اللواء: اجتماع نفطي مع مسؤول أميركي اليوم سليمان يحمل ملفّ

كتبت “اللواء ” تقول: حمل الرئيس ميشال سليمان الذي وصل الى الكويت امس، وكان في استقباله على ارض المطار رئيس الدولة الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، ملف التداعيات السورية – اللبنانية، سواء في شقه السياسي المتمثل بتعطيل تأليف الحكومة، او في شقه المالي والايوائي مع تدفق عشرات الوف النازحين لا سيما في الايام القليلة الماضية الى بلدة عرسال على وجه الخصوص، التي ضاقت بهؤلاء بما فيها منازلها ومساجدها ومدارسها، فيما يتأهب لبنان على مستوى وزير الطاقة جبران باسيل لعقد اجتماع اليوم مع نائب مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الطاقة، للبحث معه في موضوع الحدود البحرية، وهو العائد من محادثات اجراها في قبرص، واطلع كلاً من الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي عليها، في اجتماعين منفصلين، من دون ان يتمكن من انتزاع اتفاق لعقد جلسة نفطية للحكومة المستقيلة تنتهي بإصدار مراسيم تلزيم البلوكات العشرة، اما دفعة واحدة او بالتدريج.
واذ اكد الرئيس ميقاتي على استمرار الالتزام بتصريف الاعمال في الاطار الضيق، ووفقاً لما ينص عليه الدستور، طالب بفصل الملف الحياتي – المعيشي الاقتصادي عن النزاع السياسي الاخذ في التفاقم وغير القابل للتسوية على المدى المنظور، كاشفاً عن أفكار من شأنها ان تساهم في التخفيف من عبء النازحين السوريين، منها: السعي مع الجهات الدولية لاقامة مخيمات داخل الاراضي السورية لايوائهم، ثم تشديد الاجراءات عند الحدود لمنع التدفق العشوائي من دون ان يكشف عن طبيعة تلك الاجراءات.
في هذا الوقت، دخل رئيس حزب “القوات اللبنانية”، الدكتور سمير جعجع على خط الاشتباك بين حزب الله وتيار “المستقبل”، خاصة وقوى 14 آذار عامة، فوصف حزب الله بأنه “تنظيم امني عسكري مسلح لا شرعي ولا قانوني”، مشيراً الى ان “الدستور لا يشير الى المقاومة ولا وثيقة الوفاق الوطني (الطائف)”، واصفاً الوضع بأنه “غش وتزوير”، “متهماً الحزب بتعطيل الحياة السياسية وبالقيام بعمليات اغتيال والدفاع عن مصالح ايران الاستراتيجية، والتورط بعمليات ارهابية خارج لبنان”، معتبراً المناطق التابعة له “خارجة عن القانوني”، فهو يستغل قوته العسكرية ووهج السلاح “ليعيث فساداً داخلياً، كمثل ادارته لممرات غير شرعية في المرفأ، والبناء غير القانوني وعدم دفع رسوم الماء والكهرباء”…
ووصف جعجع اتهام الحزب للسعودية بأنها لا تريد تشكيل حكومة جديدة بأنه غير صحيح لا بل خرافة، مؤكداً أن الحل يكمن بتشكيل حكومة تضم لا 8 ولا 14 آذار.

واكتفت قناة “المنار” التابعة للحزب في تعليقها على كلام جعجع بأنه “مهزلة”.
وتزامنت مواقف جعجع مع إشارات لافتة ارسلها السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل، عندما ربط استقرار لبنان بسيطرة المؤسسات الأمنية على كامل هذا البلد، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة استثمرت منذ العام 2005 أكثر من مليار دولار في الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي من خلال المعدات والتدريب لسبب محدد جداً، وهو انه “عندما تكون هذه المؤسسات قادرة على أن تجمع جميع المواطنين في لبنان والسيطرة على كامل حدود لبنان واراضيه، يمكن للبلد ان يكون مستقراً ويعيش بسلام”، مؤكداً أن توفير الأمن والسيطرة على السلاح يجب ان يكونا بين ايدي مؤسسات مسؤولة امام الشعب وشفافة أمام مؤسسات الحكم، وليس امام مجموعات لها اجندتها الخاصة وتشابكاتها الخارجية، في إشارة إلى “حزب الله”، من دون أن يسميه.
وذكر هيل، في كلمة له خلال عشاء اقامته غرفة التجارة الأميركية في بيروت أن “مجموعة الدعم الدولية التي انشئت مؤخراً تثبت وجود إجماع دولي لمساعدة لبنان في حماية نفسه من اثار الحرب في سوريا، وهذا الإجماع يحتضن “اعلان بعبدا” وقرارات مجلس الأمن مثل 1701 و1559، مشيراً إلى ان هناك إجماعاً دولياً على أن سياسة النأي بالنفس اللبنانية عن الصراع السوري هي السياسة الصحيحة، وأن الجماعات اللبنانية (حزب الله) التي تنتهك هذه السياسة تضع مصالحها الضيقة ومصالح رعاتها في الخارج فوق مصالح الأمة اللبنانية والشعب اللبناني”.

