عاصفة قوية ستغرق لبنان الاسبوع المقبل

شتاء لبنان
ماذا يعني ان يلغي وزير الاشغال العامة غازي العريضي مؤتمره الصحافي الذي كان مقررا ظهر اليوم؟ وكيف يمكن الا نسمى هذا التأجيل تهربا من مسؤولياته؟ والسؤال لمعاليه: هل عجزت عن الوصول الى مكان المؤتمر؟ او انك لا تملك أي جملة لها قيمة قادرة على تقديم الاجوبة للبنانيين؟ وكيف سيعالج الشعب هذه الازمات اليومية لا سيما وان الارصاد الجوية تحذر من العاصفة الثلجية "الكسا".

تأخُر الشتاء جاء لمصلحة اللبنانيين، إذ ما أن بدأ فصل الشتاء بأمطاره حتى غرقت المناطق اللبنانية بالمياه، وارتفع منسوب المياه في انفاق مداخل بيروت بسبب الاهمال وعلق المواطنون داخل سياراتهم بإنتظار الفرج.
الاهمال الحاصل من قبل الوزارات والاجهزة المسؤولة منع البنى التحتية من تحمل موجة الامطار المتأخرة، وكان قد أكد الوزير  العريضي هذا الامر منذ أشهر طويلة مؤكدا ان “الشوارع ستغرق بالمياه ولا تملك الوزارة ليرة للقيام بواجبها”. (24 أيلول 2013).

فيما لم يرد الوزير العريضي على اي من اتصالاتنا، إن على أرقام الوزارة أو الارقام الخاصة به، اوضحت مصلحة البحوث العلمية الزراعية ان عاصفة ثلجية قوية اسمها “الكسا” آتية من القطب عبر اوروبا الشرقية سوف تصل الى لبنان الاسبوع المقبل. وبالتالي فينتظرنا اسبوع من البرد القارس والجليد والثلوج، إضافة الى كميات كبيرة من الامطار التي لن تجد لها مصرفا لاحتوائها، مع غياب الاجراءات اللازمة من تنظيف المجاري والقنوات من قبل المسؤولين.

في هذا الاطار، وفي مقابلة سابقة مع “جنوبية” أكد المهندس رياض الاسعد الذي يدير شركة “الجنوب للإعمار”، وهي التي تقوم بصيانة معظم مناطق بيروت أن “بيروت ستغرق”. وأضاف: “لا يمكن ان تحل مشكلة طوفان الشوارع”.

من جهته، أكد مستشار وزير المالية محمد الصفدي في حديث مقتضب وسريع لـ”جنوبية” ان “ما يحصل هو من صلاحيات وزارة الاشغال فقط”، وأشار الى انه “تم تحويل الاموال اللازمة للوزارة المعنية للقيام بمهامها وإتمام عمليات التلزيم لصيانة البنى التحتية”.

لم تنظف الطرقات ولم تحضر البنى التحتية لاستقبال الشتاء، فصيانة البنى المختصة بتصريف مياه الامطار لم تتم في الوقت المناسب لها والدولة لم تلزم الشركات المعنية للقيام بمهامها لتصبح الشوارع جاهزة ومحضرة لتصريف السيول نتيجة الامطار، لا سيما وان العديد من المحللين اكدوا انه سيكون الشتاء الاقسى منذ 100 عام.

لبنان غرق بعد الشتوة الاولى القوية لهذا العام، الشوارع طافت وعلق عشرات اللبنانيين في الانفاق لساعات طوال، وحتى الساعة لم يتحرك أي مسؤول لشرح الحلول، ولوضع الاجراءات اللازمة استعدادا للعاصفة الثلجية التي يتوقع حدوثها الاسبوع المقبل، ويكون بذلك قد نجح بعض المسؤولين في تحويل الناس، أو بعضهم من غنم، تساق الى الانتخابات في وقتها وتنتخب دون ان تحاسب، الى سمك تبللت وأهينت وحوصرت بالمياه.

السابق
أحمد بيضون: أزمة الهوية بين الانتماء الوطني والمذهبي
التالي
لا مسلحين ولا سلفيين في الهبارية