منصور والمولوي في عين الحلوة: هل اقترب «تدمير صيدا»؟

عين الحلوة
من يفكر بالتحضير لحرب نهر بارد جديد في عين الحلوة، نضع بين يديه بعض المعلومات: يضم مخيم عين الحلوة أكثر من 70 ألف شخص، أي ضعف سكان مخيم نهر البارد. وإذا كانت حوادث 2007 قد دمرت مخيم البارد كلياً، وأصيب محيطه بأضرار طفيفة مقارنة بما حصل به، فالوضع في عين الحلوة يختلف، فإن تدمير عين الحلوة يرتبط بتدمير مدينة صيدا، فمن يجرؤ؟

بعيداً عن صحة الملعومات الأمنية التي نشرتها بعض وسائل الإعلام عن حلول أسامة منصور وشادي مولوي ضيفين على مخيم عين الحلوة، أو عدم صحتها.. يبدو أنّ الموضوع أبعد من ذلك بكثير. فهو يتعلّق ببسط سيادة السلطة اللبنانية على المخيمات او عدم بسطها. وهذا ما يطرح أسئلة محددة.
السؤال الأول المطروح: هل تريد السلطة أن تعود إلى المخيمات بطريقة طبيعية أم شرط عودتها تكرار حوادث نهر البارد وما يمكن أن ينتج عنها من ويلات ليست على اللاجئين الفلسطينيين فحسب بل على اللبنانيين أيضاً.
السؤال الثاني: لماذا لا تدخل السلطة وتبسط سيطرتها على المخيمات الأخرى المفتوحة في وجهها، وتصر على ترك حبل أمنها على الغارب؟
لنتخيل جميعاً امين سر منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات يعقد مؤتمراً صحفياً عند مدخل مخيم عين الحلوة يطلب خلاله من السلطة الدخول واستلام أمن المخيم، فماذا سيحصل عندئذٍ؟ أعتقد أن أحداً لن يستجيب لدعوته.
في مقابلة تلفزيونية مع المسؤول الفلسطيني منير المقدح، الأسبوع الماضي قال: “طلبتُ منا القيادة الأمنية اللبنانية الانتباه إلى وضع المخيم واتّخاذ الإجراءات اللازمة لضبط الأمن فيه”.
أليس ذلك كافياً للدفع باتّجاه اشتباكات فلسطينية – فلسطينية في مخيم عين الحلوة. ربما كانت ذاكرة البعض مثقوبة. لنتذكر فقط زار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لبنان مراراً، وفي كل مرة كان يقول: لا قيمة للسلاح داخل المخيمات. وشدّد مراراً على أنّ الفلسطينيين على استعداد لتسليمه، وكان يدعو السلطة اللبنانية لاستلام أمن المخيمات، وكان الجواب دائماً: لسنا جاهزين لاستلام الأمن. وعلينا انتظار اللحظة المناسبة.
منذ فترة اشترى فلسطينيّ، وكان عائداً من الهند، كروز دخان من المخيم، وعند خروجه من المخيم أُلقي القبض عليه بتهمة حيازة كروز دخان مهرّب. وأحيل إلى المحكمة ودفع الغرامة المتوجبة عليه، لكنّه قال: لقد أخطأتُ لأنّني لم أدقّق بعلب الدخان، لكن السؤال: كيف وصلت صناديق الدخان المهرّب إلى مخيم عين الحلوة؟
والسؤال نفسه يُطرح: كيف خرج أسامة منصور وشادي مولوي من باب التبانة، المنطقة المطوّقة كلياً، وكيف وصلا سالمين إلى مخيم عين الحلوة؟ إذا صدقت المعلومات
الجواب عند من يجيب على سؤال آخر: كيف خرج أحمد الأسير من عبرا ووصل سالماً إلى حيث وصل؟
من يفكر بالتحضير لحرب نهر بارد جديد في عين الحلوة، نضع بين يديه بعض المعلومات: يضم مخيم عين الحلوة أكثر من 70 ألف شخص، أي ضعف سكان مخيم نهر البارد. وإذا كانت حوادث 2007 قد دمرت مخيم البارد كلياً، وأصيب محيطه بأضرار طفيفة مقارنة بما حصل به، فالوضع في عين الحلوة يختلف، فإن تدمير عين الحلوة يرتبط بتدمير مدينة صيدا، فمن يجرؤ؟
وإذا كان سياسة السلطة اللبنانية تجاه الوضع الإقليمي حوّلت لبنان إلى حديقة مهملات خلفية تُرمى فيها مخلفات الحروب الأهلية الإقليمية، فإنّ سياستها أيضاً حوّلت عين الحلوة إلى سلة مهملات تلقى فيها نفايات البلد المتولدة من سياسات السلطة نفسها.

السابق
اطلاق نار اسرائيلي على التلال المطلة على شبعا
التالي
الحسيني: كل مشروع على قياس من قدّمه لأنهم خائفون على مطامعهم