بعد صراع على إدارة مستشفى السان جورج و”ملكيتها” بين الإدارة القديمة وبين مستشفى الرسول الأعظم الذي وقّع عقدا باستثمارها لمدّة 12 عاما، إنطلق منذ أسابيع العمل في المستشفى بعد كل محاولات الادارتين القديمة والجديدة للخروج بأقل الخسائر بالنسبة إلى الطرفين. وبات “مستشفى السان جورج بإدارة الرسول الأعظم”.
ردا على سؤال حول العمال في المستشفى من بين ابناء المنطقة، هل تم صرفهم، اوضح المدير الدكتور حسن علّيق التالي في حديث خاصّ لـ”جنوبية”: “لقد طلبنا من الجميع، ممن يرغب بالعمل مع الادارة الجديدة، ان يتقدم بطلب جديد وسيتم التعامل معه بجدية تامة، علما ان معظم العاملين مع الادارة القديمة هم من المسلمين”.
وتابع: “وتأكيدا على حسن نوايانا ومنعا لأيّ خلل او التباس، لا يمكن القول ان هذا الامر هو الذي أثر على الصراع حول إدارة المستشفى. فنحن كإدارة حافظنا على الاسم (السان جورج بادارة الرسول الاعظم) انطلاقا من ان الاسم الاول له اهمية لابناء المنطقة، كما اننا حافظنا على وجود تمثال السيدة العذراء على مدخل المستشفى كون السيدة العذراء تمثّل لنا اهمية كما هي بالنسبة للمسيحيين وليس لاي امر اخر كما قد يفسره البعض”.
ويوضح :”ليس محرّما أصلا وجود تمثال للسيدة مريم العذراء، كما يظن البعض، لانه تمثال نصفي وليس كاملا. لذا، شرعا لسنا نخالف الشرع كما يود البعض التعليق”.
وعن الحجاب على رؤوس النساء داخل المستشفى قال عليق: “لم نلزم أحدا بالحجاب، خصوصا الموظفات، الى اي طائفة انتمينَ”. وردّا على استيضاح مسألة حجاب الزائرات قال: “اصلا نحن قد ألغينا ذلك في مستشفى الرسول الاعظم منذ زمن”.
وعن طلبات التوظيف للعاملين المسيحيين من ابناء المنطقة يقول: “بسبب تأخر الانطلاقة تأخر البتّ بطلبات التوظيف رغم انّنا كنّا ندرب الكادر الوظيفي، لكن من تقدّم بطلب توظيف وأتته فرصة اخرى في مكان آخر لن ينتظر. مع التأكيد أنّ الاتفاق هو على تسلم ادارة المستشفى خالية من اي موظف او اي عقد مسبق”.
وفي اتصال مع نقيب المستشفيات في لبنان سليمان هارون للتعليق على الملف بأكمله، قال: “اننا نبارك العملية بأكملها، ولا يمكنني كنقيب التحدث عن التفاصيل وعن اسباب فشل المفاوضات عدة مرات. ولكننا كنقابة نبارك ونحن أكيدين انهم سينجحون كما نجحوا في ادارة الرسول الاعظم”.
وتابع: “لم نكن طرفا في المفاوضات لأنّها تمت مباشرة، ولم نتدخل. وكنقيب ارى ان النتيجة جاءت جيدة. واصلا كانت المستشفى على حافة الهاوية. وهذا العقد افاد القطاع الاستشفائي رغم الحساسيات الطائفية، ولكن كنقابة ليس لدينا حساسيات طائفية. وارى ان البلد بات على مفترق طرق، ما ادى الى هذه الاجواء الطائفية رغم التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله”.
وأضاف: “ان هذا العقد جيد لابناء منطقة الحدث، وللقطاع الاستشفائي، خصوصا في موضوع الجهة التي تستلمت ادارته والتي تُعرف عنها الاخلاقية ولا خوف ابدا، ولا حساسية على حدّ علمي”.
وفيما يتعلق بالعاملين السابقين ومصيرهم، قال هارون: “لم نتدخل لان أحداً لم يشتكِ، ونحن نشجع ان يكون الكادر الوظيفي من ابناء المنطقة حتى لا نخلق أزمة اجتماعية لهم”. وتابع: “يجب وضع آلية للتوظيف مع الادارة الجديدة، وهم كما اعرفهم يتمتعون بالحكمة الكافية لذلك”.
وبخصوص التخويف والخوف من التغيير الديموغرافي الحاصل في منطقة الحدث، قال: “هذا هو الواقع، وليست المستشفى من تبعث الخوف على ابناء المنطقة، خصوصا ان الادارة القديمة كانت على الحدّ، اي مستنزفة، مع انه ليس من حقي كنقيب قول ذلك”.
وختم بالقول: “آمل ألا يسبب وجود الادارة الجديدة ايّ حساسية، وأن نمنع التفرقة الحاصلة، وان نؤسس كقطاع لعلاقة اخوية وان نعبر كل الحدود”.
الجزء الأول
حزب الله اشترى ’السان جورج’ وجعلها ’الرسول الاعظم’ (1/3)