الأخبار: الأسد: جنبلاط لن يدخل قصر المهاجرين

كتبت “الأخبار ” تقول:  دخل النائب وليد جنبلاط على خطّ الانفتاح الجدّي على حلفاء سوريا في لبنان، تماشياً مع الموقع الجديد الذي بدأ يتبلور شيئاً فشيئاً لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي. ورفع جنبلاط سقف التنسيق مع قوى 8 آذار من اللقاءات المحلية في المناطق إلى اللقاءات السياسية، وكان آخرها أمس استقبال رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان وفداً من التقدمي، برئاسة وزير شؤون المهجرين علاء الدين ترو، مهنئاً بمناسبة عيد تأسيس القومي. وأكدت مصادر القومي والتقدمي لـ”الأخبار” أن “اللقاء كان إيجابياً”، وتناول البحث فيه مختلف القضايا في المنطقة. وشدد الطرفان على “ضرورة أن تساهم كل القوى السياسية في خلق بيئة تعزّز الحوار والتلاقي”.
يذكر أن اللقاء هو الأول من نوعه منذ نحو سنتين، إذ جرت زيارة واحدة قبل ثلاثة أشهر من ضمن المبادرة السياسية التي أطلقها جنبلاط وقتذاك، على أن اللقاءات المحلية في المناطق بين الحزبين قد تعززت في الفترة الأخيرة، خصوصاً في عاليه.
الإيجابية المفرطة في بيروت بين جنبلاط وحلفاء سوريا، لا تعني الوقع نفسه في دمشق. إذ نقل زوار الرئيس السوري بشار الأسد عنه قوله ردّاً على سؤال عن التواصل الذي يسعى إليه عدد من السياسيين اللبنانيين والعرب، كجنبلاط، مع دمشق “إن أبواب قصر المهاجرين لا تفتح لمن شارك في سفك الدم السوري، وإن كان هناك من يحاول العودة عن أخطائه، فبإمكانه زيارة دمشق ليس أكثر”. وحول جنبلاط بالتحديد، قال الأسد إنه “لا يمكن أن يدخل قصر المهاجرين. ربما ابنه تيمور يستطيع”.

فرنجية: الأسد مقابل الإرهاب
من جهته، أشار رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية إلى أن “الحل للخروج من الأزمة الحالية يكون من خلال تشكيل حكومة وفاق وطني جامعة”، مؤكداً أن “تسمية الرئيس المكلف تمام سلام تمت عبر تسوية بين جنبلاط ورئيس المخابرات السعودية بندر بن سلطان”. واستغرب فرنجية في مقابلة مع برنامج “كلام الناس” مواقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان بشأن سوريا، و”خصوصاً أنه صناعة سورية”. وقال فرنجية بأنه أبلغ الأسد، أنه “إذا أراد سليمان رئيساً للجمهورية، فيجب أن يكون على مسؤوليتك، لانه سيطعننا بالظهر وأتمنى لو طعننا بوجهنا”.
واستبعد فرنجية أن “يخرج حزب الله من سوريا في المرحلة الحالية كما أن الحكومة الحيادية لن ترى النور وستؤدي إلى وضع أسوأ”، مشيرا إلى “أننا أصبحنا في معادلة الأسد مقابل الإرهاب والتطرف، وهو سيترشح في العام 2014″، مشدداً على أن “الأسد أكبر داعم للمقاومة، وهو عروبي اكثر من عروبة كل الدول العربية”. وقال فرنجية إن “التيار الوطني الحر حليف، والأمور واضحة بيننا”.