إغلاق الملف الحكومي
إلى ذلك، توقعت مصادر مطلعة أن تعقد قريباً اجتماعات لقوى 14 آذار لوضع خارطة طريق تتضمن سلسلة لاءات سلمية وديمقراطية، رداً على مواقف التصعيد التي اتخذها مؤخراً “حزب الله”، وانخراطه كلياً في الحرب السورية، ولا سيما في معارك القلمون و”قارة”.
واستبعدت مصادر سياسية مطلعة لـ?”اللواء” قيام أي مبادرة من شأنها فتح الأبواب مجدداً لتحريك الملف الحكومي، وقالت أن الأمور أصبحت معقدة اكثر من اللزوم، وأن السجال الحاصل بين الفريقين المتنازعين في البلاد حول انغماس “حزب الله” في الحرب السورية، ومؤخراً في معركة القلمون، يعطي انطباعاً بأن الأوضاع متجهة نحو التأزيم السياسي.
وأكدت هذه المصادر أن الحديث عن تدخل خارجي لحلحلة الوضع الراهن لن ينجح ما لم يُصار إلى مواكبته داخلياً، وهو أمر صعب في الوقت الراهن نظراً إلى التصعيد الحاصل في المواقف، لافتة إلى أن فشل المساعي المبذولة على أكثر من صعيد لإحداث خرق ما بات يرافق تحركات المعنيين بهذا الملف.
وقالت أن الأجواء التي أشيعت بشأن انفراج ما قبل عيد الاستقلال تبدلت كلياً، وتضاءلت الفرص التي كانت متاحة سابقاً لولادة الحكومة، لا بل انعدمت.
وأفادت المصادر نفسها أن ثمة من يعوّل على التواصل السياسي المرتقب على هامش حفل الاستقبال الذي سيقام في قصر بعبدا لمناسبة عيد الاستقلال بين الرؤساء سليمان وبري وتمام سلام، كما مع الرئيس ميقاتي، مع العلم أن هذا التواصل قد لا يترجم تأليفاً حكومياً، ولكن من شأنه المساهمة في بث أجواء طيبة وإيجابية.
وقد استأثر بالاهتمام على هذا الصعيد، الإشكال البروتوكولي الذي وقع فيه مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، نتيجة تغييبه إسم الرئيس سلام عن حضور استقبالات الرئيس سليمان في عيد الاستقلال، مكتفياً بذكر حضور الرئيسين بري وميقاتي، علماً أن الرئيس المكلّف سيشارك في حضور العرض العسكري، وكذلك استقبالات بعبدا، على غرار ما حصل في مناسبات سابقة.
وفهم أن اتصالات جرت مع دوائر قصر بعبدا لمعالجة هذا الإشكال البروتوكولي، لا سيما على صعيد الإعلام.

الجلسة التشريعية الأربعاء
إلى ذلك، ينتظر أن يكون مصير الجلسة التشريعية التي كانت تأجلت للمرة السادسة إلى يوم غد الأربعاء المصير نفسه للجلسات السابقة، من حيث التأجيل.
وأكدت مصادر نيابية أنه لم يطرأ أي جديد على المواقف من شأنه أن يؤمّن النصاب لهذه الجلسة التي سيحدد الرئيس بري لها موعداً جديداً، وبنفس جدول الأعمال الذي تعترض عليه كتلة “المستقبل” وترفض حضور الجلسة لهذا السبب، ولسبب آخر يتعلق بتصادم الصلاحيات بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، في ظل حكومة مستقيلة.
وإذا كان الاجتماع المشترك الذي ضم كتلتي “التيار الوطني الحر” والكتائب النيابيتين، أمس، في ساحة النجمة، في إطار مبادرة “التيار العوني” بعد خلوة دير القلعة، من خلال انفتاحها على كل الكتل النيابية، قد أشاع أجواء إيجابية بين الكتلتين، نتيجة “التفاهم الكبير” بينهما، على حد تعبير عضو كتلة عون النائب سيمون أبي رميا، الذي لفت إلى الحاجة إلى “تعميق العلاقة” بين الطرفين، إلا أن هذه الأجواء لم تصل الى حد كسر الحاجز التي تمنع التيار العوني من حضور الجلسة التشريعية غداً، بقصد توفير النصاب، أقلّه من أجل تفعيل عمل المجلس النيابي وإيجاد المخرج المناسب لعودة المجلس إلى عمله التشريعي.
وأكد عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب آلان عون لـ “اللواء” في هذا الصدد، أن جلسة الغد لن تعقد لأن الرئيس بري يرفض عقد جلسة في غياب كتلة “المستقبل”، مشيراً إلى أن التكتل لن يكون عقبة في وجه أي جلسة، إلا أننا نعتقد أن الموضوع غير مطروح طالما لا جلسة غداً.
وأوضح أن للتكتل تحفظات بعضها تشريعي وبعضها سياسي، وهي قيد المعالجة من خلال اللجنة التي اتفق عليها مع الرئيس بري، وأن هذه التحفظات ما زالت موجودة.

قتيلان في عرسال
أمنياً، وفيما باشرت قوى الأمن الداخلي تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة الأمنية في طرابلس، التي تلحظ انتشار هذه القوى في منطقتي التبانة وجبل محسن، من دون عوائق تذكر، أفاد مصدر أمني لوكالة “فرانس برس” أن لبنانيين من بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، قُتلا في انفجار لغم أثناء توجههما إلى ريف دمشق للقتال ضد قوات النظام السوري.
ونقلت الوكالة عن أحد أعيان عرسال رافضاً الكشف عن اسمه تأكيده مقتل الشابين يوسف وخالد الحجيري، موضحاً أن حوالى 30 شاباً من عرسال توجهوا بسلاحهم خلال الساعات الماضية إلى قارة لمساندة الجيش السوري الحر، مشيراً إلى أنه سيتم تشييع الشابين عصراً بعد نقل جثتيهما. ويبلغ عدد سكان عرسال حوالى 35 ألفاً ويكاد عدد النازحين السوريين فيها يتجاوز عدد السكان.

السابق
المستقبل: جعجع نصر الله ليس مفوّضاً إدارة لبنان وحزبه غير شرعي
التالي
الشرق: تباين واسع داخل فريق 8 آذار