عيناثا لم تقل كلمتها.. ونسف الثقافة يلغي المقاومة

عيناتا
ردّا على خطاب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، وردّا على افتتاح "منتدى ثقافي" في عيناثا، ردّ أحد وجهاء البلدة بهذا المقال الذي أرسله إلى "جنوبية"، فننشره بالحرف: "أيعقل في محفل الأدب والشعر والفقه والثقافة ألا تقول عيناثا كلمتها وتنطق الألسن في افتتاح المنتديات، بتاريخها الحافل بالأسماء البارزة والمساهِمة في نهضة جبل عامل ولبنان؟ لقد كانت حرقة في القلوب التي ترعرعت وشبّت على سماع أناشيد الشعر والجهاد والمقاومة أن يُختصر تاريخ البلدة بهذه العجالة وإبراز شخصيات كانت للأمس القريب في الجو المعادي للمقاومة". (التتمة في الداخل)

أيعقل في محفل الأدب والشعر والفقه والثقافة ألا ثقول عيناثا كلمتها وتنطق الألسن في افتتاح المنتديات، بتاريخها الحافل بالأسماء البارزة والمساهِمة في نهضة جبل عامل ولبنان؟

لقد كانت حرقة في القلوب التي ترعرعت وشبّت على سماع أناشيد الشعر والجهاد والمقاومة أن يُختصر تاريخ البلدة بهذه العجالة وإبراز شخصيات كانت للأمس القريب في الجو المعادي للمقاومة. فكيف تُبنى أسس الثقافة والأدب على هذا الاستخفاف والانتقاص والتشويه والتركيز على المظهر، دون الفعل الإيجابي للثقافة في تأصيل الذات بربطها الفاعل بتاريخها عبر تسليط الضوء على رموزها الذين قضوا حياتهم وأفنوا أعمارهم في خدمة جو المقاومة وتخريج مجاهديها.

العرفان بالجميل ليس منقصة من أحد. إنّه الانطلاقة الواعية لأيّ ثقافة تريد التأسيس فعلاً لأرضية المقاومة والعطاء، وأي عمل خارج هذاالإطار ما هو إلا مساهمة خاطئة للأسف في جلب الأذى لجو المقاومة بالعمل على تعليب ونسف أرضيتها الثقافية والتاريخية المرتبطة بهويتها الأصيلة.
فعملية استلاب التاريخ وإفراغ الذاكرة الفردية والجماعية من محطاتها ورموزها يمعن بشكل أو بآخر في تهميش كلّ فعل حضاري وثقافي وإنساني، ويخلق هوّة كبيرة بين الذات بكل أبعادها وبين فعلها المقاوم. وهذا له انعكاساته على المدى المتوسط والبعيد لجهة تغريب الذات المقاومة.

إن تنقية القلوب والنوايا من عناصر ثبات الفضاء الثقافي لأيّ بيئة، وعكس ذلك من إقامة المظاهر الفارغة من كلّ مضمون، يجدر به أن يجذِّر ويؤسس لهوية المقاومة الفعلية البعيدة عن لغة كلّ الحسابات مهما كان نوعها حفاظا على استمراريتها وحيويتها وفاعليتها. وهذا ما يحمي المقاومة وتاريخها الذي يفترض أن يُصان من كلّ انحراف وتشويه ورأفة بالثقافة النابعة من جبل عامل الأشمّ والمقاوم الذي يأبى إلا أن ينتصر للحقّ والحقيقة التي دفع من أجل إعلاء كلمتها الكثير على مذبح الكلمة والشهادة.

السابق
الجمهورية : القوات ترشح جعجع وحزب الله: الترشيح انطلق من معراب وسيبقى فيها
التالي
حروب الآخرين في سوريا