إنت مين؟ كوني نفسك لا زوجة فلان أو أخت علان

الزواج
بغمضة عين تنتقل الشابة من عائلة الى اخرى بمجرد ارتباطها بشخص آخر دون أي معاناة ادارية أوقانونية. هكذا، وبتقليد أعمى، تغيّر المرأة في لبنان كنيتها لا لسبب محدد، بل كتقليد لعادة غربية كما هو حال معظم ما درجنا عليه في التقليد. لكن ما بال النسويات؟ ولماذا يعمدن الى هذا الفعل أيضا؟

نايلة معوض، ستريدا جعجع، رندة بري، وفاء سليمان، اندريه لحود، صولانج الجميل، نازك الحريري… هذا نموذج صغير جدا لنساء سياسيات، واعلاميات، وطبيبات، وعاملات في القطاع النسوي ألغين اسماء عائلاتهن ونسبن أنفسهن الى عائلة الزوج.

ثمة نموذج آخر اضاف اسم عائلة الزوج الى اسم العائلة مثل: أماني كبارة شعراني، إقبال مراد دوغان، جمال هرمز غبريل، وفاء الضيقة حمزة …

وثمة نماذج ابداعية اكثر اخترعها الاعلام العربي لزوجات المسؤولين، مثل سوزان حسني مبارك، وفاء ميشال سليمان، منى الياس الهراوي، سامية علي حسن خليل، مارلين أسعد حردان، ريما سليمان فرنجية. وكأنها هنا ابنة زوجها وليست زوجته.

واحتفظت أخريات باسماء عائلاتهن ولم يغيّرنَه لاسباب اما نسوية او لان اسم عائلة السيدة له صدى أقوى، مثل جيلبيرت زوين، رباب الصدر، دلال البزري، منى فياض، وغيرهن.

في حادث لافت، رفضت احدى الطبيبات النسائيات تسجيل اسم احدى مريضاتها على البطاقة الطبيّة رغم ان المريضة مسجلّة في الضمان الاجتماعي على اسمها دون اي اضافة. وقد اعلمتها المريضة ان ذلك يعرّض المعاملة للإتلاف. لكن الطبيبة عاندت مريضتها قائلة ان هذا نظام المستشفى. وهو نظام اميركي على ما يبدو من الاسم. من هنا يرى البعض ان هذه العادة ليست الا تأثرا وتقليدا حئنا به من الغرب.

في حين يعزو البعض هذه الظاهرة الى ارتباط المرأة بالمجتمع الذكوري الذي يرى ان الوصاية على المرأة تنتقل من الاب الى الزوج. ومن المعروف ان سيدات المجتمع الراقي تتعمدن اضافة اسماء عائلات ازواجهن الى جانب اسماء عائلاتهن الأصلية، ما يُعتبر تهميشا لها ولعائلتها. وهذا طبعا يقع ضمن الثقافة الذكورية، بحيث ينتقل الانتماء من ابيها الى عائلة زوجها، لأن الاصح هو نسب البنت لابيها. ويعيد البعض هذه العادة الى اعتباره اشعارا للغرباء الى انها متزوجة من الشخص العلاني. غير ان المرأة ليست ملزمة اطلاقا ان تضيف اسم زوجها الى اسمها.

لكن الغريب استبدال اسم العائلة باسم عائلة الزوج من قبل من يتعاطين العمل النسوي، وهذا يُشكل تساؤلا حول ما اذا كانت النسوية تساهم في الغاء الهوية الذاتية للمرأة أيضا؟

في لبنان لا يقتصر الامر على الإضافة الشفهية، بل يتعداها الى جواز السفر وبطاقة الهوية. مع انه من الاصح ان تحمل المرأة اسم عائلتها فقط، غير ان الاجراءات القانونية تطلب اسم الزوج لإضافته في اوراق الزوجة، فتضع اسم عائلة الزوج بعد اسم عائلة الزوجة.

وما يجري في مجتمعنا ما هو الا اتبّاع للموضة، فالخطأ من المرأة نفسها. إذ ليس منطقيا الا تحتفظ المرأة باسم عائلتها التي ربتها وتعبت عليها وعلمتها وزوّجتها.

والانكى من ذلك نرى ان هذه المرأة اذا كانت متزوجة من عائلة كذا وطلقت وتزوجت بآخر تحمل اسم عائلة زوجها الجديد. فهل هي ماركة مسجلة باسم الزوج؟

نرى مثالا اسلاميا عن زوجات النبي محمد اللواتي احتفظن بأسماء آبائهن مثال خديجة بنت خويلد، وعائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر، وصفية بنت حُيي اليهودي.

في تعليق للاعلامية منى سكرية حول الموضوع قالت لجنوبية: “انا ضد ان يُضاف اسم عائلة الزوج الى اسم الزوجة لان اسمها لها وليس له علاقة به. اضافة الى انني لست مع الالقاب، خصوصا في مجال الابداع. ورفضي ليس من باب العائليّة، لانني مع الانسان طالما انه انسان كامل، فاسمها لها، ولكن هذا التغيير طال كل شيء حتى الشكل. فلم يعد شكل نسائنا حقيقيا، ولم تعد وجوههن وجوه، ولا أشكالهن أشكال!!”.

وتؤكد سكرية فتقول: “لست مع الإضافة كما قلت، لان اسمي هو اسمي الى الابد، وهو نوع من الاستقلالية. الا ان البعض يلجأن الى نسب أنفسهن الى عائلة الزوج للاستفادة والاستغلال. ولكني اقول لكل من تقوم بذلك: إنت مين؟، كوني أنت نفسك، لا زوجة فلان او أخت علان”.

السابق
إرتفاع عدد الوفيات بفيروس “كورونا” في السعودية الى 57 شخصا
التالي
قاسم هاشم: موضوع الحكومة أصبح ضرورة في ظل الوضع الذي يعيشه البلد