اللاجئون السوريون: «برلين» لا تكفي.. والشتاء سيكون قاسياً

اللاجئون السوريون
انعقد أمس الأوّل مؤتمر برلين حول "وضع اللاجئين في سوريا ودعم الاستقرار في المنطقة"، الذي قدم إلى لبنان مساعدات لإعانته على ما يستضيفه من لاجئين سوريين يشكّلون العدد الأكبر من اللاجئين في المنطقة، لكنّ هذه المساعدات ليست كافية، كما أنّها لا تعوّض خسارات لبنان بسبب استضافته اللاجئين السوريين.

مع بداية كل فصل شتاء، يزداد الكلام عن سوء أوضاع اللاجئين السوريين الذين يعيشون في مخيمات لبنانية وغير لبنانية. فوضعهم المأساوي، الذي بدأ مع بداية أزمتهم، يَحضُر في مؤتمرات تعقدها الدول العربية والغربية لمحاولة تحسين وضعهم، وآخرها مؤتمر برلين في ألمانيا حول “وضع اللاجئين في سوريا، دعم الاستقرار في المنطقة”، ويكون لبنان بالطبع ممثلا في المؤتمر كونه يستضيف العدد الأكبر من اللاجئين السوريين في المنطقة.

لكن رغم المساعدات التي قدّمها المؤتمر إلى لبنان إلا أنها غير كافية، وبحسب تصريح الرئيس تمام سلام قبل مغادرته ألمانيا لمندوبي الصحف العربية: “المبلغ المقدم للبنان لا يزال بعيدا جدا من الاعباء التي يتحمّلها لبنان”.

المدير التنفيذي لمؤسسة “لايف” المحامي نبيل الحلبي يؤكد لـ”جنوبية” أن «وضع اللاجئين السوريين في لبنان مأساوي وخصوصا اللاجئين في مخيمات عرسال، والمنظمات الدولية التي تعنى بشؤون اللاجئين تنتظر القرار من المحافظ في الشمال والبقاع لتبدأ بترميم هذه المخيمات».نبيل الحلبي

وعن سبب تراجع المساعدات المخصصة إلى لبنان عبر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين السوريين يقول الحلبي: «السبب الرئيسي وراء إنخفاض المساعدات مقابل زيادة عدد اللاجئين يعود إلى أنه لا يوجد إحصاءات دقيقة لعدد اللاجئين في لبنان، وهذا سببه انتشار المخيمات العشوائية في المناطق اللبنانية، وهذا يجعل من المتعذّر على المفوضية العليا للاجئين أن يكون لديها أرقام دقيقة، لذا فإنّ الأرقام التي ترسلها المفوضية هي أقل من الأرقام الحقيقية. فيؤدي ذلك إلى عدم كفاية المساعدات لتغطية أعداد اللاجئين الموجودين على كافة الأراضي اللبنانية».

أما عن القرار الذي اتخذته الحكومة في إقامة مخيمات بين الحدود اللبنانية – السورية في مناطق عازلة فيؤكد الحلبي أنّ «المجتمع الدولي رافض تماماَ لإقامة مخيمات للاجئين السوريين في المكان الذي اقترحته وزارة الشؤون الإجتماعية، لأنّ هذه المنطقة غير آمنة ولأن أغلب اللاجئين السوريين هم من المعارضة السورية، فيمكن توجيه أي ضربات إليهم من قبل النظام السوري أو خطفهم من أيّ مجموعة مسلحة، لذلك لا يمكن أن يوافق المجتمع الدولي على إقامة مخيمات خارجة عن سلطة الدولة اللبنانية، فعلى الحكومة أن تقترح أماكن لإقامة المخيمات داخل الأراضي اللبنانية ويمكن أن تكون هذه المخيمات خارج المناطق السكنية، كما يمكن للحكومة أن تستأجر أراضٍ في عكّار والبقاع، فالأراضي الزراعية هناك شاسعة وفي الوقت نفسه يمكن أن يستفيد من وجودهم المزارع اللبناني، وتكون هذه الأراضي تحت سلطة الدولة اللبنانية وينحصر فيها اللاجئين، وبهذه الطريقة يمكننا حل أزمة اللاجئين السوريين بإنسانية».

السابق
الجيش: 3 مسلحين سلموا أنفسهم في الشمال وتوقيف 12 سوريا في راشيا
التالي
بالصورة: الإمام الحسين وشم على ظهور عارية!