صيدا: فضائح جديدة عن معمل النفايات

صيدا نفايات
يبدو أن البعض في صيدا بات يتمنى أن يعود مكب النفايات إلى سابق عهده، يستقبل كل أنواعها، وتعود المدينة إلى نظافتها السابقة. بدل أن تنتشر الأوساخ والنفايات في المدينة. على الأقلّ نعرف أنّ هناك مكبّا واحدا في صيدا فقط.

شهد عام 2013 همروجات كبيرة تزيّن إنجازات شهدتها مدينة صيدا على الوضع البيئي. خلال هذا العام بدأ معمل معالجة النفايات المنزلية بالعمل، وبني الحاجز البحري وبدأ التخلص من مكب النفايات الذي كان معلماً مؤسفا من معالم فداحة الوضع البيئي في المدينة.

لكن الوضع صار أسوأ من السابق، وباتت النفايات تتراكم أمام مستوعباتها الموزعة في شوارع المدينة. والشركة المتعهدة لنقل النفايات لم تعد تجمع بقايا الردم والثياب والخشب وخلافه، بحجة أن معمل المعالجة لا يستقبلها، والبلدية تفتش عن مكان لاستخدامه مطمراً للعوادم، بحسب رئيسها.

الجمعيات البيئية تشكك بآلية عمل معمل المعالجة. مصادر موثوقة تشير إلى نقل نفايات وعوادم من معمل المعالجة إلى مكب النفايات القديم وبوساطات سياسية. متابعة الموضوع تشير إلى تورط الفعاليات السياسية أيضا.

يقول أحد أعضاء جمعية بيئية: “زار أحدهم معمل المعالجة سائلاً عن مسؤوله نبيل زنتوت. كان زنتوت مسافراً والهدف من سفره كان، وبحسب مصدر في المعمل، إحضار محرقة للخشب، وآلة لمعالجة العظام، وأخرى لغسيل أكياس النايلون، وآلات أخرى قطع وعد بإحضارها منذ بدء العمل”.

يتساءل أحدهم: “وهل يعمل المعمل فعلاً؟ تُحضّر النفايات، يتم فرزها يدوياً، تسحب منها الأخشاب، والنايلون والثياب والحديد وقناني البلاستيك. يباع ما يمكن تدويره، وما يبقى يتم تجميعه في ساحات المعمل، في زاوية منه كومة كبيرة من أكياس النايلون، وبقربها عوادم مجمعة. وخلف المبنى الأساسي مكب نفايات مغطى بتراب أحضر من خارج المعمل”.

يتساءل أحد الناشطين البيئيين: “أين دور البلدية في الإشراف على عمل المعمل؟ هذا السؤال يفتح الباب أمام موضوع آخر: من هي الجهة التي وقعت الاتفاق مع إدارة المعمل؟ البلدية تنفي أن تكون قد وقعت اتفاقية معه، لكن مسؤوليها لا يجيبون عن مصير الاتفاقية التي تم توقيعها سابقاً”.

ولكن: هل وزارة الداخلية هي التي وقّعت؟ وهل يحق لها ذلك؟

يجيب عضو بلدي سابق: “لا يحق لوزارة الداخلية توقيع اتفاقية مع إدارة المعمل، خصوصاً أن أرضه هي بتصرف بلدية صيدا؟”، ويضيف: “في ظل الضياع القانوني تبدو إدارة المعمل متفلتة من المساءلة والمحاسبة وفي ظل تغطية سياسية من الأطراف كافة”.

على الهامش، خلال عيد الأضحى بقيت كميات كبيرة من عظام الأضاحي في المسلخ، سأل أحدهم أحد مسؤولي بلدية صيدا: ماذا نفعل بها؟ أجاب بهدوء: احفروا حفرة في مكان ما واطمروها.

أما مكب النفايات فما يحصل فيه ليست معالجة كما تنص الاتفاقية، بل ما يحصل هو طمر المكب في الحوض المائي الذي تكوّن بفعل الحاجز البحري ليس أكثر ولا أقل. والفعاليات السياسية تغطي الموضوع تحت حجة: ألستم أنتم كم يريد التخلص من المكب؟

لكنّهم ينسون أن عملية التخلص التي يمكن أن تكلف نحو مليوني دولار أميركي قد كلفتنا 25 مليون دولار حتى الآن.

 

السابق
برنامج الفولبرايت للأساتذة الجامعيين
التالي
أميركا لم تعد الشيطان الأكبر.. وإيران تتقدّم في المنطقة!