الجمهورية : القوات ترشح جعجع وحزب الله: الترشيح انطلق من معراب وسيبقى فيها

إنحسار الوضع الأمني في طرابلس والبقاع الشمالي وسائر المناطق دفع الوضع الرئاسي إلى الواجهة، باعتباره الاستحقاق الدستوري-السياسي الأبرز في هذه المرحلة، وإذا كان ترشيح رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع شكّل الحدث الأبرز أمس وعلى امتداد الأسبوع المنصرم، فإنّ 8 آذار، وفقَ مصادر بارزة في هذا الفريق، قالت لـ”الجمهورية” إنّها “تتحضّر للردّ على خطوة جعجع، بغية استرداد المبادرة الرئاسية ووضع الكتل النيابية أمام مسؤوليّاتها، والتسريع في العملية الانتخابية”، وكشفت عن “مشاورات مكثّفة بقيت وراء الكواليس، كما عن خطوات ستقدِم عليها قريباً”. إلّا أنّ انحسار المواجهة الرئاسية بين أقطاب فريقي النزاع دفعَ المرشّحين المستقلين إلى انتظار ما ستؤول إليه نتائج هذه المواجهة التي ستنتهي، بالنسبة إليهم، إمّا بانتخاب رئيس في الجولة الأولى أو الثانية، أو الذهاب إلى خيارات رئاسية بديلة في الجولات اللاحقة.

وسط أجواء من التهدئة التي تخيّم على الساحة منذ ولادة الحكومة، والمرشّحة أن تمتد مفاعيلها في المرحلة المقبلة، بعدما ظلّلت مناقشات جلسات مجلسي الوزراء والنواب، وفيما الخطة الأمنية تسير قدُماً في طرابلس وتنتظر ساعة الصفر لتنطلق في البقاع، وعلى وقع الدعوات الدولية والعربية والمحلّية إلى إنجاز الإستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري، يقفل الأسبوع السياسي على ترشيح حزب “القوات اللبنانية” رئيسه سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، مفتتحاً بذلك السباق الى قصر بعبدا، في خطوة تستبق موقف فريق 14 آذار عموماً وتيار “المستقبل” خصوصاً، في وقت نفى جعجع أن يكون ترشيحه بمثابة خطوة استباقية لاختيار 14 آذار، مُبدياً استعداده للانسحاب لمصلحة مرشّح غيره إذا اختارته هذه القوى.

وكان السباق الى قصر بعبدا انطلق امس من معراب مع إعلان “القوات” بالإجماع، بعد اجتماع الهيئة التنفيذية، ترشيح جعجع لانتخابات رئاسة الجمهورية.

وقال بيان الهيئة التنفيذية الذي تلاه نائب رئيس الحزب جورج عدوان: “إنطلاقاً من المبادئ الوطنية وثوابت القوات و14 آذار، ووسط حال من الفوضى والعنف وتمادي السلاح غير الشرعي والحاجة لصدمة إيجابية تستعيد عبرها الدولة هيبتها، والرئاسة الأولى موقعها، كضمانة للجميع بوجه المخاطر، تقرّر ترشيح جعجع بالإجماع من قبل الهيئة للرئاسة”.

وأكّد جعجع الذي سيعلن برنامجه الإنتخابي في 15 الجاري، حسبما أعلنت عقيلته النائب ستريدا، أنّ ترشّحه لرئاسة الجمهورية “ليس لقطع الطريق على أحد، بل هو محاولة جدّية للخروج من الأزمة”، رافضاً اللجوء مجدّداً إلى اختيار رئيس توافقيّ، باعتبار أنّ الرئيس المقبل يجب أن يكون حاسماً في موافقه.

وتعليقاً على ترشيح جعجع، إكتفت مصادر قريبة جداً من “حزب الله” بالقول لـ”الجمهورية”: “إنّ ترشيحه لم يعنِ لنا شيئاً، ونحن نرى أنّه انطلق من معراب وسيبقى في معراب”.

السابق
الأخبار: ضغوط أميركية جديدة على حزب الله
التالي
عيناثا لم تقل كلمتها.. ونسف الثقافة يلغي المقاومة