لا اطفائية في صيدا: لا رواتب ولا كفاءات ولا معدّات

الاطفائية
صيدا ثالث مدينة في لبنان من حيث عدد السكان والأهمية. المؤسف أنّ جهاز الإطفاء فيها لا يعمل، السيارات معطلة والجهاز البشري غير مؤهل ورواتب العاملين في هذه المؤسسة "عدم"، أي تحت الحدّ الأدنى للأجور.

خلال الشهر الفائت، شب حريق في معمل الشامية للاسفنج في صيدا، تدخل جهاز الدفاع المدني لاطفائه، وقد توفي جندي في الحادث.

هذا الحريق فتح العيون على تقصير جهاز الاطفاء في مدينة صيدا، وهو جهاز قديم تأسس في ستينات القرن الماضي، كان مركزه في بلدية صيدا وقد دمره العدو الاسرائيلي عام 1982، ونقل إلى عقار تملكه البلدية خلف جامع الزعتري.

أمام مقر جهاز الاطفاء عربات الخضار تسد مدخله، وعند الرصيف تقف سيارتان وفي داخل العقار سيارتان أيضاً.

السيارة الأولى بدون طلمبة مياه وبالتالي غير صالحة للاستعمال، والثانية طلمبتها مكسورة، مع تمزّق في عجلاتها ورضوض في الحديد الخاصّ بها. أما السيارة الثالثة فإن “فيتاسها”، أي علبة التروس ناقلة السرعة، معطلة، وهي متوقفة عن العمل. والسيارة الرابعة هي الوحيدة الصالحة للاستخدام، لكنها بحاجة لنحو نصف ساعة كي تصير جاهزة للسير.

يقول أحد الإطفائيين: “يوم حريق الشامية اضطررنا للاستعانة بالدفاع المدني لاطفائه، لأننا نملك سيارة واحدة تفرغ ماءها خلال عشرة دقائق ونحن بحاجة إلى نصف ساعة لإعادة ملئها”.

وأكد رئيس البلدية محمد السعودي هذه المعلومات: “نحن بحاجة إلى نحو مليون دولار لإعادة تجديد آليات البلدية وليس سيارات الإطفاء فحسب”.

وأضاف السعودي :”حالياً نستعين بسيارات الدفاع المدني لإطفاء الحرائق، ونسعى في الوقت نفسه لإيجاد التمويل اللازم”.

أما بخصوص تجهيزات المبنى نفسه الذي يعاني من مشاكل تبدأ بالباب الخارجي والشبابيك وصولاً إلى أسرة الاطفائيين، فأكد رئيس البلدية على متابعة الموضوع وإجراء الاصلاحات اللازمة.

من جهة أخرى، فإن جهاز الإطفاء يضم 20 اطفائياً معظمهم التحق بالجهاز منذ 4-5 سنوات. ويتقاضى الاطفائي شهرياً 700 ألف ل.ل. و175 ألف ل.ل. بدل غلاء معيشة. في حين يتقاضى السائق 500 ألف ل.ل. شهرياً بالاضافة إلى 175 ألف ل.ل. بدل غلاء معيشة.

إلا أن رئيس البلدية شكك بكفاءة الاطفائيين رغم تدريبهم وتأهيلهم. وأشار إلى أن البلدية ما زالت تجري تحقيقاً حول ما حصل يوم وقوع حريق الشامية، إذ أسرع المواطنون للاتصال بالمركز ولم يرد الهاتف، وعند حضور بعضهم تبين أنّ أحداً لا يداوم في المركز، ما يطرح اسئلة حول التزام بعضهم بواجب الوظيفة.

وختم السعودي: “على كل حال سنحاول إصلاح المركز ونعمل بجد لإيجاد التمويل اللازم بتأهيل الآليات”.

السابق
السباق الرئاسي: مرشحون بالسرّ.. وcv للدول الإقليمية
التالي
مهمة سوداء لن تنجح