صحافيو شارلي إيبدو وقاتلوهم: حماقة وداعشية مشتركة

دفعت الرسوم الكاريكاتورية المسيئة الى رسول الله التي نشرتها صحيفة "شارلي إيبدو" الى الانتقام منها. لكن ما قام به الأخوان كواشي لا يمتّ إلى الاسلام بصلة. جنون التطرف الديني يعصف بالمنطقة بدءا من العراق وصولا إلى فرنسا... و"شارلي إيبدو" ليست أقلّ داعشية.

كي لا ننسى، كانت فرنسا وشعبها، الملجأ الإنساني والاجتماعي والاقتصادي لجميع المهاجرين العرب، وتحديداً أبناء المغرب العربي. قبل عامين تقريبا نشرت صحيفة “شارلي أيبدو” الحمقاء رسوما كاريكاتيرية ساخرة عن حياة النبي محمد (ص)، ما أثار غضب المسلمين وسخطهم على الصحيفة لاستفزازها مشاعر المسلمين. صحيفة “شارلي ايبدو” الفرنسية، ليس لها اي علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالدين المسيحي والمسيحيين، والدين الإسلامي والمسلمون براء من المهاجمين الفرنسيين ذي الأصول الجزائرية. الهجوم الدامي على اسبوعية “شارلي ايبدو” الفرنسية مدان وغير مقبول لا في الشرع الاسلامي ولا عند المسلمين، ولا عند العرب. ويجب عدم اقتراف اي عملية اجرامية حشر المسلمين بها او حتى العرب. فالمسلمون والإسلام براء من كل مجرم ارهابي، يقتل او يذبح باسم الاسلام.

الاسلام دين تسامح ومحبة وانفتاح. الاسلام لا يختصر بحركات اسلامية راديكالية، لا تتقن ولا تجيد إلا التطرف والجهل، ومعظم المنتسبين الى تلك الحركات هم خليط من حثالة المجتمعات العربية والاسلامية. يطبق هؤلاء الشريعة الاسلامية على هواهم وبطريقة متخلفة وغريبة، وبعيدة كل البعد عن الاسلام. تمتاز تلك المنظمات الراديكالية بهوس المرضى، فهي تخطف وتقتل باسم الإسلام، وتكفر المسلمين ايضا ً باسم الإسلام، ويمتاز عقول افرادها بعدم الإتزان، وبالتفكير المتخلف الرجعي. كما ان عقولهم مخدرة سلفا ً بأفيون الشمولية الدينية، كما انهم يفتقرون للعلم والمعرفة وللثقافة الدينية، والبعض منهم ايضا ً يعاني من اضطرابات نفسية بطابع إجرامي.

هذان المهاجمان الغبيان الإرهابيان، الأخوان سعيد وشريف كواشي، بإقدامهما على عملية الاجرام تلك، بحقّ صحافيي “شارلي إيبدو” الأربعاء الماضي، قدما جائزة ترضية للصحيفة المعروفة بصيتها السيء باحتضان الشعب الفرنسي لها ونزول مسيرات ضخمة في العاصمة باريس وخارجها، ومشاركة رؤساء دول أوروبا، تعبيراً عن الاستنكار والتضامن مع الصحيفة. الأخوان المجرمان سعيد وشريف كواشي، اللذان حملا راية الاسلام نفاقا ً بعملهما الأحمق، جلبا الخوف والرعب الى قلوب المسلمين والعرب في فرنسا، خوفاً من أي ردة فعل معاكسة تجاههم. فقد قدما خدمة للصهيونية الإسرائيلية، بفتح أعين الطائفية والعنصرية لليمين الفرنسي المتطرف اتجاه العرب والمسلمين. كما أن مسلمي فرنسا لم ينجوا هم الآخرون من إجرام الإرهابيان، فقد كان من ضمن ضحايا الهجوم الـ12 مسلمين اثنين، الأول هو شرطي يدعى أحمد المرابط، تونسي وحامل للجنسية الفرنسية، والثاني فهو الموظف لدى صحيفة “شارلي إيبدو” مصطفى أوراد جزائري وحامل للجنسية الفرنسية، والغريب في هذا الامر سواء عن قصد او غير قصد كان تناول موضوع مقتل مسلمين فرنسيين من بين الضحايا 12 عبر وسائل الاعلام الفرنسية اقل تداولا ً.
لا فرق اذا كان تنظيمي “داعش” او”القاعدة” وراء الاخوين الجزائرين سعيد وشريف كواشي المجرمين، فكلا التنظيمين اهدافهما الإجرامية واحدة، فكلاهما وجدا من اجل المذهبية والطائفية، وتشويه صورة الاسلام والمسلمين. كلاهما تنظيمان صهيونيان تكفيريان إرهبيان، اينما وجدا يذهب الإسلام والسلام في غيبوبة، ويحل الخراب والاجرام والجهل، ولا يحترفان إلا قتل المسلمين والمهادنة بسلام مع إسرائيل، وينافقان في محبة الرسول محمد (ص). وفي الحقيقة هما يسيران على خطى صحيفة “شارلي ايبدو”، في تشويه صورة النبي محمد بعدما حرّما الاحتفال بذكرى المولد النبي محمد، معتبرين انها بدعة غير موجودة، وتعد من البدع الضالة والكفر والإلحاد.

ومن باب التذكير ففي 22 تموز 2011، قام المتطرف اليميني النروجي أندرس بيرينغ برييفيك، وهو من أتباع النازيين الجدد المعروفين باليمين المتطرف، ذوي شعار تطهير أوروبا من المسلمين، بجريمة في العاصمة النروجية أوسلو، وهي أشهر مجزرة حصلت في تاريخ أوروبا الحديث، بحق اشخاص نروجيين داخل معسكر صيفي ترفيهي أودت بحياة 77 شخصاً معظمهم من المراهقين

السابق
مداهمات رومية: العقل المخطّط لتفجير جبل محسن؟
التالي
«درشبيغل» تحبط مشروع حزب الله النووي