خبر استهداف هيئة العلماء انتشر قبل وصول الوفد الى عرسال!

لاتزال الجهة التي أطلقت النار على وفد هيئة العلماء المسلمين الذي توجه الى عرسال مجهولا لكن الهدف واضح. يقول الشيخ رائد حليحل لموقع جنوبية إن "الاستهداف أصاب أكثر من عصفور بحجر واحد: التهدئة والهيئة". "لقد انطلقت إشاعة أن الهيئة تعرضت لإطلاق النار قبل وصولنا إلى عرسال، فما دلالة ذلك؟"، يسأل.

لاتزال الجهة التي أطلقت النار على وفد هيئة العلماء المسلمين الذي توجه الى عرسال مجهولا لكن الهدف واضح. يقول الشيخ رائد حليحل لموقع جنوبية إن “الاستهداف أصاب أكثر من عصفور بحجر واحد: التهدئة والهيئة”. “لقد انطلقت إشاعة أن الهيئة تعرضت لإطلاق النار قبل وصولنا إلى عرسال، فما دلالة ذلك؟”، يسأل.

في ظل غياب قدرة الدولة على استيعاب كل ما يحدث، وفي ظل تنامي دور المجموعات على حساب المؤسسات، ارتأت هيئة العلماء المسلمين الذهاب إلى بلدة عرسال الحدودية في محاولة لإنقاذها من براثن الاقتتال. توجّه الوفد بحماسة إلى البلدة الشبه منعزلة عن لبنان حالياً، وسط صرخات تطالب بإغاثة المدنيين.
من اللّافت أنّ الهيئة لم تعتمد خطاباً تحريضياً ولا رفعت شعار “نصرة أهلنا السنة في عرسال”، بل توجّهت إلى هناك بوداعة، وبتنسيق مع الجيش اللّبناني، بحسب مصادر مقرّبة من الهيئة. حصل العلماء على موافقة الجيش، ويكاد يصح القول إن خطوة الهيئة لم تكن لمساندة المدنيين فحسب، بل لإنقاذ الجيش من اشتباكات قد تمتد طويلاً.
وبحسب المصادر، المعركة الّتي يواجهها الجيش على أطراف الحدود اللبنانية مع سوريا مختلفة عن مواجهات عبرا ونهر البارد مثلاً، إذ أنّ المعارك السابقة كانت تدور “وسط البلد”، وبالتالي “الدولة بأسرها التفت حول الجيش”. الأمر مختلف في معركة عرسال، حيث يجد الجيش نفسه محاصراً نوعاً ما، مما يعزّز أهمية الوصول إلى تسوية تنهي الاشتباكات.
ولكي لا تشعر عرسال وأهاليها بأنّهم متروكون وحدهم لمواجهة مصير قد يكون أسود، اتجه العلماء في التفاف شعبي حول المنطقة المعروفة بغالبيتها السنّية، في محاولة للتفاوض مع المسلحين السوريين. تمّ إجهاض مهمة الهيئة قبل أن تبدأ وتتبلور، وقبل أن يتمكنوا من الوصول إلى المسلحين.
يقول الشيخ رائد حليحل لموقع جنوبية إن “الاستهداف أصاب أكثر من عصفور بحجر واحد: التهدئة والهيئة”. “لقد انطلقت إشاعة أن الهيئة تعرضت لإطلاق النار قبل وصولنا إلى عرسال، فما دلالة ذلك؟”، يسأل.
ويضيف إلى أن مبادرة الهيئة أتت بعدما تواصل المسلحون السوريون مع الرافعي عبر “الفايبر” وبدأت مفاوضات التهدئة. الشيخ الرافعي، على الرغم من إصابته، استمر بمساعي التهدئة ولم يغادرعرسال إلا بعد أن تلقى وعوداً بلإفراج عن بعض الجنود المأسورين، بحسب حليحل.
الشيخ حليحل نفى أن تكون قوة كبيرة من الجيش قد رافقت وفد العلماء إلى عرسال، وقال إنّ “كل ما يشاع عن أن قوة كبيرة من الجيش كانت مع الوفد مجرد إشاعات، وإنّما ملالة واحدة فقط لا غير رافقتنا وعندما وصلنا إلى الحاجز الأول في عرسال، قالوا لنا (دبروا حالكم)”.
بحسب حليحيل، تم إطلاق النار على السيارة الأولى من الوفد، المؤلف من 4 سيارات، ممّا أدى إلى إصابة الشيخ سالم الرافعي والشيخ جلال كلش المعروف بأبو حذيفة، كما الدكتور نبيل الحلبي الذي رافق الوفد. تعالجت الإصابات مؤقتاً داخل مستوصف في عرسال، قبل أن يغادروا.
المصادر قالت إن السائق هرب من السيارة حين تم استهدافها، والمشايخ كلش والرافعي ألقوا بأنفسهم خارج السيارة قبل أن ترتطم بجدار ما وتتوقف. الشيخ سالم الرافعي أصيب بكسر في قدمه وسيحتاج إلى عملية جراحية، أما الشيخ كلش فإصابته أشد خطورة وسيجري عملية في مستشفى الجامعة الأميركية، بحسب المصادر.
وقد صبّت تصريحات أعضاء الهيئة في اتّجاه التهدئة، رافضين أن “يصبّوا النار على الزيت” ومكتفيين بالقول إن “المتضرر من مبادرة الهيئة هو من أطلق النار على الوفد في عرسال”. لكن المصادر تقول إن ما يحكى خلف الكواليس مختلف ويشير إلى اتهام جهة معينة.
ومهما كانت حقيقة ما يحدث، فإن استهداف محاولات التهدئة من قبل الهيئة قد يصب في اتجاهين: عدم الإتاحة لها بأن تلعب دوراً من هذا القبيل أو السعي لاستمرار مسلسل الدم. وستظهر الساعات المقبلة من سيكون بطل التهدئة، إن حدثت.

السابق
فرنسا مستعدة لتلبية حاجات لبنان من الاسلحة سريعا
التالي
سيناريوهات الحل في عرسال