رشا أبو زكي: وصار الاقتصاد محور حياتنا

المحللة الاقتصادية رشا ابو زكي
"انطلقت في عملي الصحافيّ عام 2003. قبل ذلك كنت اكتب في مجلات شبابية، وكنت قد حصدت التشجيع من اساتذتي في الثانوية من أجل الدخول الى كلية الاعلام"، تقول رشا أبو زكي، التي حصلت على "جائزة الصحافة العربية المتخصصة للعام 2013، والتي لا تخلو من "شرش" جنوبيّ.

“انطلقت بعملي الصحفيّ عام 2003. فقبل ذلك كنت اكتب في مجلات شبابية، وكنت قد حصدت التشجيع من اساتذتي في الثانوية من أجل الدخول الى كلية الاعلام”. هذا ما بدأت به رشا ابو زكي -أصغر محللة اقتصادية في لبنان- حديثها لـ(جنوبية) فتقول:” بدأت (ستاج) في جريدة النهار في صفحة عدل والصفحة الثقافية. وكنت لا زلت في الجامعة، وبسبب وجود نقص في القسم الاقتصادي في جريدة البلد قدمت طلبا، بعدما خضعت لتدريب في القسم الاجتماعي والسياسي على مدى 8 اشهر. بداية كان الإختصاص صعبا عليّ، لان الاقتصاد ليس من ضمن الوعي الجماعي للمجتمع اللبناني كحال السياسة، وبقيت في البلد حتى العام 2006″.

وتتابع حين بدأت جريدة “الاخبار” في اختيار موظفيها عام 2006 انضمت رشا الى القسم الاقتصادي: “وبقيت حتى العام 2012 الى ان انطلقت جريدة المدن الالكترونية حين تسلمتُ رئاسة القسم الاقتصادي فيها”.في العام 2003 بدأت فترة تدريبية في جريدة النهار في صفحة عدل والصفحة الثقافية. وكانت لا تزال تدرس في الجامعة اللبنانية حين توظفت في جريدة البلد بالقسم الاقتصاد في العام 2003 بدأت فترة تدريبية في جريدة النهار في صفحة عدل والصفحة الثقافية. وكانت لا تزال تدرس في الجامعة اللبنانية حين توظفت في جريدة البلد بالقسم الاقتصادي

تساهم في اعداد بعض الدراسات الاقتصادية والاجتماعية مع كل من الدكتور فواز طرابلسي، والدكتور كمال حمدان. كما عملت في برنامج إعداد برنامج “كلام الناس” الذي يذاع على المؤسسة اللبنانية للارسال لمدة سنة ونصف كمعدة تقارير اقتصادية: “أهمّ حدث بالنسبة لي كان فوزي بجائزة الصحافة العربية في الصحافة المتخصصة لعام 2013”.

وعن محيطها وبيئتها القريبة، تقول ابو زكي: “نشأت في عائلة لا تعرف التفرقة بين الاديان. ولم يكن الزواج المختلط بين أمي وأبي سبباً لأن أصبح لاطائفية، وإنما السبب هو فكرهما الانساني واليساري الذي تفهم كل التقلبات الفكرية التي مررت بها خلال مراهقتي وخصوصاً أنني تأثرت بالجو الديني في مدرستي الخاصة، وكنت على وشك التزام الحجاب، اعتقاداً مني أن هذا الموضوع سيكون تمرداً على جو عائلتي، ففوجئت بأمي وأبي يقومان بالتقاط صوري خلال ممارستي الصلاة، وأصبحا يطلقان عليّ لقب “الحجة”، والتزما بكل الممنوعات المستوحاة من الدين التي فرضتها عليهما في المنزل، فكان لذلك تأثير كبير عليّ لكي أعود عن حالة التمرد المراهقة”.

تنتمي رشا اليوم “الى الخط الانساني وأشبه الاكثرية الصامتة في لبنان، علما انه لا قدرة لهذه الاكثرية على تمثيل نفسها في السلطة القائمة، ولا مجال لها للافصاح عن ميولها. بل ان الصمت هو تعبيرها الوحيد”.

وتعول ابو زكي على العامل الاقتصادي بشكل كبير، فتقول: “بدأتُ العمل باكرا من أجل الاستقلالية المادية لان والدي قال لي يوما ان القوة مصدرها القدرة الاقتصادية. والاستقلالية تتطلب استقلالا ماديا. وقد كونت وجهة نظري الخاصة نتيجة قراءاتي الخاصة. وقد شجعني اهلي على القراءة كونهما يحبان المطالعة، وكان لمدرستي الرسمية الفضل أيضاً في تدعيم وجهتي هذه، فقد كونت فيها خياراتي لأنّه في هذه المدارس نجد كل التوجهات السياسية الموجودة في المجتمع”.

وتوضح أبو زكي: “تتلمذت على يد المحلل الاقتصادي محمد زبيب الذي كان خلال الاشهر الثلاثة الاولى للتدريب يجعلني اعود الى المنزل باكية لكثرة ملاحظاته. فهو الذي كوّن شخصيتي الصحافية. فبالنسبة له الاقتصاد هو الميل نحو الهمّ الاجتماعي، ورغم ان ملاحظاته كانت قاسية جدا، الا أنّه أثّر فيّ بطبيعة الحال، وجعلني أحبّ الاقتصاد”.

وتتابع: “كان يقول دائما انه لا مسلمات في الصحافة، ويجب ان تسألي اذا لم تكوني مقتنعة، ولا تكتبي عبارات لا تفهمينها”. وتكمل: “هذه الملاحظات علمتني الكثير، خصوصا بعد تخطي مرحلة القسوة في عملية التدريب الاقتصادي، فوقعت في غرام الاقتصاد. وكان الاقتصاد هو السبب في تعرّفي إلى زوجي الصحافي الاقتصادي أيضا. وصار الاقتصاد محور حياتي”.

وتصف نفسها بأنّها “صحافيّة اقتصادية تعيش الهمّ الاجتماعي، الا انه لا يمكن القول اني ماركسية فهذا ادعاء كبير، لانه يجب عليّ ان اقرأ كامل منهج كارل ماركس الفكري، وان اقرأ كل كتب النقد حوله أيضا”.

تحبّ الارقام، وتتمنى لو تركّز حياتها على الدراسات: “أحلم في أن أؤسس مركزا خاصا بالابحاث الاقتصادية”. وترى أنّ “محمد زبيب هو أنجح محلل اقتصادي”. وتختم: “الفضل في حبيّ للصحافة يعود الى استاذتي الدكتورة نهوند القادردي، والى معلمتي في المدرسة رامونا القارح التي لها فضل كبير عليّ”.

السابق
مكسيم شعيا.. أو لبنان الذي يكابر على أوجاعه
التالي
في ردّ الاعتبار الى الحمير: رافقت الأنبياء.. والشعراء