شوارع طهران تتعرّى من العداء لأميركا

اللافتات في شوارع طهران
ما هي ابعاد الخطوة الايرانية بإزالة بعض اللافتات المناهضة للولايات المتحدة الاميركة من شوارع العاصمة طهران؟ وهل بدأت القيادة الإيرانية في نزع "فكرة" العداء لـ"أمريكا" من رؤوس الإيرانيين، وليس فقط من اللافتات والشوارع؟ ولماذا؟ ومن يصدّق أنّ هذه اللافتات "مخالفة للقانون"! وهل نشهد إزالة "اللافتات القانونية" بعد إعلان "التسوية الكبرى"؟ أم نشهد إعادة "اللافتات غير القانونية" إذا فشلت المفاوضات الجارية حاليا حول المنطقة كلّها؟

في سابقة أولى من نوعها منذ قيام الثورة الإيرانية في العام 1979، قامت السلطات الإيرانية بإزالة بعض اللافتات التي تحمل شعارات مناهضة للولايات المتحدة الأميركية من شوارع العاصمة طهران، ضمن ما وصفه مراقبون بأنّه “مساع لتحسين العلاقات مع واشنطن”.

وقد أشار المتحدث باسم بلدية طهران هادي إيازي إلى أنّ “بعض اللافتات وُضِعت مخالفة للقانون والبلدية أزالتها”. وتصور إحدى هذة اللافتات مفاوضا إيرانيا يجلس إلى طاولة المفاوضات مع مسؤول أميركي يرتدي سترة وسروالاً عسكرياً وحذاءً طويلاً وكتب تحتها “النزاهة الأميركية”.

في حين أكد مدير مؤسسة “أوج” الإعلامية، إحسان محمد حساني، التي أنتجت اللوحات، في حديث لوكالة “فارس” للأنباء انه “جرى نصب اللوحات بموجب تصريح من البلدية”. وأضاف أنه ليس لها علاقة بسياسات الرئيس الجديد حسن روحاني، وأنها صمّمت قبل توليه منصبه في آب. واعتبر أنّ “التصاميم لا تنم عن معارضة للمفاوضات بين المسؤولين الإيرانيين وأميركا”.

هذا التفاوت في الآراء حول اللافتات المزالة أثار جدلا واسعا في الاوساط الاعلامية. فسياسة “المحاباة” الايرانية الجديدة – القديمة لا يمكن ان تمر دون مراجعة وتدقيق لخلفياتها وتبعاتها.
فمنذ عهد الشاه، وصولا الى عهد الرئيس الايراني السابق محمود أحمدي نجاد، كانت السياسة الإيرانية اتجاه الولايات المتحدة متصلبة ومتعنتة في مواجهة “الشيطان الأكبر”، واستطاعت الحملات الاعلامية المتلاحقة أن تصوّر الولايات المتحدة الاميركية على انها العدو الاول والاخير ، الى ان وصلنا في عهد الرئيس روحاني، المعتدل من وجهة نظر جميع المراقبين، الى لقاء هاتفي جمعه الشهر الماضي بالرئيس الاميركي باراك أوباما، لتأتي بعدها “مبادرة” رفعت اللافتات المعادية لاميركا.

وقد أكد محلل متخصص في الشؤون الايرانية ان “الامر يأخذ أكثر من حجمه، والبلدية أعلنت ان السبب من ذلك هو لانها مخالفة للقانون”، وأضاف: “ايران تمر في مرحلة ديبلوماسية جديدة ربما التغيرات الاقليمية والعالمية الحاصلة تجبر الحكومة على اتخاذ خطوات أقل صلابة لحماية شعبها من الضغط الحاصل بسبب حصارها منذ مدة طويلة”. وقد رفض هذا الكاتب نشر اسمه “لأنّها ما بتحرز”.

من جهة ثانية، عارض المتشددون، ومن بينهم شخصيات في التيار المحافظ، هذه الخطوة، معتبرين ان المسؤولين الأمريكيين يؤكدون فى تصريحات مختلفة على سياسة الضغوط وإبقاء العقوبات ضد إيران، والبعض يسيء الى الشعب الإيرانى فى تصريحاته.

فهل بدأت القيادة الإيرانية في نزع “فكرة” العداء لـ”أمريكا” من رؤوس الإيرانيين، وليس فقط من اللافتات والشوارع؟ ولماذا؟ ومن يصدّق أنّ هذه اللافتات “مخالفة للقانون”! وهل نشهد إزالة “اللافتات القانونية” بعد إعلان “التسوية الكبرى”؟ أم نشهد إعادة “اللافتات غير القانونية” إذا فشلت المفاوضات الجارية حاليا حول المنطقة كلّها؟

السابق
وهاب: السعودية تخوض الحرب في سوريا
التالي
علوش: ذهاب نظام الاسد ضروري لاستقرار لبنان