المفتي سوسان: نظام لبنان طائفي لا مواطني

محمد سليم سوسان
إحدى مشاكل لبنان الأساسية تكمن في نظامه السياسي القائم على الطائفية لا على المواطنية، بالإضافة إلى ارتباط وضعه بالواقع الإقليمي مما يعمق أزمته. هذا ما قاله مفتي منطقة صيدا الشيخ سليم سوسان لـ"جنوبية" عند سؤاله عن الوضع اللبناني.

قال مفتي منطقة صيدا الشيخ سليم سوسان في حديث لـ”جنوبية” إنّ لبنان ليس جزيرة في وسط البحر، بعيدة عن الأوضاع الإقليمية والدولية. فإن قراءة حقيقية لأوضاع المنطقة والاستحقاقات الكبيرة المتوقعة تجعل من الوضع اللبناني معقداً يعاني من النتائج السلبية أو الإيجابية الناتجة عن التطورات العربية وخصوصاً في سورية.
وأضاف: وعلى رغم كل ذلك، تبقى القضية الفلسطينية هي الأساس والمركز، وتطور أوضاع المنطقة يسير باتجاه تطورها. أما على الصعيد اللبناني فإن العام المقبل عام 2014 سيكون عام الاستحقاقات الكبيرة، انتخاب رئيس الجمهورية، الانتخابات النيابية، المحكمة الدولية، بالإضافة إلى انتخاب رئيس سوري جديد. في مواجهة كل ذلك يعيش لبنان في إرباك سياسي كبير، بسبب نظامه السياسي القائم على الطائفية، وبحساسية تركيبته الاجتماعية والديموغرافية، وما يشهده من شحن مذهبي وطائفي وخطاب فتن من هنا ومن هناك. كل هذا الوضع يحتاج إلى تضافر الجهود الصادقة والمخلصة من أجل بقاء كيانه واستمرارية وجوده.
بعد صمت لحظات، استطرد المفتي سوسان قائلاً: يجب أن نذكر ما يتحمله لبنان من أعباء أمور النازحين السوريين وتأثيرهم على حياته السياسية والاقتصادية والمعيشية.
وعن مستقبل البلد، رأى سوسان “إن هذا اللبنان الرسالة، في تعايش أبنائه وفي وفاقه وتثبيت سلمه الأهلي، “واستصرخ الآن النخبة والمثقفين والسياسيين ورجال الدين من جميع الطوائف أن يعملوا من أجل وحدته ووحدة شعبه ومؤسساته. وإذا كان ما قد تم توصيفه سالفاً صحيحاً، فإني أعتقد أن الأيام القادمة ستكون صعبة وعلى اللبنانيين أن يثبتوا أنهم جديرون بهذا الوطن. ويختم سوسان: في ظل هذا النظام الطائفي يتحمل رجال الدين من جميع الطوائف مسؤولية كبيرة وعليهم دور أساس في نشر الثقافة الإيمانية والوطنية والقيم الحميدة والارتقاء بالوطن، وأن يذكروا أنهم كلهم للوطن في نشيدهم وليس الوطن لهم بمصالحهم وكأن قطعة جبن يتقاسموها.

السابق
كفروة… الغارقة في سكونها المميَّز
التالي
أندية العرقوب (2): إفلاس وسياسة ونشاطات صورية