حسين سعد: الجنوب اليوم آمِنٌ أكثر من قبل

حسين سعد
يعمل في الاعلام المرئي (قناة الجديد)، والمسموع (صوت الشعب)، والمكتوب (جريدة السفير) منذ ربع قرن تقريبا على صعيد منطقة الجنوب من خلال تغطية الاوضاع السياسية، والعسكرية، والاجتماعية، والأمنية للمنطقة. ويعمل ايضا كمراسل حرّ لوكالة رويترز. هو الزميل حسين سعد، الذي يرى أنّ "الوضع الداخلي ليس وليد الساعة. والازمة ليست وليدة الساعة أيضا". ويعتبر أنّ "اللبنانيين يتعايشون مع الأزمة ويتكيّفون معها" وأنّ "الصراع اللبناني الداخلي سببه أن أطرافه صار لديها أكثر من أب".

“الأزمة تزداد سوءاً نتيجة عوامل عدة. والأوضاع غير خافيّة على أحد وخاصة تبعيّة معظم الافرقاء الأساسيين بالبلد، وهذه التبعية تفرض على الوضع ارتفاع مستوى الازمة، اضافة الى الوضع في سوريا، وتداعيات اغتيال الرئيس الحريري. فكل عمليات الترقيع لم تستطع دفن الخلافات حيث برزت الخلافات المذهبية ايضا. ولم ينطف هذا الجمر بل غذّاه الوضع في كل من العراق واليمن وغيره من مناطق الاشتباك السوري- الإيراني والسعودي الأميركي”، يقول الإعلامي حسين سعد في حديث خاصّ لـ”جنوبية”.

ويتابع معلّقاً: “كل حزب لبناني يتبع منظومة خارجية، ونحن نشكّل امتدادا لكل أزمة. وهوأخطر ما يواجه لبنان لانه لم يستطع أحد من الافرقاء ان يرسم خارطة طريق. وهذا ان دلّ على شيء فهو يدل على طبيعة النظام،حيث اننا لن نصل الى بلد سويّ طالما ان النظام السياسي في لبنان قائم على التبعيّة، وعلى المذهبية والطائفية والمناطقية”.

أما بخصوص استحقاق الرئاسة فهذا ليس آخر المطاف: “لأنه حصلت هزات كبيرة ولن يكون أمرا مفصليّا بالنسبة للبنان، ولبنان متعايش مع أزماته، وقد مرّ عليناعشرةأشهر تقريبا بلا حكومة،علما ان المجلس النيابي مدّد لنفسه ولم يحصل شيء”.

وعن قدرة اللبنانيين على الصبر، يقول: “نحن نتعايش مع الأزمة ونتكيّف معها. وثمة فرق بين الشعار والممارسة. فالصراع مع إسرائيل مستمر وليس كما يتهم البعض المقاومة انها تعمل لصالح أمن واستقرار إسرائيل. وهناك مسؤوليات بالمعنى العام وأحياناً ثمة وقائع لا تخدم الفريق السياسي الذي يواجه العدو”.

“وبالتحليل للموقف، نرى ثمة اعتبارات يأخذها الاطراف بعين الاعتبار. ففي العام 2006 كان القرار بالحرب جريئا، وكان الحدث مبررا للعدوان، ونحن عاطفيا مع استرجاع هؤلاء الاسرى مهما كان الثمن”.

وردا على سؤال حول الهدوء الذي يعمّ الجنوب منذ 2006، يقول: “إنه نتيجة تفاهمات، وحزب الله معنيّ بالتفاهمات، وهذه التفاهمات تمت باسم الحكومة اللبنانية وكان الحزب موافقا على بنود القرار 1701. إنه نوع من البراغماتية السياسية، وليس من مصلحة أحد ان يفتح حربا الان مع اسرائيل”.

وحول التصعيد الكلامي الإسرائيلي الأخير، قال: “تصريحات إسرائيل بالحرب ليست سوى تصعيد اعلامي لأنه لا مصلحة لأحد أن يفتح معركة. ففي العام 2008 والعام 2012 تغيرت المعادلة. وصارت اسلحة المقاومة عبارة عن ميزان رعب، وثمة توازن رعب بين المقاومة واسرائيل. وأنا كمراسل ميداني أرى أن الواقع على الأرض مضبوط. فمنذ 2006 العدو الاسرائيلي لم يعد يريد فتح جبهة وليس من مصلحة الحزب ذلك ايضا لان الوضع في البلد سيئ جدا، وله الكثير من المبررات منها انه يريد “ترييح جماعته”. وبرأييّ الحزب لم يبادر يوما الى فتح أية حرب مع اسرائيل، ودائما كانت مقاومته دفاعية لاهجومية”.

وبالنسبة للسوريين وأزمة اللاجئين وتأثيرها على الوضع الداخلي، يرى سعد: “ان الازمة لها انعكاساتها على كل المستويات، وهذا الضرر يطال أصغر البلاد التي- وبالصدفة-كانت على الحدود الجغرافية لسوريا”.

ويضيف: “اعتقد ان الصراع اللبناني الداخلي سببه انه كان هناك أب واحد لكافة المراجع السياسية في لبنان، ولكن الآن الأطراف الداخلية صار لديها اكثر من أب،ودخل الخيار السعودي على الخط حيث تقلّص النفوذ السوري، وجاء النفوذ الايراني ليفرض نفسه أيضا”.

وختم سعد: “وعلى مستوى الجنوب ليس هناك قرع لطبول الحرب، وانما نعيش الآن الحرب الناعمة التي تتمثل باعتبارات ينفذّها الاسرائيلي ولم يتبنها بشكل واضح. وأهم حرب قامت بها المقاومة مؤخرا كانت( طائرة أيوب) وهو مستوى متطور من المقاومة على مستوى الوطن ككل”.

السابق
الحرية بين الإسلام والفلسفة الوجودية
التالي
دورة كرة القدم في النبطية