طلاب لبنان: تفرّقهم السياسة.. ويجمعهم الإكتئاب والمهدّئات

طلاب لبنان
هذا هو حال اللبنانيين، تفرقهم السياسة ليجمعهم الإكتئاب. فهل سنصبح فعلاُ شعباً يعيش على المهدئات؟ ماذا في دراستين علميتين صدرتا قبل أيّام عن «الجامعة الأميركية في بيروت»، تفيد بأنّ ربع طلاب لبنان "يعيشون على المهدّئات"؟

مع تدهور الوضع الأمني وضغط الأزمة الإجتماعية في لبنان، المهدئات وأدوية الأعصاب باتت مهرباً يلجأ إليه اللبنانيون للهروب من الواقع والضغط النفسي الذي يعيشونه بناءً على وصفات طبية أو بناءً على نصيحة أصدقاء. ويغفلون أو ينسون أنّ هذه الأدوية هي ممنوعة قانوناً ويُجرّم النظام الطبي بيعها من دون وصفة طبية، وكذلك يمنع قانون المخدرات الدولية حملها دون وصفاتٍ طبية.

لكنّ الجديد دراسة تفيد بأنّ 20 في المئة من طلاب لبنان يتناولون أدوية “نفسية” تؤثر في الجهاز العصبي المركزي، من دون وصفة طبية. ويعتبر الحصول عليها أمراً سهلاً بالنسبة إلى الطلاب. ويعتبر الذين يدخنون الأركيلة أكثر عرضة لتناول تلك الأدوية من دون وصفة طبية. وتعود تلك النتائج إلى دراستين علميتين صدرتا قبل أيّام عن «الجامعة الأميركية في بيروت».
المعالج النفسي إيلي أبو شقرا أكد أنّ “ازدياد حالات الإكتئاب االعصبي والاقبال على شراء الأدوية المهدئة لإنهاء المشاكل الحياتية في الآونة الأخيرة بدأ بعد نهاية حرب تموز 2006 /2013/07/14/ وصولاً الى الهزات الأمنية المتتالية في لبنان والإنفجارات التي أسفرت عن حالات هلع وفزع لدى المواطنين”.
والجدير ذكره أنّ الجامعيين والجامعيات اليوم، أي من بات عمره 20 عاما، أو 18 عاما، في 2014، كان عمره 12 أو 10 سنوات في العام 2006. وبالتالي هذا الجيل هو نتاج الحروب الجديدة في لبنان، بدءا من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في العام 2005، وصولا إلى يومنا هذا.
واعتبر أبو شقرا، في حديث لـ”جنوبية”، أنّ “المرحلة الجامعية هي أكثر المراحل التي تتعرض خلالها الفئة الشابة إلى القلق والاكتئاب النفسي، فيلجأون الى الحلول السريعة بتناول الأدوية النفسية التي يصفها احدهم إى الآخر من دون استشارة طبيب، وهذا يؤدّي في حالات كثيرة، وبحسب أنواع العقاقير المستخدمة، الى الإدمان، كما إلى تأثيرات سلبية على الذاكرة والتركيز”.
ويؤكد أبو شقرا ما جاء في الدراسة، من أنّ هناك سهولة في الحصول على تلك الأدوية من قبل الطلاب. بحيث أصبحت متوافرة في كل منزل، وإن لم تتوافر فبالإمكان شرائها من بعض الصيدليات بدون وصفات طبية، على تفاوت خطورتها.
علماً أن أدوية الاكتئاب لا تحتاج الى وصفة طبية بعكس مهدئات الأعصاب. وبدوره نفى أن يكون هناك رابط بين تدخين الأركيلة عند الطلاب وبين تناولهم تلك الأدوية من دون وصفة طبية. وذلك على اعتبار أنّ الأركيلة لم تعد مقياس الإكتئاب لأنّ الصغير والكبير يدخّنها.

السابق
أبو حمزة من المستشفى إلى السجن ومحبوه يعلقون: قرار بالنقل أم بالقتل؟
التالي
بعد أسابيع ستملأ النفايات طرق بيروت وجبل لبنان