من اليسوعية إلى الجمارك

لم يكفِ ما حصل في الفروع الاولى للجامعة اللبنانية التي تحولت في معظمها مراكز حزبية للثنائي الشيعي، والتي تحول عدد كبير من طلابها من طلب العلم الى ممارسة التشبيح والبلطجة في جميع الكليات الواقعة في دائرة نفوذ الثنائي ولا سيما “حزب الله”. ولم يكف ايضا ما حصل في “مجمع رفيق الحريري الجامعي” في الحدث الذي تحول في الاعوام الماضية ليس مركزاً حزبياً فحسب، بل حسينية أثبتتها الصور التي ظهرت خلال فترة عاشوراء. و لم يكف ايضا وايضا ما يحصل في الجامعة الاميركية والجامعة اللبنانية – الاميركية من مظاهر “السلبطة” من جانب الثنائي الحزبي الذي أمعن في ضرب صورة هذه المؤسسات العريقة. لم يكف كل ذلك، فامتدت اليد الى جامعة القديس يوسف الواقعة في قلب البيئة المسيحية، فصار طلاب منتمون تحديدا الى “حزب الله” يعمدون الى البلطجة على زملائهم من ابناء البيئة الاصيلة في الجامعة اليسوعية. وصاروا يستقدمون عناصر الاحياء القريبة المواجهة لمنطقة الجامعة لفرض حصار موصوف على طلبة آخرين، وسط صمت من ادارة الجامعة التي دفعها سابقا اغراء استقبال طلبة مدفوعي الاقساط سلفا من “حزب الله” الى المخاطرة بتغيير تركيبة الجامعة نفسها.

هذا ليس كلاماً شوفينياً. ولا هو مذهبي موجه ضد فئة دون اخرى. فنحن ما كنا يوما من طلاب اليسوعية، ولا ننتمي الى بيئة الجامعة نفسها. ولكن ما حصل قبل يومين يشي بأن شيئا ما يتحول في الجامعة المسيحية الاولى في لبنان، في اتجاه وضعها في دائرة “التذويب” التدريجي تماما كما حصل في الاميركيتين و قبلهما في الجامعة اللبنانية.
وكلامنا هذا لا يعني اننا نوافق تلقائيا على وصف الجامعة اليسوعية بـ”جامعة بشير” دون سواه. انها اولا وقبل كل شيء جامعة مسيحية، وهي ثانيا جامعة لبنانية لكل الناس. لكن ان توضع على مسار بقية الجامعات اللبنانية التي جرت الهيمنة عليها.
اذا كنا رأينا بالصورة الى اين يصل الاستخفاف بالآخرين لما قام طالبان من “حزب الله” ورفعا مسدسيهما في الهواء وأطلقا النار امام باب الجامعة اليسوعية الواقعة في حضن بيئة مغايرة تماما، ولم يحصل أي رد. فما بالكم بما يحصل في فروع الجامعة اللبنانية و في حرم مجمع الحدث!
لم يعد لبنان هو لبنان. لقد غيروا مفهوم الوطن للجميع، ويعملون على كسر الكيان، والصيغة، وعلى نسف لبنان الواحد. انهم يعملون بلا هوادة على وضع اليد على لبنان، لذلك نقول للقيمين على الجامعة اليسوعية ولبيئتها ان يتنبهوا جيدا لما يحصل وإلا خسروا الجامعة.
* * *
في موضوع آخر نعود الى ما حصل بين فريق قناة “الجديد” وبعض عناصر وضباط الجمارك لنؤكد مرة جديدة ان مشكلة التهريب أكبر و أخطر بكثير مما يحكى، و حبذا لو تفتح ملفات التهريب الفلكية الارقام التي يشرف عليها “حزب الله” بلا رقيب ولا حسيب، و يمول نفسه عبرها على حساب جميع اللبنانيين.

السابق
حريق كبير في الفوروم دو بيروت
التالي
التفاهم الأميركي – الإيراني: سوريا ثمّ لبنان