السنيورة و”التكنوقراط”
من جهة أخرى، رحب رئيس كتلة “المستقبل” النيابية النائب فؤاد السنيورة بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إيران والدول الكبرى على مسألة النووي. وأكد السنيورة بعد اجتماع الكتلة تعليقاً على التفجيرين اللذين استهدفا السفارة الإيرانية في بيروت، إدانته التفجيرين، “كما أننا ندين الاغتيال السياسي الفردي والجماعي، لأنه عمل إرهابي بغض النظر عن الجهة التي أتى منها”. وعاد السنيورة إلى نغمة “حكومة التكنوقراط”، إذ دعا إلى “تأليف حكومة من غير حزبيين حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية ولمناقشة ما تبقى من قضايا كبرى، وخروج حزب الله من سوريا ونشر الجيش اللبناني على الحدود لمنع دخول المقاتلين والسلاح إلى سوريا من أي جهة كانت”. وكذلك حيا موقف الرئيس ميشال سليمان في ذكرى الاستقلال “وخصوصاً عندما تقرر جهات لبنانية الاستقلال عن منطق الدولة، وفي تأكيده على معنى الدولة المستقلة واحترام الدستور والالتزام باعلان بعبدا”.
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي “إننا نسعى لإبعاد وطننا عن تأثيرات الأحداث الجارية حوله، وإذا كنا نجحنا نسبياً في تجنب المخاطر معتمدين سياسة النأي بالنفس، لقناعتنا بأن لا موجب لأن نتدخل في شؤون الآخرين، نحن الذين أخذنا على الآخرين تدخلهم في شؤوننا”. وتوجه ميقاتي إلى اللبنانيين خلال رعايته الاحتفال الخاص بالعيد السبعين لاستقلال لبنان في إمارة موناكو، بالقول: “لا تخشوا العواصف”.
من جهته، استنكر وزير الدفاع الوطني فايز غصن بعد لقائه السفير الإيراني غضنفر ركن آبادي التفجيرين اللذين ضربا السفارة، مندداً “بهذا العمل الجبان”. وردا على سؤال حول وجود مقار وممرات للجماعات التكفيرية، أكد أن “هذه الجماعات موجودة وهي تعمل بخلايا سرية ونحن في مؤسسة الجيش ومديرية المخابرات وكل الأجهزة التابعة لنا نعمل بكل جد من أجل كشف هذه المجموعات”.

حماس عند الحريري
الى ذلك، اعتبر ممثل حركة “حماس” في لبنان علي بركة أن “أي تباين حول الأوضاع الإقليمية لا يبرر أعمالاً تفجيرية وإرهابية كالتي حصلت في بيروت مؤخراً”، مشدداً على أن “الفصائل الفلسطينية في لبنان لن تسمح بأن تتحول المخيمات الفلسطينية إلى صندوق بريد لأي جهة كانت، سواء محلية أو خارجية، ولن نسمح بأن يستخدم الفلسطيني في أية أعمال تفجيرية أو تكفيرية”.
وأدان بركة خلال لقائه النائبة بهية الحريري في مجدليون التفجيرين اللذين استهدفا السفارة الإيرانية، معتبراً أن “الذي نفذ هذا العمل بعيد عن البيئة اللبنانية والفلسطينية، والشعبان اللبناني والفلسطيني أبرياء من هذا العمل الإجرامي”. وأشار بركة إلى أن اللقاء تناول الأوضاع في مخيمات لبنان، وخصوصاً في مخيمات صيدا، مؤكداً “ضرورة التواصل بين القوى الفلسطينية والفاعليات اللبنانية في المدينة من أجل تطويق أي إشكال”. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت القوى الفلسطينية في لبنان تلقت أي طلب من السلطات اللبنانية للتعاون معها في التحقيقات في تفجيري السفارة كون أحد الانتحاريين فلسطينيا، أكد بركة أنه “لم يطلب منا أحد شيئاً، لكن نحن كفلسطينيين نقوم بواجبنا”.

السابق
الشرق: الملف الحكومي حضر في فرنسا وفابيوس يستوضح ميقاتي عن أسباب التأخير
التالي
الجمهورية: سليمان لتغليب الحوار وبرّي للتصدي لمؤامرة الفتنة