بلال مواس: من كان معذورا بالإفطار فليستتر.. لا ينفجر

في الحلقة الثانية من حديثه لـ"جنوبية"، يتطرّق الشيخ بلال موّاس، الّذي أثار عرضه الكوميدي ردود فعل متفاوتة، إلى الدين وعلاقته مع الإسلام ونظرته إلى الحركات الإسلامية في الوقت الراهن ومدينته طرابلس. 

1-كيف يمكنك اختصار تجربتك مع الدين بنقاطها المفصلية؟

لا يمكننا الاختصار، لأنها أصلا ليست مدة زمانية أو فترة حزبية، نشأت كمعظم أبناء طرابلس، أصلي الصلوات في أوقاتها، وأصوم وأقوم بواجباتي الدينية، إلى أن بلغت سن السابعة عشر تقريباً، فأحسست بأن الدين ليس مجرد طقوس نمارسها بل يجب أن يكون أوسع من ذلك بكثير، لذلك وجدت أن الفكر السلفي أو المدرسة السلفية هي الأصح فالتزمت بها وحملت الفكر السلفي، وأود التنبيه هنا، أن كلمة السلفية هي للتعريف وليست للتحزب.

2-هل تعتبر عملك الكوميدي رداً على بعض المتطرفين أو المتشددين إسلاميا؟

لا أعتبر عملي هذا رداً على أحد، ولم يكن كذلك، أنا هدفي أن أظهر الصورة الجيدة والحسنة للدين الاسلامي،  وللفكر السلفي ولطرابلس، لا يهمني غيري ماذا يفعل يهمني أنا ماذا أقدم، لن يسألني ربي عن غيري وما يقوم به، بل سيسألني عن أعمالي وأفعالي، لذلك أنا أتخوف ممن يميّع الدين، وبنفس الوقت ممن يبالغ في تطبيق الدين، مشكلتنا مع الافراط ومع التفريط، والسلامة كل السلامة، هي في حسن تطبيق تعاليم الدين كما فهمها سلفنا الصالح.

3-ما اﻷمور التي لا يمكنك تقبلها كسلفي؟

كسلفي، أؤمن بتحريم بعض الأمور، كالموسيقى مثلا، وهنا أشير إلى أنه لا دخل لها إن كانت موسيقى تفتن أو لا، تثير الغرائز أو لا، الموسيقى كموسيقى ممنوعة لدي كسلفي، أيضاً موضوع مصافحة النساء، وأخيراً من المحظورات لدي كسلفي في هكذا أنشطة، هي الكذب، أي إخبار الناس بكذبة وهو ما يعرف بالنكتة، فهذا يحسب من الكذب، لذلك أحاول أن يكون كلامي كله، عن أمور حدثت فعلاً أو عن حالات قد تحدث لاحقاً.

4-ما مدى دقة الاحاديث التي تقول إن الحركة السلفية أو الحركات اﻹسلامية ترمي إلى تغيير معلم طرابلس لتحصرها في أطار “إمارة”؟

طرابلس هي قلعة المسلمين، تماماً كما الجنوب خزان الشيعة، وكما زحلة هي عاصمة الكثلكة، لا يعيبها هذا الإسم، ولا يعني أنها قلعة المسلمين فيجب أن تكون معادية لأي طائفة أخرى … بل على العكس فالمدينة فتحت أبوابها لكل الطوائف على مر الأزمان والعصور، وهناك الكثير من المناطق التي تسمى بأسماء مسيحية كالمطران وشارع الكنائس ومنطقة الراهبات وغيرها، والكنائس في طرابلس، تشهد لهذه المدينة تعايشها مع الجميع.  ولا أظن أن طرابلس تصلح لتكون إمارة، لا يمكن أن تقتطع منطقة من دولة وتسميها إمارة، فمصدرها المائي والكهربائي والمالي والتنقلات والاتصالات وغيره، كلها من خارج طرابلس، فكيف يمكن إعلان إمارة وهي لا تملك مقومات العيش على الأقل.

 5-إلى أي مدي يمكن للكوميديا أن تغير الصورة عن طرابلس كـ”بعبع”؟

لن أجيب إلى أي مدى يمكن أن تغير، بل سأجيب إلى أي مدى غيّرت فعلاً، إذا صح اللفظ أو التعبير،  فما نقوم به سواء أكان إسمه كوميديا أو تراجيديا أو أي إسم آخر، ما يمكنني أن أسميه، زرع البسمة ورسمها على وجوه الغير، فما أجمل من أن تكون صورتك لدى البعض، مدعاة للابتسام، وما أجمل أن يبتسم كل شخص يلتقي بك، ما أجمل كل ذلك أن يحدث، بعد أن كانت صورتنا كملتزمين ولحية وعباءة، تقلق وترعب هؤلاء الناس، بالتالي يمكننا الحديث عن تغيّر في الصورة فعلياً وليس مجرد قول أو بروباغندا اعلامية.

6-ما رأيك في الاعتداء على 3 رجال في التبانة بسبب إجهارهم باﻹفطار؟

القاعدة الشرعية تقول، من كان له عذر شرعي للإفطار، فليستتر، لا فلينفجر !! من كلف أي شخص ليكون الحاكم بأمر الله، على الأرض؟؟ على افتراض أن هذا الشخص أفطر متعمداً، فحكمه شرعاً أنه عاصٍ إلا إذا أنكر فريضة الصيام، فهذا موضوع آخر، ولكن هل يمكن قتل شخص أو تفجيره بسبب معصية؟؟ أي شرع يبيح هذا الأمر؟؟ هذا إذا سلمنا أن من قام بهذا العمل قام به لدافع ديني، فربما يكون طابور خامس أو جهة تريد تشويه صورة الاسلاميين، ولكن وبجميع الأحوال، هذا العمل مدان شرعاً وأدباً.

7-هل يحد الدين بشكل أو بآخر من طموحك في مجالات أخرى؟

لا أحبذ استخدام الدين بصفة يحد أو لا يحد، الدين في حياتنا يجب أن يكون كالنظارة الملونة، فأنا لو وضعت نظارة سوداء، سأجد الدنيا كلها سوداء، مهما كانت ألوانها الأساسية، وكذلك لو وضعت نظارة حمراء، سأجد الدنيا كلها حمراء، قياساً على ذلك، أنا أضع نظرة إسلامية، فأرى كل الدنيا إسلامية، بمعنى أنني أجعل كل أموري لله وفي سبيل الله، يمكنني أن أمرح وأضحك أو ألعب وأن أعيش حياتي بشكل أكثر من طبيعي، كلماتي تحركاتي أفعالي، كل ما أقوم به، أسخره في سبيل ديني وأقوم به من منظور إسلامي، وبالتالي الإسلام لا يحد من أي طموح.

8- كلمة أخيرة؟

كلمتي الأخيرة، هي الشكر، لله أولاً على ما أكرمني به من انتشار وقبول لهذا المقطع، ثم لموقع جنوبية، لكونهم أول من قام بنشر المقطع  وكانوا السبب في كل ما وصلت إليه، وأتوجه أيضاً بالشكر، للشيخ نبيل رحيم  الذي شجعني ووافقني على القيام بالخطوة، والسيد معتز سلوم، الذي اختارني لأقدم هذه الفقرة، والأخ زكريا الأوسطة داعمي الدائم ومرافقي في كل خطواتي، وختاما، كل الشكر لزوجتي، التي أرهقتها خلال تدريباتي على المقطع .

السابق
المياومون يقفلون صالة الزبائن داخل مؤسسة كهرباء لبنان
التالي
عن يومياتنا العربية: لقد ألِفنا الجحيم فعلاً