النشرة الموحدة: نصف ساعة من الشعر.. والكذب

الأخبار
مدة نصف ساعة، وهي مدة النشرة الموحدة، بدت وكأنها سقطت على رؤوس اللبنانيين، بدت كأنها من زمن آخر ولمكان آخر. فقبل النشرة الموحدة بدأت كل محطة نشرتها الخاصة بعناوينها الخاصة وسياستها ليتوقف الزمن بنا جميعا مدة نصف ساعة وتعود بعدها كل محطة لاستكمال نشرتها على طريقتها.

مدة نصف ساعة، وهي مدة النشرة الموحدة، بدت وكأنها سقطت على رؤوس اللبنانيين، بدت كأنها من زمن آخر ولمكان آخر. فقبل النشرة الموحدة بدأت
كل محطة نشرتها الخاصة بعناوينها الخاصة وسياستها ليتوقف الزمن بنا جميعا مدة نصف ساعة وتعود بعدها كل محطة لاستكمال نشرتها على طريقتها.
مشهد لم يعتد عليه اللبنانيون: ان تتوحّد القنوات اللبنانية التي تمثل اهواءهم المختلفة حول قضية واحدة هي “فلسطين”.
لا يختلف اثنان على جمالية مشهد التلاقي بين القنوات اللبنانية الثمانية على شاشة واحدة، والتباري بين المذيعين والمذيعات لاظهار قدراتهم الصوتية واللغوية. بنثر الشعر لفلسطين ودماء شهدائها وأطفالها، والتباري على إعداد تقارير من قلب غزة وعنها
الا ان مدة النصف ساعة، وهي مدة النشرة الموحدة، بدت وكأنها سقطت على رؤوس اللبنانيين عن طريق الخطأ. بدت كأنها من زمن آخر ولمكان آخر. فقبل النشرة الموحدة بدأت كل محطة نشرتها الخاصة بعناوينها الخاصة وسياستها ليتوقف الزمن بنا جميعا مدة نصف ساعة وتعود بعدها كل محطة لاستكمال نشرتها على طريقتها..
اللبنانيون انقسموا بين مؤيد لهذه الخطوة على اعتبار انها خطوة جامعة نادرا ما نراها على شاشاتنا التي لم يوحدها أي ملف مطلبي او معيشي او سياسي قبل هذه المرة. اما المعارضون لها فلم يقتنعوا بوحدة مزيفة لم يعتادوا مشاهدتها. فما قبل وما بعد الثلاثين دقيقة المخصصة للنشرة الموحدة كانت النشرات مختلفة عن مضمون المتفق عليه للنشرة الموحدة الخالية من المواقف السياسية، التي هي أساس الخلاف بين القنوات اللبنانية المنقسمة بحسب الإنقسامات الداخلية بين اللبنانيين.
فالإنقسام بين اللبنانيين لا يقتصر على القضايا الداخلية، بل يتعداها الى القضايا اللإقليمية والدولية، المواقف من القضايا السياسية الداخلية والإقليمية التي اعتدنا أن نسمعها في مقدمة نشرات الأخبار المسائية على القنوات اللبنانية، لم تلغِها فكرة النشرة الموحدة، إذ تعمّدت بعض القنوات اللبنانية بثّ مواقفها السياسية في مقدماتها الإخبارية، قبل بداية النشرة الموحدة التي تظهر الشرخ بين اللبنانيين.
نعم تأثر اللبنانيون بالمشهد الموحد للحظات، لكنّهم لم يصدقوه. فلماذا لم تتفق هذه القنوات اللبنانية على التضامن ضدّ المجازر التي ترتكب بحق أطفال سوريا والعراق؟ وهل تلغي المقدمات الشعرية حقيقة الانقسام السياسي بين المحطات المحلية حتّى حول غزّة وحركة حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية ودور كل منهما؟
نصف ساعة لا تشبه لبنان واللبنانيين، نصف ساعة ستبقى في ذاكرة اللبنانيين على أنّها محاولة فاشلة للتوحد في عزّ الانقسام الطائفي والمذهبي.

السابق
الراي: تفاوض للتمديد النيابي
التالي
عون: الحريري يقول انتخاب الرئيس اولا وانا اقول انتخاب البرلمان اولا