الأختان يونان.. في بيروت قريبا

عند مشاهدة فيديو «لبلادي» للأختين ريحان (23 عاماً) وفايا (22 عاماً) يونان، قد يخيّل إليك أنّهما تقفان أمام مروحة، كما تفعل نجمات الأغنية العربيّة، في مشاهد مصطنعة، تتطاير فيها خصال الشعر بشكل مفتعل. وبالرغم من أنّ بعض تفاصيل الفيديو الذي شغل مواقع التواصل خلال الأسابيع الماضية، قد تبدو مصطنعة، أو حادّة في مباشرتها، إلّا أنَّ كواليس تصوير الأغنية تكشف العكس تماماً.

تقول ريحان يونان لـ«السفير» إنّ فكرة العمل كانت وليدة اللحظة، وجاءت بعد مشاهدتها وشقيقتها لنشرة إخباريّة، تضمّنت كالعادة أخباراً قاتمة عن سوريا، ولبنان، وفلسطين والعراق. سارعت ريحان إلى كتابة نصّها، وأنجزته خلال أربع ساعات، في الوقت الذي كانت فايا تهتمّ بالأمور التقنية الأخرى. قرّرتا عدم اللجوء إلى مشاهد العنف والموت، «كي نجعل المشاهد يبني خياله للأحداث بنفسه». تمّ تصوير العمل في الهواء الطلق، في منزل قيد الإنشاء في السويد، البلد الذي تقيمان فيه بعد هجرتهما مع العائلة من سوريا في العام 2003. إلى جانب الأختين يونان، شاركت في تنفيذ العمل رنا طوراني (عزف وتوزيع)، ونادين جزار (تصوير)، وسامر وسطين (مونتاج)، وفؤاد يغمور (مساعد عام)، وتمّ تسجيل الصوت في أستوديو جورج هيرابيدايان. استغرق العمل على الشريط أسبوعين، وتمّ تحميله على قناة فايا الخاصّة على «يوتيوب»، في التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لينتشر على صفحات مواقع التواصل بسرعة قياسيّة، ويحصد حتى الآن أكثر من 1,3 مليون مشاهدة.


يستعرض الفيديو أحداث لبنان وسوريا والعراق وفلسطين خلال تسع دقائق فقط، كانت كافية لتحويل الأختين يونان إلى ظاهرة سوشل ميديا عربياً. تعمل ريحان في مجال الإعلام، بعدما نالت شهادة في المجال من إحدى جامعات بريطانيا، أمّا فايا فقد تخرّجت من بريطانيا أيضاً بشهادة في الاقتصاد، وتعمل كمترجمة ومتطوعة في «الصليب الأحمر»، إلى جانب الغناء في مهرجانات تعنى بقضايا إنسانيّة. لم تغب الأجواء الثقافية والفنيّة عن منزلهما منذ الطفولة، فالمكتبة المكتظّة بأهمّ الكتب والموسوعات رافقتهما من سوريا إلى السويد. وبفضل متابعة والديهما، بقيتا على تماس دائم مع ثقافتهما الأمّ، ما يفسّر اندفاعهما لإنجاز عمل مثل «لبلادي».
على موقع «يوتيوب» يتمّ التعريف عن الفيلم بأنّه «عمل من إعداد وإنتاج وتنفيذ مجموعة شباب يقيمون في السويد وهم من سوريا والعراق ولبنان وفلسطين. على أمل السلام…». الأمر الذي تؤكّده ريحان، قائلةً: «وجودنا في السويد وعلاقتنا بالجاليات العربيّة الأخرى، جعلتنا نلامس آلام ومآسي بعضنا البعض، لذلك أردنا أن نتضامن جميعنا بهذا العمل». وتلفت إلى أنَّها لم تتوقّع النجاح المدوّي الذي حصده العمل، وأنّ الهدف منه كان التأكيد على أنّ «من يعيش خارج وطنه، يعيش أيضاً المعاناة والألم».
صيغة «لبلادي» باتت معروفة: تظهر ريحان وفايا في مشهد واحد. تتناوبان على سرد كلّ ما تتعرَّض له سوريا ولبنان وفلسطين والعراق من إرهاب واحتلال. تروي ريحان الأحداث بطريقة إخباريّة، ومن ثمّ تبدأ فايا الغناء بصوتها الشجي، مستذكرة أغاني السيدة فيروز لكلّ بلد يُشار إليه في النصّ، فحضرت «قرأت مجدك»، و«بغداد»، و«لبيروت»، و«زهرة المدائن»، ليختم العمل بنشيد «موطني»، و«الذي يجمع الدول العربيّة كافة ويتحدّث باسمها»، بحسب تعبير ريحان.
إلى جانب الصدى الإيجابي الذي خلّفه العمل على نطاق واسع، كان محوراً لسجال بين من انتقد بساطة مستواه الفنّي، وبين من هاجم الأختين يونان لأسباب سياسيّة. تفضّل ريحان في حديثها لـ«السفير» عدم الخوض في تفاصيل ذلك السجال، مؤكّدة أنهما تأخذان بعين الاعتبار كلّ نقد فني. كما تعد بمناقشة تفاصيل هذا الموضوع في حلقة الخميس المقبل من برنامج «بعدنا مع رابعة» على شاشة «الجديد»، والتي حضرتا مؤخراً إلى بيروت لتصويرها، إلى جانب لقاء مع زاهي وهبي على شاشة «الميادين» ضمن برنامج «بيت القصيد».

السابق
عون «ينتفض» عبر «السفير»: حوارنا مع الحريري توقف
التالي
الاختلافات لا تزال كبيرة