محبّو نصرالله يطلقون الرصاص ويتجاهلون رجاءه؟

في دعوة شفهية من على منبر مجمع سيد الشهداء، وجّه الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله نداء الى جماهيره لعدم اطلاق الرصاص قبل فترة طويلة، لكن لم يطيعوه رغم سطوته عليهم. واليوم أصدر نصر الله بيانّا رسميّا يطلب الامتناع عن اطلاق الرصاص. فهل سيخالفونه اليوم أيضا؟

وجّه الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أمس الأحد، نداءاً إلى أنصاره في الضاحية الجنوبية لبيروت وغيرها من مناطق تواجدهم يطلب منهم عدم إطلاق النار أثناء إطلالته، مساء اليوم الإثنين في ذكرى استشهاد قادة الحزب.

وقال نصر الله في البيان: “أيها الإخوة الكرام إنه نظراً للمحاذير الشرعية والقانونية وما يلحق بـالناس  من أذى أناشدكم بامتناع الجميع عن إطلاق النار بشكل قاطع، والتعاون لمنع ذلك”.

وكانت الضاحية الجنوبية قد شهدت إطلاق نار كثيف خلال خطاب الأمين العام لحزب الله الأخير عن عملية مزارع شبعا، ما دفع وزير العدل اللبناني أشرف ريفي بمطالبة النيابة بملاحقة أنصار الحزب.

وكان نصرالله قد دعا مرات عديدة مناصريه في الضاحية والجنوب وكل المناطق التي فيها وجود لمؤيديه ومؤيدي حركة امل، وكل من حمل سلاحا… الى عدم الاقدام على اطلاق الرصاص، لكن لاحياة لمن تنادي، وظلّ الرصاص ينهمر ويؤدي الى سقوط ضحايا لا ذنب لهم سوى انهم مرّوا او سكنوا في هذه المناطق او مناطق مجاورة لها.

وقد أكد نصرالله في تصريحات وبيانات سابقة ان كل من يطلق الرصاص فهو يطلقه على عمامته.. وتوجه بالرجاء إلى مناصريه وتمنّى عليهم أن يتخلوا عن هذه العادات المسيئة له قبل أي أحد آخر.

ودعت جمعيات أهلية مؤيدة للحزب عبر بيانات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الى حملة اطلاق البالونات بدل الرصاص كبديل، وكشكل من أشكال التعبير عن مدنيّة الناس. فهل ستلقى هذه الدعوة الجميلة تجاوبا؟ وهل ستكون بادرة خير نحو تغيير السلوك الشائن الذي تربّى عليه اللبنانيون خلال الحرب الاهلية الطويلة؟ وهل ستشهد سماء الضاحية ألوانا من الفرح بديلا من رصاص الموت الطائش؟ يعتقد كثيرون ان ذلك شبه مستحيل بعد تجارب سابقة.

أو أنّ كلّ من يطلق الرصاص سيتحمّل تبعات ذلك سواء من خلال سماح حزب الله للأجهزة الأمنية بإلقاء القبض عليه أو من خلال تغريمه ماديّا لحساب جهة دينية معينة كون نصرالله اطلق ما يُشبه الفتوى حول هذا التصرف؟

يُذكر أنّ إطلاق الرصاص ابتهاجا ليس حكرا على الضاحية ومناصري حزب الله، فقد اشتعلت سماء بيروت ليل السبت 14 شباط بالرصاص عند اطلالة زعيم تيار المستقبل سعد الحريري. وسابقا اشتعلت سماء بيروت عند التجديد للرئيس السوري بشار الاسد، وعند التجديد للرئيس نبيه بري، وعند عودة الحريري الى بيروت الصيف الماضي، الى ما هنالك من مناسبات ترتبط بالزعماء، والجنازات والشهداء.

السابق
في الذكرى الثلاثين لتحرير صيدا: ماذا تبقّى من الحلم؟
التالي
مفرزة استقصاء بيروت توقف عدداً من المطلوبين