هل بدأت انتفاضة مراهقين شيعية ضدّ حزب الله وحركة أمل؟

فوضى الضاحية
تخرج ليلاً مجموعات من الشبان وتعتدي على السوريين في مناطق مختلفة، وبينها أحياء الضاحية الجنوبية، تحت ذريعة "التضامن مع الجيش". فمن وراء هؤلاء الشبان؟ وماهدفه؟ ومن الذي أقنعهم أن قطع الطرقات والتعدي على اللاجئين السوريين يفيد الجيش؟ لا علاقة لهم بحزب الله ولا بحركة أمل. بل كثيرون منهم يشتمون الحزب والحركة. فهل بدأ "جيل جديد" يتمرّد على مسؤولي الحزب والحركة ويقود نواة "انتفاضة" في الشارع الشيعي ضدّ "الهزائم" المغلّفة بـ"دعاية الانتصارات؟".

رافق انتشار خبر ذبح الجندي الشهيد عباس مدلج المخطوف لدى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، حملات قطع طرقات في عدة مناطق لبنانية بقاعية وفي الضاحية الجنوبية، إضافة الى التهديد والتعدي على اللاجئين السوريين العزل الذين لا علاقة لهم بتنظيم داعش ولا أي تنظيم يقاتل في سوريا، فهم هربوا الى لبنان باحثين عن الأمن والأمان التي فقدوها في بلدهم بسبب الحرب المستمرة.
لم يقتصر قطع الطرق على الطريقة التقليدية عبر الإطارات المشتعلة، فقد انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي صورة قيل إنها في بعلبك، تظهر مجموعة من الشبان كبّلوا أيادي عمال سوريين واستخدموهم دروع بشرية لقطع الطريق، ناهيك عن التعدي بالضرب على العمال السوريين في بعض أحياء الضاحية الجنوبية، وحرق بعض خيم اللاجئين السوريين، وكل هذا بحجة التضامن مع مخطوفي الجيش اللبناني.
على مدى أيام عدّة وفي كل ليلة، بحسب أحد سكان حارة حريك، يقوم مجموعة كبيرة من الشباب يقودون دراجات نارية، بمسيرات داخل الحارة ويعتدون بالضرب على أي سوري يمر في المنطقة، إضافة الى تهديد السوريين بترك خيمهم وإلا… تضامنا مع الجيش اللبناني.
الأوزاعي، مار مخايل، أوتوستراد هادي نصرالله، طريق المطار… كل ليلة ينتشر هناك شبّان يستقلون دراجات نارية ويقطعون الطرقات، يتعدون على المارة السوريين بالضرب، واللبنانيين بالكلام والسباب على من يقدم سيارته طالبا المرور، تضامنا مع الجيش.
يجمع كثيرون من المقيمين في الضاحية أنّ هؤلاء الشباب ليسوا منتسبين إلى حزب الله ولاإلى حركة أمل، وهم حتى غاضبين من مسؤولي الحزب في أحيائهم لأنهم ضد ما يقومون به، فجميعم في عمر المراهقة وأوائل العشرين، يتصرفون بهمجية، لا أحد يستطيع ردعهم، حتى الجيش الذي يدعون التضامن معه يعجز في إقناعهم في فتح الطرقات؟
بالطبع همجيتهم لا تعني أنهم غير منظمين، فكيف يستطيعون أن يتجمعوا كل ليلة بهذه الأعداد الكبيرة، ليلة أمس وصف محمد الذي يعيش في طريق المطار المشهد بذهول: “أكثر من 500 موتوسيكل مرّوا من هنا، إضافة الى الملالات والآلات العسكرية الكثيرة”.
فمن وراء هؤلاء الشبان؟ وماهدفهم؟ ومن الذي أقنعهم أن قطع الطرقات والتعدي على اللاجئين السوريين يفيد الجيش؟ وهل بدأت الأمور تفلت من أيدي حزب الله؟ وهل بدأ “جيل جديد” يتمرّد على مسؤولي الحزب والحركة ويقود نواة “انتفاضة” في الشارع الشيعي ضدّ “الهزائم” المغلّفة بـ”دعاية الانتصارات”؟

السابق
’نجوم العلوم’ يعود لاكتشاف أبرز المخترعين الشباب
التالي
«السان جورج» صارت «الرسول الاعظم».. والكادر شيعي(2/3)