية، ولكن سرعان ما انفرطت هذه السبحة بسبب عدم توفر المال بوزارة المالية تغطي حاجيات عناصر الشرطة، وهذا استدعى من البلدية تسريح العناصر، وعادت الأمور إلى سيرتها الأولى”.

أما عن سبب القتل والقتل المقابل الذي يحصل الآن في البلدة، فيعود أولاً كما أسلفنا للمعيشة الصعبة تارة، وطوراً لخلافات شخصية في مهنة أو تهريبة، وأحياناً أخرى خلاف في العمل غير الشرعي. وأضاف الحجيري: “بحسب الشائعات فإن علي عز الدين كان عاطلاً عن العمل، وفجأة أصبح مقاولاً يبني ويبيع ويشتري، وهذا ما يثير الريبة، بأن يكون عز الدين إما عميلاً لكلّ الجهات، أو يعمل في التهريب، أو أنه كما يقولون: “هو من فسد على سامي الأطرش”، وهذا ما أدّى إلى قتله”.

وختم الحجيري: “إن ما تداولته وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة عن علي عز الدين عارٍ عن الصحة، فالسبب الرئيس للأحداث المتلاحقة في عرسال هو ضيق العيش، والخلافات الفردية”.

السابق
هبة إيطالية لمؤسسة عامل في صور
التالي
بين كسوف الشّمس وتحريرها «انتصار وهمي قديم»