الجمعيات النسائية في لبنان: حصان طراودة ذكوري للمال والجاه

نساء
القاعدة في الاحزاب الشمولية والكُليانية تحشد القاعدة لوقت الضيق.. للاحتفالات، للمظاهرات، للاستنكارات، وكذلك تفعل نساء الجمعيات النسوية، والخيرية، والاجتماعية. فهذه الجمعيات قوامها النساء وقاعدتها النساء ولكن رأس الهرم رجل او زوجة رجل لم يمنح هذه المرأة اي حق من حقوقها الانسانية.

تنتشر في لبنان 825 جمعية نسوية. لكنّها ليست جميعها فاعلة. ويتخذ العمل فيها نوعان: تطوعي فردي، وتطوعي مؤسساتي. وتنتشر في العالم العربي مؤسسات وجمعيات أهليّة تساهم في أعمال تطوعيّة كبيرة لخدمة المجتمع، للمرأة دور كبير فيها، حيث تبذل جهدا ووقتا.

فللمرأة دورها العظيم في العمل الخيري لما تحمل من سمات شخصية ونفسية وعاطفية، وللعاطفة التي تتسم بها تجعلها قادرة على التعامل مع الحالات الاجتماعية الحساسة كالايتام، لذا بادرت بعض الجمعيات الاجتماعية الى إنشاء لجان نسائية.

ورغم تميّزعمل المرأة في العمل الخيري من حيث رعاية المحتاجينوالأيتام، وجمع التبرُّعات، وإقامة الأسواق الخيرية، ومهرجانات الطفولة والأمومة، وغيرها من الانواع والاشكال الا ان دورهالا زال محدودًا.

وفي حين ان المرأة في الدول الغربية تقوم بالعمل الإغاثي في الدول الاجنبية المنكوبة من خلال منظماتها الخيرية، فإن أكثر من ثلثي القوى العاملة في المنظمات الخيرية الأميركية هي من النساء، و50% من المتطوعين من النساء. وأشارت بعض الإحصاءات في الولايات المتحدة الاميركية أن 70% من العاملين في العمل الخيري من النساء. ومعظم هؤلاء العاملات من ذوات الشهادات العليا والمناصب القيادية. من هنا المنظمات الخيرية الغربية تستثمر الطاقات والقدرات النسائية بشكل فعَّال في العمل الخيري والتطوعي، وتقدم للعاملات الرواتب العالية والإمكانات البشرية والمعنوية، ما يعينهنَّ على الانطلاق قُدُمًا في تطوير العمل الخيري.

اما في لبنان فالجمعيات الخيرية لا تقلّد الاميركيين والأوروبيين، ولا تعمل على إطلاق قدرات المرأة وطاقاتها الفكرية والاجتماعية والإبداعية. رغم ان العمل الخيري في لبنان يحتاج إلى جهود وقدرات وطاقات كل فرد. بل ان الجمعيات الخيرية تسلم القيادة لسيدة مجتمع بارزة، غالبا ما تكون زوجة رئيس او مسؤول، وتعمد الى تنسيب العديدات لحضور الاجتماعات والندوات.. لدرجة ان بعض العاملات لا يؤمِنّ بما تنادي به جمعياتهن. وتتولى الجمعيات الخيرية فتح مستوصف لها في احد الاحياء الشعبية لتبتز نسوة الحيّ في حضور بعض الندوات التي يكون فيها الممول الاوروبي موجودا.

وما يلفت ان هذه الجمعيات ليست الا عبارة عن فطور صباحي وافطار رمضاني وعيد الصليب وعيد الشكر.. وغالبا ما تعنّف النساء الفقيرات اللواتي يقصدن الجمعية. لكنّ الاشكالية الكبيرة تقع في ان يكون رجل واحد مسؤولا عن الجمعية، التي قوامها النساء، والمطالب نسائية والمشاكل نسائية..

فلماذا تهدر الطاقات النسوية باشراف وقيادة رجل. وغالبا ما تسلّم الجمعيات الحقوقية – اي التي تتولى المناداة بحق المرأة في الجنسية او مناهضة العنف – القيادة اما لمتصابية او لرجل لا يشعر مع النساء الفقيرات، في حين انّ القاعدة العريضة لكل الجمعيات هي من النساء وليس اي نساء بل الفقيرات، والمتوسطات التعليم، والمحتاجات للمساندة الحقوقية والمادية والمعنوية.

القاعدة في الاحزاب الشمولية والكُليانية تحشد القاعدة لوقت الضيق.. للاحتفالات، للمظاهرات، للاستنكارات، وكذلك تفعل نساء الجمعيات النسوية، والخيرية، والاجتماعية. فهذه الجمعيات قوامها النساء وقاعدتها النساء ولكن رأس الهرم رجل او زوجة رجل لم يمنح هذه المرأة اي حق من حقوقها الانسانية.

فكما تلعب الاحزاب دورها في تهميش القاعدة من خلال القرار القيادي او القرار الشرعي، كذلك تلعب الجمعيات الدور نفسه في تهميش المرأة. ولم يكن موقف نوال السعداوي مؤخرا، النقدي للرأسمالية والاسلاموية المُسيء للمرأة، خارج اطار الواقع الذي تعيشه وعدم تغيّره رغم الانقلابات والثورات والشعارات البراقة.

السابق
مفتي صيدا: المرحلة تحتم مزيدا من الحوار نترجمه بالفعل وليس بدعوات فارغة
التالي
استمرار التحقيقات الأولية مع الأطرش ودفتردار