عوارض التفجيرات: سكان الضاحية محبوسون في منازلهم

الضاحية
فيما تنتشر بين المواطنين شائعات عن السيارات المفخخة تعيش منطقة ضاحية بيروت الجنوبية حالة غير مسبوقة من الهدوء في شوارعها. إذ بات السكان يتجنبّون النزول إلاّ للضرورة القصوى. من جهة ثانية، تشهد المنطقة إجراءات أمنية مشددة من قبل أمن حزب الله، تحسبا لأي هجوم انتحاري قد يقع من جديد على المدنيين.

يشكل انتقال السيارات المفخخة والانتحاريين الى الضاحية الجنوبية حالة جديدة مثيرة للرعب، ووصول هذه السيارات الى منطقة تتخذ منذ سنوات طابعا أمنيا محصنا، وفقا لمقولة خصوم حزب الله: “دولة ضمن دولة”.. يعني وجود جهات محترفة خبيرة تقف خلف هذه الاعمال.

استطاعت تلك الجهات ان تحقق بعضا من أهدافها عبر خرق إجراءات حزب الله المشدّدة أمنيا في الضاحية، ما استدعى اجراءات استثنائية تماشياً مع الظرف الحالي. إلاّ أنّه ومنذ يومين والضاحية تعيش حالة من الهدوء الحذر. فمعظم الشوارع الفرعية اقفلت ولحظ تواجد كثيف لعناصر من الحزب برفقة كلاب بوليسية. ما أخاف الناس أكثر على اعتبار أنّ المشهد “ينذر بوجود خطر أكيد”.

ربما تصدق الاشاعات التي تم تبادلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف، وتكون الإجراءات المتزايدة بهدف البحث عن سيارة مشتبه بها. الامر الذي ادى الى زحمة سير خانقة نتيجة لاقفال بعض الطرق الرئيسية والفرعية. إلا ان هذا الامر لم يعد مستغربا إذ بات سكان الضاحية ضحايا شائعات يوميّة عن تفجيرات وسيارات مفخّخة، بلغت ذروتها في الأيام الأخيرة، بعد تداول بيانات كاذبة، عن وجود قائمة بأسماء وأرقام سيارات مشتبه بها.

هذا الواقع يرخي بضغط نفسيّ كبيرٍ على بعض السكان، وتجعلهم أمام خوف زائد ينعكس على تحركات الناس وسلوكيات خروجهم من المنازل ومشاويرهم اليومية، التي باتت مختصرة على التنقلات الاساسية وعند الحاجة. فهاجس السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة يتعاظم ويؤثر على حركة المواطنين في الضاحية بشكل خاص ولبنان بشكل عام، فباتت كل الحركات محسوبة مسبقا ومحددة.

السابق
أحبّ لهجتي الجنوبية.. وأريد دخول التلفزيون
التالي
أيّ ألمٍ بك يا فاطمة النشّار؟