بعد أسابيع ستملأ النفايات طرق بيروت وجبل لبنان

نفايات
أزمة جديدة سيواجهها أبناء بيروت وجبل لبنان مع بداية عام 2015، بعد أنتهاء عقد مطمر الناعمة، وهي عدم تلف نفاياتهم، خصوصا بعد نفي الكلام الذي أشيع مؤخراً عن إقامة مطمر بديل في منطقة إقليم الخروب، وصعوبة وجود حلول بديلة خلال الشهر المتبقي، أم أننا سنشهد أزمة انتشار النفايات على الطرقات؟ هنا كلام النائب وليد جنبلاط حول الموضوع، إضافة إلى مقابلتين، مع رئيس بلدية سبلين محمد قوير، ومع المهندس غسان صباغ، من وزارة البيئة، المطّلع والمتخصّص في هذا الملفّ.

مجدداً، ومع اقتراب موعد 17 كانون الثاني 2015، أي نهاية مدّة العقد الممدّد له في مطمر الناعمة، بناءً على قرار صدر عن مجلس الإنماء والإعمار قبل أيام من نهاية العام 2013، تعود أزمة مطمر الناعمة إلى الواجهة مجددا، وتعود معها أزمة اختيار المنطقة البديلة التي سينتقل إليها المطمر، والحلول البديلة التي كان من المفترض ان تنجز خلال سنة التمديد.
العد العكسي لإقفال مطمر الناعمة بدأ، لكنّ الأكيد أن لا حلول بديلة حتى الساعة، إلا أنّ كلاماً انتشر بين أبناء إقليم الخروب، عن نية إقامة مطمر بديل لمطر الناعمة بين بلدتي برجا وسبلين بالقرب من معمل سبلين، وسرعان ما تحرك أبناء الإقليم، خصوصا أبناء بلدة برجا، رفضاً لإقامة مطمر في بلدتهم، وقرروا «التصدي لهذا المشروع بكل الوسائل المتاحة».
وهذا ما دفع النائب وليد جنبلاط إلى تطمين أبناء الإقليم عبر بيان صدر اليوم عن مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي قال التالي: «يتم تناقل أخبار ومعلومات تتعلق بإقامة مطمر للنفايات في برجا وسبلين وهو ما يثير ريبة الأهالي وقلقهم. يهم رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط أن يؤكد أنه لن يقام أي مشروع من هذا النوع في برجا أو سبلين سواء في ملكه الخاص أو في الأملاك العامة ويسجل إستغرابه لهذه الضجة والبلبلة غير المبررة، مؤكدا أنه بعد إقفال مطمر الناعمة سوف يتشاور مع بلديات وفاعليات الإقليم حول سبل معالجة نفايات قضاء الشوف».

كما تساءل وليد جنبلاط «عما آل إليه ملف النفايات الصلبة والتأخير المتمادي في إتخاذ القرارات المناسبة في هذا الملف لا سيما مع إقتراب مهلة إقفال مطمر الناعمة المقررة في 17 كانون الثاني المقبل”. وجدّد الدعوة إلى «تجاوز كل الحسابات المصلحية والفئوية في هذا الأمر لما فيه مصلحة البيئة والأهالي بهدف إقفال هذا الملف بصورة جذرية ونهائية».

وهذا ما أكده رئيس بلدية سبلين محمد قوير في حديث لـ«جنوبية»: «وليد جنبلاط حسم الأمر لأنّه المعنيّ الأوّل بالموضوع لأنّه صاحب الأرض التي كان من المفترض ان يقام عليها المطمر».
إذاً وبعد محاربة فكرة نقل المطمر إلى إقليم الخروب، هل سيتم التمديد مجدداً لمطمر الناعمة؟ أو سنواجه أزمة نفايات على الطرق مع بداية عام 2015؟ خصوصا ان مطمر الناعمة هو مخصص لمحافظتي بيروت وجبل لبنان المكتظتين بالسكان؟
المهندس غسان صباغ، من وزارة البيئة، والمطّلع والمتخصّص في ملف المطمر، أكّد في حديث لـ «جنوبية» أنّه « إذا لم يتمّ التجديد لمطمر الناعمة فسنواجه أزمة عدم المقدرة على تلف النفايات، أي ستنتشر النفايات في الطرق، ولأن البلديات غير جاهزة لمثل تلك الأزمات فستذهب إلى رمي النفايات في البحار والوديان وهذا ما سيشكل أزمة بيئية حقيقية، لذلك فإن الحل الوحيد حالياً هو التمديد للمطمر، وإن لأشهر قليلة، كي نحضّر دفاتر الشروط والتلزيم لإجراء المناقصات، من أجل تنفيذ مشروع بديل عن مطمر الناعمة».
وعن الحلول التي كان من المفترض أن تنجز خلال الفترة السابقة يقول صباغ: «السنة التي مرت كان هناك أزمات سياسية كبيرة من عرسال وطرابلس… لذلك فإن أولويات الحكومة كانت أمنية أكثر من القضايا البيئية».
وأكدّ صباغ أن الكلام عن إقامة مطمر في بلدة سبلين غير صحيح مستغرباً صدور مثل تلك الشائعات شارحاً أن الكلام هو عن «نقل مواد بديلة للفيول إلى معمل سبلين فقط».
وعن الوقت الذي تحتاجه الحكومة لإنجاز مشروع بديل عن مطمر الناعمة، الذي يقضي بأنّ كل منطقة خدماتية تقوم بمعالجة نفاياتها بنفسها، والمنطقة الخدماتية تعني قضاء الشوف وعاليه، أو المتن وكسروان، قال صباغ: «هناك العديد من التقنيات منها قصير الأجل أو طويل الأجل، ومن الممكن أن تقوم الدولة بحلول قصيرة الأجل تحتاج شهورا قليلة لإنجازها لحلّ أزمة النفايات بشكل سريع، تمهيداً إلى إجراء حلول طويلة الأجل».

السابق
طلاب لبنان: تفرّقهم السياسة.. ويجمعهم الإكتئاب والمهدّئات
التالي
هيغل: ثمّة “تقدّم ثابت” في الحرب على «داعش»